Quantcast
Channel: تحقيقات وتغطيات
Viewing all 57 articles
Browse latest View live

الرسائل النصية الدعائية بين الاستغلال المشروع واختراق الخصوصية

$
0
0

مع تراجع عدد قراء الصحف، واتجاه مشاهدي التلفاز إلى تغيير القناة أثناء الفاصل الإعلاني بدأ يتزايد اهتمام المعلنين بالوسيلة التي لايمكن الهروب منها وهي "الهاتف الجوال". فالهواتف الجوالة والأجهزة اللاسلكية المحمولة أصبحت تحتل الرقم واحد على قائمة الوسائل المفضلة لإرسال الرسالة الدعائية وخصوصاً في الحملات التي تستهدف الشريحة 18-34 سنة.

وقد بدأت كذلك أغلب وسائل الإعلام والإعلان تهتم بتوظيف الرسائل النصية، فعلى سبيل المثال تقوم بعض القنوات التلفزيونية بإتاحة المجال لمشاهديها للتصويت لبرامج الواقع وتبقى القناة بذلك على تواصل مع جمهورها وإن لم يكن يجلس أمام شاشة التلفزيون، كما تركز أغلب الشركات العالمية على وضع إعلاناتها في مواقع الإنترنت المصممة خصيصاً للتصفح من الهاتف الجوال مع اتجاه شركات أخرى إلى وضع مقاطع فيديو إعلانية على هذه المواقع بدلاً من الشريط الدعائي التقليدي، بالإضافة إلى بث المسلسلات القصيرة الخاصة بخدمات الجيل الثالث لشبكات الجوال.

وقد سجل هذا العام ارتفاع كبير في نسبة الاعتماد على هذه الوسيلة، كما بدأت الشركات المصنعة لأجهزة الهواتف المحمولة تطور شاشاتها وتزيد من حجمها ودقتها مع تزويدها بإمكانية الاتصال اللاسلكي استعداداً لدور أكبر ستحتله مستقبلاً.... فيما أظهرت نتائج إحدى الدراسات أن 30% من 217 مليون مشترك أمريكي بشبكات الهاتف الجوال يعتمدون بشكل كبير على الرسائل و 10% من مستخدمين الهاتف الجوال باتوا يتصفحون الإنترنت لاسلكياً عن طريق هواتفهم.

وبالنسبة للمعلنين يأتي تفضيلهم لهذه الوسيلة لعدة أسباب، أهمها أن هذه الأجهزة تكون بصحبة مستخدمها طوال الوقت وفي كل مكان، كما أنها خاصة ويهتم المستخدم بكل مايصله عليها فيسهل إنشاء علاقة معه من خلالها، بالإضافة إلا أنه من السهل إرسال رسائل موجهة لفئات محددة وبدقة تتجاوز دقة الحملات الدعائية عبر الوسائل الإعلامية التقليدية، ومن جهة أخرى فهي تختصر الوقت اللازم لتسويق المنتج بالوسائل التقليدية ويمكن إرسال أكثر من مليون رسالة في وقت قصير.

ويذكر أن إيرادات الإعلانات عبر الهاتف الجوال في الولايات المتحدة قفزت هذا العام إلى 150 مليون دولار أمريكي في مقابل 45 مليون دولار فقط في عام 2005م... فيما ارتفعت عائدات الإعلان من قبل الشركات التجارية على مواقع الإنترنت الخاصة بتصفحها من الهاتف الجوال إلى 75000 - 300000 دولار للحملة، في مقابل 25000 - 50000 دولار للحملة في عام 2005م.... كما قامت شبكة (فوكس) بعرض مسلسلات قصيرة لمستخدمين إحدى شبكات الجوال الأمريكية وكانت تعرض كل دقيقتين إعلانا تجارياً لمدة 10 ثواني.

خط رفيع بين الدعاية المشروعة واختراق الخصوصية

يعتبر هذا التوجه في قطاع الدعاية والإعلان محاولة للاندماج مع حياة الجيل الجديد، إلا أن الخيط الذي يفصل بين استغلال الأجهزة الشخصية للدعاية والإعلان وبين اختراق الخصوصية يبدو رفيع جدا.ً

فما يشغل شركات الدعاية والإعلان وشركات الهاتف الجوال والاتصالات اللاسلكية في الغرب هو كيفية الاعتماد على هذه الخاصية دون أن يتم تصنيف الرسائل النصية المرسلة للعميل من فئة (السبام) أو الإزعاج، ولذلك فهي تطلب من العميل أن يوافق على استلام الرسائل أو يشترك في الخدمة ويؤكد رغبته قبل أن تبدأ الرسائل بالوصول إلى هاتفه.

في المقابل كشف استطلاع مجلة "عربيات" عن أن مستخدم الهاتف الجوال في العالم العربي يرى أن هذه الخدمة قد انطلقت بالفعل وبشكل عشوائي في المنطقة دون أن يسبقها تنسيق أو تشريعات واضحة تحول بينها وبين اختراق الخصوصية وتجاوزها إلى الإزعاج المتواصل دون استئذان من صاحب الجوال.... وفي هذا الإطار يقول خالد المطوع – رجل أعمال - :" فجأة بدأ جوالي الشخصي يستقبل رسائل دعائية عن منتجات وعروض خاصة من شركات لم يسبق لي التعامل معها أو الاشتراك في خدماتها، ولا أعرف ماهو مصدر هذه الرسائل فرقم المرسل لا يظهر لدي ولاتوجد وسيلة لحجبها".

أما منال حماد – موظفة بشركة تقنية معلومات – فتقول:" مايجري لايمكن اعتباره مجرد استغلال ولكنه في واقع الأمر سرقة و (استغفال) فالشركات التي ترسل هذه الرسائل لاشك أنها تحصل من المعلن على مبلغ من المال ثم تبدأ بإرسال الرسائل بشكل عشوائي أو بتنسيق خفي مع شركات الاتصالات دون اعتبار لصاحب الجوال".... وتضيف:" الرسائل تزعجني، ولكن مايزعجني بشكل أكبر هو معرفة أن هناك من يكسب من وراء استغلال رقم هاتفي دون أن توجد وسيلة لمعرفته أو تقديم شكوى ضده، فببساطة جوالاتنا أصبحت وسيلة استثمارية للغير دون وجه حق".

نقلنا هذه الآراء للأستاذ يوسف المرواني– مدير شركة دعاية وإعلان – فقال:" لسنا مسؤولين بشكل مباشر عن الأخطاء التي تقع في هذا المجال، فعندما تكون لدينا حملة دعائية تستهدف مستخدمي الهاتف الجوال نتجه إلى إحدى الشركات المرخصة لتقديم هذه الخدمة مفترضين أنها سترسلها إلى عدد معين من العملاء المشتركين لديها وليس عشوائياً أو دون اشتراك، ولايمكننا أن نعرف مدى مصداقية الشركة قبل التجربة فمع الأسف في بعض الأحيان نكتشف أن الشركة تمارس اختراق لخصوصية المستخدمين دون اشتراكهم في خدماتها".... وعن الحل، يقول:" ننتظر دون أكبر من الجهات الرقابية حتى لايتضرر العميل أو المعلن من جراء ممارسات خاطئة ترتكبها الشركات التي تقدم خدمة الرسائل النصية".


"من يتاجر في أرقام هواتفنا؟".... سؤال يطرحه محمد الشمري – مستشار قانوني – ويجيب:" لايحق لشركة الاتصالات أو أي جهة تملك أرقام هواتف جوال لعدد كبير من الأشخاص أن تبيع قاعدة بياناتها لجهة ثالثة دون موافقة صاحب الهاتف"... وعن كيفية وقوع هذا النوع من التجاوزات يقول:" لا أستطيع أن أحدد السبب لأن الجهات المعنية لم تقم بالإعلان عن توفر هذه الوسيلة الإعلانية أو عن وجود قوانين واضحة تنظمها، لكن أغلب الظن أن هناك منافذ يتم من خلالها بيع وشراء قواعد بيانات تضم عدد كبير من أرقام الهواتف الجوالة التي قد يكون أصحابها سبق لهم تسجيلها في متجر أو مسابقة أو موقع إنترنت لاستقبال رسائل محددة، ثم يتفاجأ فيما بعد أن هذه الجهة قد باعتها لجهة أخرى أو سمحت لها باستخدامها دون أن يوافق المشترك على هذه الصفقة التجارية بالرغم من أنه طرف أساسي فيها".

الجدير بالذكر أن مؤسسة الإمارات للاتصالات قد قامت في وقت سابق بالإعلان عن طرح خدمة جديدة تتيح لعملائها من أصحاب الهواتف الجوالة حجب تلقي الرسائل النصية القصيرة غير المرغوب باستلامها خاصة تلك المرسلة من بعض الشركات الإعلانية.


الثقافة الجنسية... لماذا، ومتى، وكيف؟

$
0
0

خاص- عربيات: فجأة أخرجت المشاكل الجنسية رأسها المدفون من تراب العيب وبدأ الإعلام العربي كما بدأت الصحافة المحلية السعودية والندوات الثقافية في الآونة الأخيرة تناقش هذه المشاكل وتطرح مفهوم الثقافة الجنسية والعلاقة بين غيابها وبين ظواهر عديدة خطيرة طرأت على المجتمع منها انتشار الطلاق وعقود الزواج المستحدثة والعلاقات الغير شرعية... كل تلك الأمور تطرح تساؤلات حول قضية شائكة، ومعكم في "عربيات" من خلال هذا التحقيق نبحث عن الإجابات في محاولة لتبسيط الرأي العلمي مع مقاربته بالواقع المجتمعي وموافقته للحكم الشرعي.

لماذا؟
سؤال منطقي يطرحه الفريق المعارض لمناقشة القضايا المتعلقة بالجنس معتبراً أن التربية والثقافة الجنسية هي أمور مستحدثة ومختلقة، ذلك أن العلاقة الجنسية من الأمور الفطرية التي ظلت الأجيال السابقة تمارسها ضمن الأطر المشروعة دون الحاجة إلى معلم.

والإجابة تحرتها "عربيات" عندالدكتور خالد باحاذقوهو الحاصل على ماجستير (الثقافة الجنسية) منذ عام 1398هـ وعن استشرافه للمستقبل باختيار ذلك التخصص، قال: "في زمني وزمن آبائي وأجدادي لم تكن هذه القضية مؤرقة، فالإنسان كان يتزوج ويتكيف مع الواقع دون أن يتعرض قبل أو بعد الزواج لمغريات أو يشاهد ما يدعوه إلى المقارنة بين حياته وحياة الآخرين كما لم تكن تتوفر خيارات ولا بدائل... ولكن عندما سافرت للخارج لاستكمال دراستي العليا لفتت انتباهي ثورة الاتصالات التي أدركت أنها ستنتقل إلينا يوماً ما حيث سنصبح معرضين لوسائل الإعلام المرئية والإلكترونية التي قد تخلق متابعتها مساحة واسعة من المغريات والمقارنات والبدائل وتصبح مصادر للمعلومات عن الأمور التي نخجل من الحديث عنها، كنت أتسائل هل من الممكن أن نتفادى السقطات التي سقطت فيها الشعوب الغربية؟ وشعرت بالحاجة إلى اتخاذ خطوة استباقية لاستقبال العصر الجديد ونحن في حالة من الجاهزية والتحصين لتلافي الانعكاسات السلبية للتطور، لذلك اخترت دراسة تخصص (الثقافة الجنسية) الذي بدأنا مؤخراً فقط ندرك أهميتها"... قاطعته مجدداً بنفس السؤال:" لماذا الآن؟ هل تغير الإنسان؟"... فأجاب:" طبيعة الإنسان لم تتغير بل على العكس ظل كما هو يحمل مفاهيم متوارثة بعضها سلبي والبعض الآخر إيجابي بينما تغيرت طبيعة المؤثرات من حوله ".

متى؟
الفريق المحافظ في مختلف أنحاء العالم ومن مختلف الأديان يعتقد أنه كلما تأخر وعي المراهق بالأمور الجنسية تقل إمكانية وقوعه في علاقات غير أخلاقية أو غير سوية، وهذه الرؤية يقابلها سؤال آخر من المختصين في مجال الثقافة الجنسية وهو (إذا تأخرت المدرسة والبيت عن تقديم هذه الثقافة هل بالإمكان ضمان عدم وصول المعلومات للمراهق من مصادر أخرى كالأصدقاء والمجلات والفضائيات والإنترنت والهواتف الجوالة؟)... لا أحد يملك الإجابة لكن الأسرة والمجتمع يملكون الخيار الأنسب لتربية الأبناء.

كيف؟
جزء من الجدل الدائر حول قضية تعلم وتعليم الجنس والتحفظ على ذلك يعود إلى سوء الفهم أو الحكم المسبق خاصة وأن أغلب الأطروحات التي تتناول هذه الفكرة اعتمدت إما على تعريفات علمية معقدة يصعب على الإنسان العادي استيعابها كما يصعب تحديد آلية تطبيق النظريات العلمية، أو أنها اخترقت حاجز الحياء باستخدامها لألفاظ وصور خادشة... ومن هنا اتجهت"عربيات" إلى البحث عن ما وراء التعريف وعن آلية التطبيق، حيث يفترض أن تتدرج عملية التعليم والتوعية وتتطور مع مراحل نمو الإنسان وقدراته الاستيعابية وحاجاته الفطرية فتأخذ الأشكال التالية:
1) التعليم والتوجيه: مرحلة التعريف والتوجيه الأولى تكون في فترة الطفولة من حياة الإنسان منذ أن يبدأ الطفل باستكشاف أعضاء جسده ومن ثم ملامستها أو طرح الأسئلة والاستفسارات حولها وحول الفارق بين الذكر والأنثى وكيفية الحمل والولادة وغيرها، وتتطلب هذه المرحلة وعي الأسرة بحيث تبدأ بالتوجيه بأسلوب تربوي صحيح دون أن تتجاهل تصرفاته وتساؤلاته ودون أن تبالغ في تعنيفه فتلفت انتباهه إلى حساسية هذه الأعضاء والأسئلة دون غيرها، وهنا تقول استشارية الطب النفسي الدكتورة سعاد الخولي:" إذا لاحظت أن طفلك على سبيل المثال يكثر من ملامسة أعضاءه التناسلية فلابد من فتح باب الحوار التوجيهي بشكل متدرج مثل تنبيهه بأن لايضع أصابعه في الفم أوالعين أو يدخل أداة رفيعة إلى أذنه أو يعبث بأعضائه التناسلية لأن هذه الأمور غير لائقة وقد تسبب له أضرار صحية وبذلك تصله الرسالة دون لفت انتباهه إلى أن هذه المنطقة بالتحديد لها وضع خاص... كذلك لحمايته مما قد يتعرض إليه من تحرشات بالإمكان إدراج التحذيرات من ضمن سلسلة نصائح توجهه إلى عدم تناول شيء من شخص غريب وعدم السماح لأي شخص بالكشف عن ملابسه باعتبارها جزء من الآداب فيتم تعليم الطفل والطفلة آداب الحديث مثلاً ومعها آداب الجلوس التي تراعي تغطية الملابس للمناطق التي تسترها من الجسد من باب اللياقة والآداب العامة دون التطرق إلى إمكانية استخدام هذه الأعضاء للتحرش الجنسي، وبذلك يكتسب الطفل المعلومات المطلوبة بشكل مبسط يناسب قدراته الاستيعابية ووعيه الحسي ويطبق النصائح مجتمعة بسلاسة دون أن يضطر الأهل إلى الدخول في حرج التوجيه حول هذه الأمور دون غيرها بشكل مفصل".

وعن الأسئلة المحرجة التي يطرحها الأطفال على الأهل تقول:" يمكن الإجابة عليها بآلية (التعليم بالترفيه) حيث تتوفر كتب عديدة وألعاب تحتوي على صور الطيور والحيوانات التي تتزاوج وتتكاثر بالإضافة إلى مراحل نموها وتدريجياً تقترب الصورة إلى ذهن الطفل ليدرك أن الإنسان يمر بنفس دورة الحياة، وكلما ازدادت درجة الوعي والاستيعاب لدى الطفل بالإمكان تطوير الأدوات التعليمية ليلجأ الأهل إلى توضيح الإجابة بصور مخصصة لهذا الغرض ومناسبة لسن الطفل يشاهد من خلالها على سبيل المثال أحشاء المرأة التي يتكون فيها الجنين والحبل السري الذي يتغذى من خلاله".

مواجهة الأسئلة المحرجة بآلية "التعليم بالترفيه"


2) التربية الجنسية: تبدأ في سن التمييز حيث يمكن توضيح وظيفة أعضاء الجسم بشكل عام مع تجهيز الطفل لاستقبال مرحلة البلوغ التي ترى كذلك الدكتورة سعاد أنها عملية تتطلب التبسيط دون مبالغة في التخصيص فتقول:" في المرحلة المبكرة من سن التمييز نمهد للطفل باختصار أن لكل مظهر من مظاهر البلوغ الذي ينتظره شكل معين وآليات للتعامل، فمثلاً أسنانه ستسقط وتنبت له أسنان جديدة أقوى لذلك عليه الاعتناء بها وبنظافتها، الشعر كذلك سينمو بغزارة أكبر ولابد من إزالته من بعض مناطق الجسد، والصوت سيتغير، ومن ضمن كل ذلك يتم على سبيل المثال إيضاح عملية الحيض للفتاة حيث قد تتألم كما تألمت عندما سقطت أسنانها وستنزف لبعض الوقت ولكن سرعان مايتوقف النزيف مع ضرورة المحافظة على نظافة الأعضاء التناسلية كما تحافظ على نظافة الأسنان وبقية أجزاء الجسد، بذلك يمكن تخفيف موجات الهلع التي قد تصيب الفتاة إذا واجهت أعراض البلوغ دون استعداد مسبق".

في تلك المرحلة الفاصلة بين الطفولة والمراهقة لابد من تكامل الأدوار بين المدرسة والبيت فبينما تصل المعلومات الدقيقة والتوجيهات من الأهل يفترض أن يتعلم أحكام الطهارة والمسؤوليات التي ستترتب على بلوغه من المدرسة ليدرك أن نمو الجسد والتغيرات التي ستطرأ عليه تتطلب بأن يبدأ بالتدريب على مسؤوليات الكبار ومن بينها الصلاة والصيام، وكذلك العلاقة مع الجنس الآخر.
 

كيف نساعد الطفل والمراهق على استيعاب وتحديد العلاقة مع الجنس الآخر؟ سؤال وجهته للدكتور باحاذق، فأجاب:" ببساطة أفضل وسيلة للتعليم والتوجيه هنا يمكن اختصارها في الأجواء التي يعيشها الأبناء، فمايعيشه الإنسان في هذه المرحلة هو ماقد يحكم علاقته بالجنس الآخر مدى الحياة، لذلك يجب أن يشاهد علاقة صحية تربط الأم والأب وتقوم على الشراكة والحوار والمودة والعاطفة، وأشدد على (العاطفة) فمن الصحي أن يستمع إلى عبارات حب وتقدير متبادلة بين الزوجين ليدرك أن العاطفة جزء من هذه العلاقة وتترسخ في ذهنه قدسية الحياة الزوجية ويحمل معه في عقله الباطن أسباب نجاحها والعناصر المطلوبة لاستمرارها، أما إذا كانت العلاقة متوترة بين الأب والأم أو تعمدا إخفاء العواطف البريئة عن الأبناء فستتولد لديهم لاحقاً قناعة بأن الحب والعاطفة التي يسمعون عنها هي ما يقع قبل الزواج فقط ومن هنا تظهر ثغرة في التكوين النفسي تتسلل منها التوجيهات السلبية ويتضاعف منها خطر المؤثرات الخارجية التي قد تدفع بالمراهق والشاب إلى العلاقات الغير شرعية ليعيش الحب خارج إطار الزواج مصدقاً من يزعم أن الزواج هو مقبرة الحب".

علاقة الأب والأم هي التي تحدد علاقة الأبناء بالجنس الآخر، وغياب مشاعر الحب بين الآباء تساعد على الترويج لمفهوم الزواج مقبرة الحب



3)الثقافة الجنسية:هي مرحلة متقدمة ومكملة لمرحلة التربية الجنسية وتتوجه للإنسان البالغ لتأهيله للزواج، وهي المصدر العلمي والشرعي والتربوي البديل للمصادر التجارية والترفيهية والشخصية التي قد تروج لمفاهيم خاطئة عن العلاقة الجنسية والزوجية، وعنها يقول الدكتور باحاذق:" كما أسلفت تستمر أهمية وجود نموذج صحي للعلاقة الزوجية في الأسرة بالإضافة لتوجيه الآباء وحوارهم مع الأبناء، ولكن إلى جانب ذلك ومنذ المرحلة الثانوية لابد أن يدرس الأبناء في المدرسة الخصائص النفسية للرجل والمرأة أو مايسمى بـ(سايكولوجية الرجل والمرأة) للتعرف على الطبيعة المختلفة بشكل مفصل يتضمن النظرة للعلاقة الزوجية من خلال منهج علمي وشرعي متخصص يساعد على تشكيل مفاهيم البنات والبنين حيال هذه العلاقة"... ويضيف:" المطلوب هو تقديم (كاتالوج) كيف يتعامل الرجل مع المرأة والعكس".

(كاتالوج) المرأة والرجل في المدرسة

و

دورات التأهيل الإلزامية قبل عقد الزواج لمواجهة خطر ارتفاع معدلات الطلاق

ما أطلق عليه الدكتور "خالد باحاذق" بالـ(كاتالوج) أو الدليل المرشد يتضمن الحقائق النفسية والمفاهيم القويمة المستمدة من العلم الشرعي والنفسي والاجتماعي لتأطير هذه العلاقة، ويشدد الدكتور على أهمية التربية والثقافة الجنسية لتلافي ظاهرة الطلاق، فيقول:" بصفتي عضو في لجنة الحد من ظاهرة الطلاق بأمارة منطقة مكة المكرمة واستشاري بقسم الإصلاح الأسري بمحكمة الضمان والأنكحة واستشاري بمركز المودة للإصلاح الاجتماعي بجدة فإنني أطلع على النسب المخيفة لارتفاع معدلات والطلاق والتي غالباً ما يكون سببها جهل كل طرف بطبيعة الآخر وخلل في مفاهيم الزواج وفي آلية إدارة هذه العلاقة وتطويعها لإسعاد الزوجين وتنشئة الأبناء، والتجربة كانت خير برهان فلقد نجحت عملية تأهيل حالات فردية بإنقاذ الزواج، ومن هنا أتمنى أن نستفيد من التجربة الماليزية في الحد من الطلاق عن طريق فرض الالتحاق بدورات تأهيل متخصصة كشرط إلزامي قبل عقد الزواج، أما للمتزوجين الذين يعانون من مشاكل فلابد من اللجوء إلى عمليات الصيانة التي تشمل تطوير العلاقة وترميمها من قبل مختصين واستشاريين في مجال العلاقات الزوجية ومن ثم المتابعة التي تنبع من رغبة الطرفين في الاستمرار"... ويضيف:" أتوقع أن انطلاق برنامج تأهيلي بشكل مدروس سيخفض بإذن الله من معدلات الطلاق إلى نسبة 10%".

مفاهيم شائعة
في حياتنا الكثير من المفاهيم الغامضة وأحياناً الخاطئة عن الزواج... وفيما يلي قامت "عربيات" برصد بعض هذه المفاهيم وتفسيراتها لينجلي الغموض وعلى ضوءه تستقيم المعاني وتتحقق الأهداف من علاقة يجب أن تتكامل فيها عناصر الروح والعقل والجسد والغريزة والعاطفة.

ـ "العلاقة الجنسية بالنسبة للرجل إشباع غريزة أما بالنسبة للمرأة فهي إشباع عاطفة"
حقيقة قد لايلتفت إليها الأزواج وعنها يقول الدكتور باحاذق:" هذه القاعدة لها أصل في الإسلام حيث أوصى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بقوله (لايقعن أحدكم على فراشه كما تقع البهيمة وليكن بينهما رسول، قيل وما الرسول يا رسول الله؟ قال : القبلة والكلام) وهي إشارة واضحة إلى عنصر التهيئة النفسية، وقد أثبتت الدراسات أن مركز الإثارة في مخ المرأة مرتبط بالأذن حيث يمكن للكلمات اللطيفة أن تساعد على تهيئتها لممارسة هذه العلاقة أما بالنسبة للرجل فالأمر مرتبط إلى حد كبير بالبصر".
هذه الحقيقة أكدتها دراسة حديثة أجرتها جامعة ديوك بمدينة درهام في ولاية نورث كارولينا الأمريكية كشفت عن الاختلاف الواضح بين الجنسين والذي يرجع إلى المخ حيث توجد في مخ الرجل بعض المراكز التي تنشط عندما يرى امرأة جميلة فيشعر بالراحة والاستمتاع بينما مخ المرأة لايتفاعل مع الصورة أو المنظر.
ومن جهة أخرى يشير الدكتور باحاذق إلى أحد أسباب الخلل في العلاقات، قائلاً:" الخلل لايكمن في العلاقات الجنسية فقط ولكن كذلك العلاقات الإنسانية بين الجنسين، فقبل بناء العلاقة نحتاج إلى خرائط التأسيس للطرفين وبواسطتها نصل إلى أن كل طرف بدلاً من يدير العلاقة وفقاً لرغبته وإحتياجاته فقط فقط فهو سيراعي الطرف الآخر ويتفهم احتياجاته ويلبيها"... ويضيف:" أشدد على ضرورة توفر عاملين لاستمرار العلاقة الزوجية وهما التجدد وعدم ضمان كل طرف لوجود الآخر في حياته، فلابد من أن يستمر بذل الزوجين للجهد في سبيل استمرار العلاقة بأفضل صورة ممكنة ومرضية ومحققة لسعادتهما".

ـ "الأبوة ممارسة، أما الأمومة فهي غريزة"
عن هذا الاعتقاد تقول الدكتورة سعاد:" بينما يتكون الجنين في بطن أمه بعد عملية تجتمع فيها غريزة الذكر وعاطفة الأنثى، فهو ينشأ بعد مولده في بيئة حتى تكون صحية لابد أن تتوافر فيها العاطفة التي يكتسبها الأب ليرعى ابنه و غريزة الأم الفطرية وهكذا نجد العاطفة والغريزة والمسؤولية أدوار متبادلة في الحياة وفي العلاقة الزوجية، فلا الذكر تحركه الغرائز وحدها بشكل دائم ولا الأنثى تتحكم فيها العواطف بلا غرائز فطرية".

ـ"الزواج لإرضاء الشهوات والتحصين"
مفهوم يعلق عليه الدكتور باحاذق قائلاً:" المجتمع يساعد على ترسيخ مفهوم الزواج من أجل إرضاء الشهوات لدى الرجل حتى يجعله يضع هذا الهدف على رأس قائمة الأولويات بل وربما يمحو ما عداه من أهداف الزواج، والإعلام من جهة أخرى عزز هذا المفهوم بتكريس صورة المرأة المثيرة وتقديم نموذج غير واقعي للمرأة في الحياة اليومية، ونتاج ذلك أن يكتشف الرجل بعد الزواج أن زوجته ليست كما صورها الإعلام أو أنها ليس بوسعها إثارة وإشباع شهواته بالقدر الكافي ومن هنا يبدأ بحل المشكلة عن طريق البحث عن زوجة أخرى وقد يظل يبحث عنها في إطار الزواج التقليدي أو بالاستعانة بعقود الزواج المستحدثة فيقع في نفس الفخ المرة تلو الأخرى دون أن يجد ضالته التي صورتها له مفاهيمه المغلوطة عن العلاقة بين الذكر والأنثى ودون أن يجد من يشرح له أن العلاقة الزوجية ليست مجرد إرضاء للشهوات".

المراهقة المتأخرة

$
0
0

(زوجي يمر بحالة مراهقة متأخرة) شكوى متكررة من الزوجات، وهزة عنيفة قد تصيب الحياة الزوجية بمقتل. المراهقة المتأخرة عند الرجل يعتبرها البعض مجرد ممارسات شاذة لحالات فردية قليلة، إلا أن هذه الرؤية أدت إلى تجاهل ظاهرة خطيرة تمر بها الأسر في العالم العربي، ومع غياب ثقافة اللجوء إلى المستشار الزوجي والمختصين بعلم النفس والاجتماع عانت العديد من الأسر من هذه الظاهرة دونما قدرة على استيعابها أو امتلاك لأدوات كفيلة بتفاديها أو مواجهتها واحتواءها... "عربيات" أرادت أن تخترق حاجز الصمت في محاولة للتعرف على هذه الظاهرة عن قرب والبحث عن حقيقتها و أسبابها وعلاجها.

تفسير الظاهرة

يمر الإنسان بمراحل مختلفة خلال دورة الحياة تبدأ بالطفولة ثم المراهقة ثم الشباب والنضج وأخيراً الشيخوخة، وبينما ينتقل البعض من مرحلة لأخرى بسلاسة يكون هذا الانتقال لدى البعض الآخر مصحوباً بأزمات تتفاوت في شدتها وأعراضها بحسب قدرة الإنسان على استقبال مرحلة جديدة من حياته والتكيف مع طبيعتها ومظاهرها، وتكمن الصعوبة في أن التغييرات تكون داخلية كإحساس الإنسان بنفسه وخارجية حيث قد تتغير نظرة الآخرين له.



مرحلة منتصف العمر عند الرجال

يرجح أنها تبدأ غالباً بعد بلوغ الرجل 40 سنة إذا شعر هو ومن حوله بالتغيرات الفيزيائية التي تطرأ عليه، فقد ينجح بالمحافظة على لياقته لكن من الصعب أن يتحكم في أعراض التقدم في العمر مثل الشعر الأبيض أو سقوط الشعر أو ضعف البصر أو آلام المفاصل أو زيادة الوزن أو التجاعيد، ومن الحالات الطبيعية التي تمر بها حياة الرجل في هذه المرحلة:
ـ انخفاض هرمون الذكورة بعد الأربعين مما يؤدي إلى اعتلال المزاج.
ـ زيادة المسؤوليات في العمل والمنزل والحياة الاجتماعية.
ـ تأجج العواطف والإحساس المرهف وصعوبة السيطرة على المشاعر.
ـ الحاجة إلى تبادل المشاعر مع الآخرين والحديث عنها.
ـ الرغبة بلقاء أصدقاء الدراسة.
ـ قمة العطاء الوظيفي والنجاح يقابله إحساس بالفشل في الحياة الخاصة وعدم الإحساس بالأمان أو الإحساس بأنه لا قيمة له وأن قطار الحياة قد فاته.
ـ يراهم الآخرين في قمة مراحل الجاذبية والعطاء والحظ والخبرة والصحة بينما ينتابهم الخوف من المستقبل.
ـ تمر الحياة الزوجية في هذه المرحلة بأدنى معدلات الرضا إذا لم تكن العلاقة صحية.
ـ الانتقال من مرحلة الغرق في الذات إلى مرحلة الرغبة في العطاء والانخراط في العمل الاجتماعي والتطوعي لإسعاد الآخرين.

 

مرحلة منتصف العمر في الدين

أشار القرآن الكريم إلى مرحلة منتصف العمر بقوله تعالى: "حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ".
وفد اعتبر العلماء أن الآية تشير إلى أن هذه المرحلة من عمر الإنسان تحكم على ما تبقى من حياته فإذا لم يستقم في هذا العمر فصلاحه في ماتبقى من عمره احتمال ضعيف.

العوامل المؤدية إلى تفاقم الأزمة

تؤكد الدراسات أن 25% من الرجال يعانون من أزمة منتصف العمر خاصة إذا تزامنت مع العوامل التالية:
ـ وجود خلل في العلاقة الزوجية أو مع الأبناء.
ـ إحساس الرجل بأنه لم يحقق كل ما كان يحلم به.
ـ تقييم الرجل لنفسه يرتبط بنجاحه في عمله ومواجهته للفشل في هذه المرحلة قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة.
ـ عدم الاعتياد على التعامل مع الضغوطات وتجاوز العقبات.
ـ عدم التوافق الثقافي والاجتماعي والفكري مع الزوجة، في مقابل احتكاكه بالأخريات في بيئة العمل أو الحياة الاجتماعية.
ـ الزواج وتحمل المسؤولية في سن مبكر مع استمرار الزواج لسنوات دون وجود لغة حوار بين الزوجين أو اهتمامات مشتركة فيشعر الرجل بعد أن وصل لمرحلة النضج بالرغبة في أن يعيش حياته من جديد وقد يساعده على ذلك استقراره المادي فيبدأ بالبحث عن فتاة صغيرة وسرعان مايتوهم الحب.



أعراضها

ـ سخط وملل من نمط الحياة و/أو الأشخاص الذين كانوا يشعرونك بالرضا فيما مضى.
ـ التذمر والرغبة بالقيام بشيء مختلف تماماً.
ـ الشك في القرارات التي اتخذها في السنوات الماضية ومدى صحتها.
ـ الإنهاك وكثرة الشرود مع أحلام اليقظة.
ـ الحدة والغضب المفاجئ.
ـ زيادة مفرطة أو تراجع حاد في الرغبة الجنسية.
ـ الانجذاب للفتيات الصغيرات.
ـ زيادة كبيرة أو تراجع حاد في الطموحات.



الممارسات الأكثر شيوعاً

ـ محاولة تجديد الشباب: التمرد على الشعر الأبيض، والتمسك بالطابع الشبابي في المظهر والملابس، اقتناء سيارة شبابية.
ـ محاولة تجديد المشاعر: البحث عن امرأة أخرى أو زوجة ثانية صغيره يشعر معها بأنه مرغوب وتشعر هي أنها منبهرة بحديثه ونجاحه وخبرته في الحياة.
ـ ارتكاب أخطاء لاتتناسب مع ملامح الوقار كتصفح المواقع الجنسية.
ـ في الغرب قد يتجه الرجل إلى مقاعد الدراسة من جديد لينال درجة علمية فيجمع بين رغبته باستعادة إحساس الشباب والقدرة على العطاء وبين الارتقاء بمكانته في العمل.
ـ طلاق سريع يكتشف بعده أن المشاكل لم تكن تستدعي مثل ذلك القرار.

كم تستغرق من الوقت؟
من الصعب تحديد توقيت زمني لانتهاء الأزمة بالرغم من أن أغلب الدراسات تشير إلى أنها تمتد من 3 إلى 5 سنوات.



العلاج الشخصي

ـ الاعتراف والقبول بالتغيرات الطبيعية التي طرأت عليك، لابأس من التعبير عن مشاعرك والإفصاح عن مخاوفك لأسرتك وأصدقائك.
ـ تخلص من الارتباطات الغير هامة والتي تثقل كاهلك بواسطة ترتيب الأولويات لتفادي الضغوطات والتوتر.
ـ توظيف نضج شخصيتك وتوسيع آفاقك بمحاولة التعرف على آراء جديدة واستيعاب وجهات نظر مختلفة وثقافات متعددة.
ـ استعادة أصدقاء الدراسة فهم غالباً يمرون بنفس الحالة والحاجة.


دور الزوجة في إنعاش العلاقة الزوجية

الزوجة الصديقة هي المنقذ لزوجها من أزمة منتصف العمر، وحتى يتحقق لها ذلك عليها:
ـ الارتباط بعلاقة صداقة وثيقة مع الزوج وعدم الانشغال منذ وقت مبكر بالأطفال حتى لايتراكم التباعد فيعتاد الزوج انشغالها عنه وانشغاله عنها بأمور أخرى أو اهتمامات لاتكون هي طرف فيها.
ـ أن لاتنتقده ولاتسخر منه بل تكثر من الإطراء على مظهره وتعبر عن حبها وإعجابها به كما تمنحه ما يحتاجه المراهق من حب ورومانسية ومغامرة.
ـ أن تشعره بأهميته وتبحث عن التغيير والتجديد ومشاركته في هواياته.
ـ أن تدرك أن آخر ما يود أن يستمع إليه هو الحكم والمواعظ.
ـ إضافة بهارات جديدة للحياة وكسر الروتين بدعوته للعشاء في مطعم جديد، القيام برحلة، تغيير أثاث المنزل.
ـ أن تدرك أن الإنسان يحق له أن يبحث عن السعادة مهما تقدم به العمر.


متطلبات مشتركة

ـ استيعاب كل طرف للآخر: كل من الزوج والزوجة يمران بمرحلة جديدة وأصبح لديهم متطلبات وحاجات جديدة، فالرجل خلافاً للمعتاد بدأ يشعر بعدم الأمان، لايعرف متى وكيف سيغادر وظيفته، حزين لأنه لم يحقق كل ماكان يتمناه من نجاح، يحتاج إلى من يفهمه ويصغي إليه وهو يعبر عن مخاوفه.
الزوجة بدورها تواجه مخاوف سن اليأس وقد أثبتت الدراسات أن المخاوف والأعراض تزداد إذا تزامنت مع مرور الزوج بأزمة منتصف العمر مما يجعل الأمر أكثر صعوبة على المرأة لتعجز عن ضبط انفعالاتها أو تتجه وسط حالة من التوتر إلى أسهل وأسرع الحلول كعمليات التجميل في محاولة لإرضاء زوجها.
ـ الإصغاء لبعضكما البعض: التركيز على استيعاب المشاعر التي تتدفق مع الأفكار والآراء والمعاني بين السطور والكلمات لتفهم شريكك.
مثال: في كتاب Women in midlife crisis تشاجر زوجين في طريقهما للمنزل بعد مغادرتهما لحفل زواج ابنتهم الصغرى.
فقالت له: "بالطبع أنت سعيد اليوم؟ لقد زوجنا كل أبناءنا".
قال: "بالطبع لقد كنتِ أم جيدة ولكني كنت على ذيل قائمة أولوياتك".
واستمر الشجار حتى قال لها:"أريد أن نعود كما كنا قبل أن ننجب أطفالنا، أمامنا ماتبقى من الحياة لنعيشها معاً ويجب أن نجعلها حياة سعيدة وإلا..".
هذا التهديد كان مخيفاً وجعلها متوترة حتى لحظة مغادرته في صباح اليوم التالي للعمل فتحركت تقاوم يأسها لإعداد كوب من القهوة وبمجرد فتح العلبة وجدت رسالة من زوجها يقول فيها: "زوجتي العزيزة فلنتقدم في العمر معاً، القادم من حياتنا أجمل وكل ما فعلناه منذ ارتباطنا حتى الآن كان هدفه الوصول إلى اللحظة التي سنعاود فيها الاستمتاع معاً بحياتنا الخاصة".

 

من الحياة

أنا وهاتفه

ـ (م.س) طبيبة أطفال سعودية "46" سنة كانت تطلق على هذا العام عام الأفراح حيث احتفلت فيه بزواج ابنتها وابنها وشعرت أنها قد أدت دورها في الحياة واطمأنت إلى مستقبل أبناءها وآن لها أن تركن إلى هذا الاطمئنان هي و زوجها "52 سنة مدير إدارة هامة في شركة معروفة" ليتحولا من القيام بأدوار البطولة في الحياة إلى مقاعد المتفرجين باسترخاء... أرادت أن تستمتع بهذه المرحلة فحصلت على إجازة طويلة من عملها ولكن المفاجأة هي أنها لم تجد زوجها، وتقول:"آخر عهدي بزوجي الذي أعرفه كان ليلة زفاف ابنتنا"... وتوضيحاً لما تقصده (بزوجي الذي أعرفه)، تقول:" زوجي الناضج الوقور والودود الذي كان يعشق المنزل ولايغادره إلا للعمل ويبادلني الحوار، تبدل 180 درجة، فبدأت ألاحظ التغيير الذي طرأ على شخصيته واهتمامه المفرط بمظهره وغيابه الطويل عن المنزل، وإذا عاد ينشغل بمتابعة التلفزيون تفادياً لأي حوار أحاول أن أتبادل أطرافه معه، أو ينأى بنفسه مع هاتفه الجوال الذي لايتوقف عن استقبال وإرسال الرسائل القصيرة بشكل غير معهود حيث لم يكن يتواصل مع أصدقاءه فيما مضى عبر الهاتف أثناء وجوده معنا في المنزل بل كان يكثر من توجيه أبناءه إلى أن لاجتماع الأسرة في المنزل قدسية لابد من احترامها فالأسرة أولاً ويكفي أن نمنح للأصدقاء بعض الوقت خارج المنزل... كل ذلك قد تبدل ليسكنني مع هذا التغيير إحساس مؤلم بوجود سر ما في حياة زوجي يبعده أكثر فأكثر عني... الحقيقة التي كان من الصعب أن أعترف بها هو أنه كان يخونني، مع إنسانة أخرى أو يخون أولوياته ومبادئه ليصبح في حياته ماهو أهم من منزله... أين يغيب عن المنزل خارج ساعات الدوام لا أعرف؟، ومع من يتبادل الرسائل؟ حاولت أن أعرف... ففاجئني بثورته محذراً إياي من التلصص على هاتفه الجوال لأنه على حد قوله يحتوي على أسرار عمل ومشاكل يتابعها مع الموظفين... ولكن وحدها الزوجة التي تعرف زوجها تستطيع أن تفسر ثورته عندما يدافع عن خداعه ويكون كاذباً".
وتستطرد قصتها قائلة:" تحذيره هو الذي أهداني الحل الوحيد (التلصص)، وما أن تأكدت أنه خلد إلى النوم حتى أمسكت بهاتفه ليصدق إحساسي وأجد رسائل أشواق وغرام من مرسل مسجل في هاتفه باسم رجل فاحتفظت بالرقم وفي اليوم التالي اتصلت من هاتفي لاستمع إلى صوت غريمتي"... وعن ردة فعلها تقول:" عشت الألم وذرفت الدموع وتمنيت لو أنني لم أكتشف ذلك، فلم يكن بوسعي أن أخبر أو استشير أحد، كما أن مواجهتي له أعلم أنها ستؤدي إلى الطلاق فآثرت الصمت وعدت إلى عملي وأنا أتوقع أسوأ الاحتمالات فحيناً أقول سيتزوج بأخرى ويخبرني وحيناً أقول زوجي المراهق سيكبر ويستعيد توازنه ويفيق دون جدوى ولازال الحال على ماهو عليه فيبدو أن مراهقته ستطول وسط عذابي وحيرتي".


وجوه أسيرة لمشرط طبيب التجميل
منيرة "58" عاماً سيدة مجتمع من الطراز الأول، اشتهرت بأن وجهها حقل تجارب لأطباء التجميل، فبين عمليات الشد المتكررة تجري عمليات للأنف وحقن الشفاه ورفع الحاجبين... وهي امرأة متجددة بوسعها أن تنافس الشابات بجمالها وحيويتها ورشاقتها... ولاهتمامها بمظهرها سر تكشفه صديقتها قائلة:" زوجها يصغرها بعامين ومغامراته العاطفية بدأت تفوح رائحتها منذ 10 سنوات تقريباً بينما ظلت هي تصارع علامات التقدم في العمر بعمليات التجميل وتبالغ في الاهتمام بمظهرها دون جدوى".

يبحث عن الحياة قبل أن تودعه
الوجه الآخر من صور المراهقة المتأخرة بحثت عنه "عربيات" في عالم الرجال، حيث يقول أحد الموظفين في شركة كبرى واصفاً مديره:" كنت أنظر دائماً إلى هذا الرجل كقدوة لنا في التزامه بعمله وسلوكه المثالي وحرصه على الاقتراب منا حتى أنه يصحبنا يومياً في ساعة الغداء لنتناوله معاً في أحد المطاعم القريبة من مقر العمل، وبالرغم من تواضعه وتبسطه معنا إلا أنه كان يفرض احترامه على الجميع فلا يجرؤ أحدنا أمامه على الإسفاف أو تجاوز حدود الأدب... ولكن مؤخراً لاحظنا أنه قد تغير وأخيراً ونحن على طاولة الغداء في المطعم استقبل هاتفه اتصالاً وكنت على مقربة منه فتسلل إلي صوت أنثى بينما هو يخاطبها بصيغة ذكر!! لم تكن زوجته بالتأكيد فهو ليس من الرجال الذين يتحرجون من الحديث مع زوجاتهم أمام زملائهم أو يحرصون على إخفاء اسمها... وقد كانت صدمة بالنسبة لي جعلتني أرتبك ويبدو أنه لاحظ هذا الارتباك فسارع بإنهاء المكالمة"... ويستطرد:" كنا وحدنا في المصعد عندما عدنا إلى العمل فقال لي مبتسماً: "استر ماواجهت، أنت مدعو على العشاء معي الليلة في نفس المكان ولايمكنك أن تعتذر"، وفي ذلك المساء كنت أجلس مع مراهق يكبرني بأكثر من 20 عاماً ويتحدث عن علاقات متشابكة مع شابات في العشرين ويطلب مني أن أساعده بالتنسيق للقاءات كل منها يجمعني أنا وإياه وإحداهن وصديقتها مبرراً ذلك بأنه يريد أن يختار بين من تعرف عليهم ليتزوج الإنسانة المناسبة!!... تحت وقع الصدمة أردت أن أغادر المكان إلا أنني خشيت عليه حقاً ودون أن أشعر تبادلنا الأدوار ليصبح هو الشاب الطائش وأنا الناضج الناصح دون جدوى حتى استسلمت وسألته لماذا؟ فاستعاد جديته قائلاً: "أنت مازلت في مقتبل العمر لاتعرف ماذا يعني أن تعود إليك الحياة بعد أن تشعر أنها تكاد أن تودعك، لقد تزوجت مبكراً وانغمست في مشاغل الحياة وكرست حياتي لأسرتي ولكن بعد زواج أبنائي شعرت بفراغ ورغبة بأن أعيش لنفسي".

أنا حر!
تروي "فاديه" 43 سنه عن مأساتها قائله:" لقد تعرفت علي زوجي من خلال شقيقي الأكبر حيث كان صديقه المقرب وتقدم لخطبتي وباركت أسرتي زواجنا بالرغم من ظروفه المادية السيئة التي اضطرت والدي إلى مساعدته بشراء شقة الزوجية وتأثيثها... وقد أثمر زواجنا الذي استمر 20 عاما عن ثلاث أبناء أكبرهم يبلغ من العمر 19 سنة وأصغرهم لم يتم عامه الثامن بعد... وقد عزز وجود الأبناء من علاقة الحب التي جمعت بيننا وظلت سفينة الحياة تمر بنا هادئه وتواجه الرياح بصمود مهما كانت عاتية... حتى كانت الصاعقة، فمنذ عام لاحظت بعض الأمور الغريبة تطرأ علي زوجي مثل غيابه الطويل عن المنزل وسهراته و إقباله على التدخين... كانت كلها أمور أثارت قلقي عليه بالرغم من أنني اعتقدت في بادئ الامر أنها مجرد فتره عابرة في حياة زوجي بسبب كثرة المشاكل في عمله بعد أن أصبح مقاولا كبيرا ولديه عدد من الشركات الخاصة فحاولت الوقوف بجانبه وسؤاله عما التغيير الذي طرأ على أحواله، ولكنه نهرني وأخذ يردد (أنا حر أفعل ما أريد وقتما أشاء) وأبدى سأمه من الحياة الزوجية معي!! حاولت أن أقدم له النصح من أجل أبنائنا دون جدوى حتى فوجئت به يخبرني بأنه سوف يرحل من حياتنا بعد أن تزوج من فتاه تصغره في السن و عمرها لم يتجاوز 22 عاما... وقتها شعرت بأن الأرض تهتز من تحت أقدامي وعشت في حيرة أتساءل ماذا يمكنني أن أفعل؟!... فقد تركني وغادر المنزل إلا أن أبنائي تدخلوا حتى لا أقيم دعوى الطلاق أو الخلع على والدهم... ومرت خمسة أشهر تقريباً أفاق بعدها زوجي من نزوته وعاد يطلب السماح مني، ولازلت لاأعرف إن كنت سأعود إليه من أجل أبنائي أو أرفض العودة حفاظاً على كرامتي".

الطبيب المحترم!
تجربة أخرى ترويها "عبير" 40 سنه قائلة:" نسيان زوجي الطبيب الكبير لعيد زواجنا العشرين كان بداية الخيط الذي كشف خيانته لي بعد كل هذه السنوات، فعندما قمت بالاتصال بزوجي في عيادته طالبة منه الحضور إلى الحفل الصغير الذي أعددته من أجله رفض الحضور معللا ذلك بحجج واهية لكن شعور قوي بالقلق امتلكني بسبب اعتذاره الغير مبرر، فبدأت أراقب تصرفاته دون أن يشعر لألاحظ بعض الأمور المريبة مثل كثرة غيابه خارج المنزل وانفعاله الدائم بدون أسباب أو جلوسه في المنزل صامتا لا يتحدث ولو بكلمه واحده وشكواه المتكررة من شعوره بالملل في حياتنا الزوجية... حتى اكتشفت الكارثة الكبرى فزوجي متزوج منذ 3 سنوات من ممرضته على الرغم من أنها اقل مني جمالا وعلما وعندما واجهته اعترف بالحقيقة دون أن يجد ما يبرر به خطأه الكبير في حقي وحق ابنتيه فسارعت إلى طلب الطلاق وقد حكمت المحكمة لصالحي لأنه تزوج من أخرى دون علمي.

جارتي!
أما "منال" 53 سنه فتقول:" قبل أكثر من 10 سنوات انتقلت وزوجي إلى منزل جديد في أحد الأحياء الراقية... وهناك تعرفنا علي جيراننا وهم أصحاب العقار الذي تقع فيه شقتنا و توطدت العلاقة بيننا كثيراً... في ذلك الوقت كان زوجي يتقرب من ابنه جيراننا وزاد اهتمامه بها على الرغم من أنه كان على مشارف عامه الخمسين بينما كانت هي في السنه الأولى من الجامعة!!... لم أكشف عن ملاحظتي لهذا الأمر ولا عن غيرتي حتى لا أضع زوجي في موقف ضعف أمامي، فقررت ألا أخبره وعللت نفسي بأنها فتره عابره في حياتنا... ولكن مرت السنوات والعلاقه تتوطد بينهما وزوجي يختلق الحجج حتى يستطيع رؤيتها إلى أن وصل به الأمر إلى حد مقابلتها في الأماكن العامة... بعد مرور ما يقرب من السبع سنوات تقدم شاب لخطبة الفتاة ووافقت أسرتها عليه فكانت صدمة كبيرة لزوجي الذي تبدلت أحواله وأصبح منطوياً ومنعزلاً عنا، يبكي حزناً علي فراقها وانتحب في يوم زفافها... في تلك الليلة لم أشعر بنفسي إلا وأنا اسأله "هل احببتها حقا؟!"، وجاءت إجابته بصراحة لم أكن أتوقعها "نعم... أحببتها من كل قلبي حب حتى أنني تمنيتها زوجة لي بالرغم من أنني أكبرها بنحو 25 عاما إلا أنني احببتها ووجدت معها الحب الذي حلمت به!"... كانت كلماته مثل النيران التي اشتعلت في جسدي واحرقت قلبي فابتعدت عنه لفترة طويلة جاءني بعدها طالبا السماح والمساعدة لكي يستعيد توازنه فتفهمت حالته ووقفت بجانبه ليس من اجله ولكن من اجل ابننا الوحيد فضلت وجوده بجانبه عن غيابه عنه حتي لا يتحمل ابني نتيجة نزوة والده".


 

احتفالات الزفاف في المغرب تتأرجح بين الموروثات الثقافية والمرجعية الغربية

$
0
0

عربيات - خاص:- تراجعت بشكل ملحوظ  في السنوات الأخيرة العادات والتقاليد المغربية في المناسبات الاجتماعية والأسرية الخاصة مثل حفلات الزفاف وغيرها، كما اختفت طقوس كانت حاضرة بقوة في العرس المغربي، كطواف النساء بملابس العروس في صباح اليوم الذي يلي ليلة الزفاف دليلا على بكارة الزوجة وعفتها وشرف أسرتها، مما يثلج صدرالأم ويجعلها تتباهي بتربية ابنتها، واحتلت مكان هذه العادات طقوس وسلوكيات جديدة، منها على سبيل المثال حضور (النكافة) أو المرأة التي تمتهن حرفة تزيين العروس، بالإضافة إلى بروز شركات متخصصة في تنظيم حفلات الزفاف، وهيمنة الجانب المادي في تكلفة حفل الزفاف الذي صار يقام في قاعات خاصة بذلك، على خلاف الماضي حيث كانت "الدار الكبيرة" للأسرة هي التي تحتضن مثل هذه المناسبات الاجتماعية.

ولم تتغير عادات المغاربة في حفلات الزفاف فقط بل امتد التغيير أيضا إلى نسيج العلاقات الاجتماعية بين مختلف شرائح وفئات المجتمع المغربي منذ أواسط التسعينات من القرن المنصرم لأسباب عديدة منها ما هو اجتماعي وما هو نفسي وتربوي واقتصادي، لكن رغم كل هذه التغييرات لا تزال بعض المناطق والأسر بالمغرب تعمل جاهدة للحفاظ على تقاليد تراعيها في التعامل، وفي حفلاتها ومناسباتها الخاصة مواجهة رياح العولمة العاتية وتأثيرها على شبكة الروابط الاجتماعية والأسرية بدءًا من عادات حفلات الزفاف مروراً بالعلاقات بين الأجيال ووصولاً إلى ظواهر التسامح مع الأم العزباء وانتشار دور العجزة.

الاحتفال بعذرية العروس والتباين في الحرص عليها

enabi_570729790.jpgويؤكد  الدكتور عبد الرحيم عنبي - أخصائي علم الاجتماع - في حديثه لـ"عربيات" على هذا التغيير قائلاً:
"هناك تغييرات كبيرة أصبحت تشوب حفلات الزفاف التي يمكن اعتبارها نموذج للمناسبات الاجتماعية، فقد كانت تتميز بالبساطة وبزخم من العادات المغربية التي يحضر فيها المعتقد الديني والثقافة الإسلامية؛ ولكن اليوم أصبح لدى العديد من الأسر المغربية عادات وثقافات أجنبية تتبنى المنظومة الغربية وتستمد منها المعايير التي تؤطر بها حياتها".

واعتبر أستاذ علوم الاجتماع بجامعة ابن زهر بأكاديرأنه بالنسبة لمسألة عذرية العروس، قد تتساهل بعض العائلات بخصوصها باعتبار أن الأمر لا يعدو أن يكون شكليا أو أمراً خاصا بالعروسين معا، فانحسرت عادة الاحتفال بعذرية العروس بعد ليلة الزفاف في شوارع وأزقة الحي، وأضحت العديد من الأسر حتى المحافظة منها تبتعد عن هذه العادة المستهجنة من وجهة نظر الكثيرين.

ويستطرد عنبيقائلاً:"بالرغم من ذلك لاتزال هناك صعوبة في التساهل مع معطى العذرية، فمثلا في مدينة بني ملال -وسط البلاد- والتي تضم نسبة كبيرة من أفراد الجالية المغربية التي تعمل في أوربا نجد أنه لايوجد تساهل في موضوع عذرية العروس، وهنا يظهر أن الموروث القبلي والمجتمعي ما يزال طاغيا على هؤلاء بالرغم من عيشهم في دول أوروبية متحررة".
وأشار إلى أنه كلما كان المستوى المادي مرتفعا للأسرة كان الإلحاح على عذرية العروس أكبر، في حين أن الطبقات الفقيرة تكون أكثر تساهلا في هذا الجانب استنادا على بحث ميداني قام به.

الزفاف بين تكسير البيض تحت أقدام العروس، وإحياؤه بالمطربين

FARH5_413493210.jpg
وتحدث عنبي عن مجموعة من الطقوس والعادات التي ما يزال البعض يحافظ عليهاخاصة بالنسبة للفتاة التي ستحمل لقب "امرأة" بعد ليلة الزفاف، وتختلف هذه العادات باختلاف المناطق المغربية حيث هناك من يقوم بتكسير البيض تحت قدمي العروس ليلة الزفاف، وهناك من يصر على أن لا تدخل العروس بيت زوجها مشيا بل محمولة على أكتاف أقاربها وقريباتها.

وعن العادات الدخيلة، يقول:"من الأمور التي استجدت على المجتمع تعاقد بعض الأسر - التي تقطن في المدن – مع  مطربين أجانب وعرب، خاصة اللبنانيين منهم وذلك لإحياء حفلات الزفاف، وتنظيم حفلات الزفاف في قاعات للأفراح وقضاء العروسان أول ليلة من زواجهما في الفندق، و تصوير مشاهد العرس عن طريق الكاميرا لتوثيق الفرحة، مما ضاعف من تكاليف حفل الزفاف والمصاريف الخاصة باللباس والديكور والطعام الذي يتم تقديمه للضيوف بواسطة شركات متخصصة، وذلك خلافاً للماضي حيث كانت نساء الأسرة يتكفلن بكل هذه التفاصيل، كما أن العديد من الأسر المغربية باتت تبحث عن تأصيل لهذه العادات المستوردة من داخل الثقافة والعادات المحلية".

الازدواجية بين الموروثات الثقافية والمرجعية الغربية عند النخبة


ولاحظ عنبي أن التقاليد التي كانت تنتجها الأسرة المغربية خاصة النساء كبيرات السن (الجدات مثلا) أو الرجال كبار السن لم تعد حاضرة،مضيفا أنه بالمقابل هناك حضور للموروث الثقافي في أشكال عدة، وهنا تكمن بعض الازدواجية في مسألة العادات والتقاليد داخل المجتمع المغربي.
وضرب عنبي المثلبأسر مغربية تنتمي إلى ما يمكن تسميته بـ"النخبة" أو الأسر الغنية التي بالرغم من مرجعيتها إلا أنها في بعض المواقف الهامة والقرارات الحياتية الرئيسية تبرز مخزونها من العادات والتقاليد؛ فعلى سبيل المثال لا يستطيع ابن هذه الأسر غالباً أن يرتبط بفتاة قبل أن تتداول أسرته الأمر، وتتحقق من أن المستوى الاجتماعي للفتاة متكافيء معها، وهذه سلوكيات في العمق تعود إلى العادات المتجذرة في الأسرة المغربية بخلاف الثقافة الغربية التي لا تهتم كثيراً بهذا الأمر".

الثابت والمتغير في حفلات الزفاف

BAHITH2_516974900.jpg
وفي حديثه لـ"عربيات" يقول الأستاذ محمد الصدوقي - الباحث التربوي والنفسي - عن مفهوم العادات والتقاليد:
"العادات والتقاليد الاجتماعية تعد من أشكال الإرث الثقافي الجماعي الذي يطبع ويسم هوية جماعة ما، ويختزن رؤيتها للأشياء والعالم، وسلوكياتها تجاه أشكال العلاقات والقضايا الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وكل ذلك يختزل نمط حياتها التي يتم توارثه بين الأجيال".

 ويضيف:"إن كانت التقاليد والعادات عادة ما تُفهم على أنها موروث ماضي، إلا أنها تتأثر بحركة وخصوصية الزمان والمكان الذي يوجد به الإنسان، وبأشكال التفاعل الثقافي "البين-إنساني"، وبطبيعة العصر الذي  توجد فيه جماعة بشرية ما، وهذا ينطبق على تقاليد وعادات الزفاف بالمغرب خاصة؛ حيث نجد الثابت التاريخي الموروث والمشترك، ونجد كذلك المتغير في هذه العادات والتقاليد من حيث أشكال ممارسات وطقوس الزفاف المغربي".

FARAH_900304076.jpg
موضحاًأنه من حيث الثابت الموروث والمشترك في تقاليد وعادات الزفاف بالمغرب، نجد أنه بالرغم من اختلاف العصور والانتماء الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والجغرافي للجماعات التي تمارس طقس الزفاف بالمغرب، إلا أنها تشترك في"نموذج" أساسي واحد يتجسد في ثلاثة طقوس أو مراحل هي: حمام العروس، الحناء، زف العروس إلى زوجها (يوم الحفل الرسمي).

 

أما بالنسبة لتغير عادات وتقاليد الزفاف اليوم بالمغرب، فيرى الصدوقي أنه في الغالب لم تعد طقوس وعادات وتقاليد الزفاف في مغرب اليوم كما كانت عليه في الأمس البعيد أو القريب وذلك لعدة عوامل منها:

ـ عوامل اقتصادية: تتمثل في الضغوطات الاقتصادية وغلاء المعيشة التي قلصت مدة الزفاف من سبعة أيام إلى ثلاثة أيام، وأصبح الاحتفال بالزفاف لمدة طويلة (7 أيام على الأقل) علامة على الثراء والمكانة الاجتماعية المتميزة.

ـ  عوامل ثقافية واجتماعية: تتمثل في أشكال التثاقف والاختلاط الاجتماعي المحلية بين الإثنيات والجهات الجغرافية والمدن والبوادي، والعالمية التي تفتحت على الثقافات والعادات الاجتماعية للدول الأخرى عبر وسائل الإعلام أو الهجر أو السفر، فأصبحت تؤثر على طقوس الزفاف التقليدية المغربية وملابس العروسين، كشكل من أشكال التعبير عن "تفتح وتحضر" أسرتي العريسين. ويعلق الصدوقي على ذلك قائلاً:" أصبحنا في الزفاف الواحد نرى أحياناً اللباس العربي والأمازيغي والصحراوي واللباس الغربي والخليجي والهندي والصيني، وتغيرت طريقة زف العروس حيث تقليديا كانت تزف على حصان، أما الآن تُزف عبر مواكب السيارات، وليلة "الدخلة" أصبحت تقام في الفنادق عوضاً عن منزل العروس؛ كما أن الحفل كان قديما يتم في طقوس دينية من ذكر القرآن والأناشيد الدينية بواسطة الفقهاء والطَلْبة، أما اليوم أصبح يُقام على الأجواق  العصرية والمطربين والفلكلور".

ـ عوامل طبقية: تشير إلى أن الجماعات ذات الدخل والوضع الاقتصادي المحدود في المدن أو البوادي هم أشد الجماعات محافظة على العادات والتقاليد في الزفاف وغيره، بينما الأسر الميسورة تميل إلى الطقوس الغربية كتعبير عن تميزها المجتمعي، فتقتبس العادات الغربية في الزفاف سواء من حيث ملابس العروسين أو الزفة طريقة ومكان الاحتفال.

تحول العلاقات الاجتماعية، والبحث عن علاقات قرابة بديلة

ولا تقتصر أوجه التغيير الذي طرأ على المجتمع المغربي على احتفالات الزفاف فحسب، حيث يرى الدكتور عبدالرحمن عنبي أن نسيج العلاقات الاجتماعية قد شهد كذلك تحولات هامة ورئيسية يشرحها لـ"عربيات" قائلا: 
"العلاقات بين الأجيال لم تعد كما كانت علاقات هرمية من أعلى إلى أسفل ومن الكبار إلى الصغار، بل أصبح للأجيال الجديدة علاقاتها ومعارفها ومفاهيمها التي قد لا تتوافق مع أجيال الآباء والأمهات، ففي الزواج على سبيل المثال كانت في ما مضى والدة العريس هي من يختار العروس بينما اليوم الشاب في أغلب الأحيان هو من يحدد ويختار زوجته خاصة في المدن الكبرى والمتوسطة وحتى في القرى القريبة من المدن، وقياساً على ذلك هناك اتجاه لربط علاقات قرابة بديلة داخل المجتمع المغربي، حيث لم تعد دائرة القرابة تُعقد داخلها العلاقات الاجتماعية، بل أصبح الفرد يبحث عن علاقات بديلة مع دوائر اجتماعية أخرى".


دور الاستعمار في "تنقيد" العلاقات الاجتماعية

ويضيف عنبي، قائلاً:" هناك اتجاه بات طاغياً نحو "تنقيد" العلاقات الاجتماعية في المغرب، حيث تصبح العلاقات مبنية على النقود وعلى الإنتاج، وقد دخلت هذه السلوكيات مع الاستعمار ونمت مع بروز نخبة تتبنى الحداثة والمنهج الغربي كأسلوب في الحياة خاصة في الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين، بينما قبل الاستعمار كانت النخبة هي خريجو (القرويين) و(الفقيه) و(العارف باللغة العربية) وكانت هذه الفئة مرتبطة بالقيم الثقافية للمجتمع، أما حاليا فالنخبة هي تلك المرتبطة بالمرجعية الغربية وتتحدث باللغة الفرنسية".

ويشير أستاذ الاجتماع أن المجتمع المغربي يعرف في السنوات الأخيرة توجها نحو نبذ فئة المسنين، معتبراً أن المسن كان هو (الخزان الثقافي) الذي ينتج العادات والتقاليد، لكنه اليوم أضحى مهمشاً، وبدأت دور العجزة بالانتشار في المغرب، ويبرر هذه الظاهرة قائلاً:"أعتقد أن هذا التوجه هو توجه غربي مرتبط بالإنتاج حيث يرى الغرب أن الإنسان عندما يفقد قدرته على الانتاج لا بأس من أن يتركه المجتمع في دار العجزة".

الأم العزباء بين الأمس واليوم

ولفت الباحث المغربيالانتباه إلى التسامح الكبير الذي بات المجتمع المغربي يبديه لما يسمى بـ"الأم العازبة"، خلافاً للماضي حيث لم تكن هناك جرأة على تشجيع ودعم المرأة العازبة، مبررا هذا الاتجاه بكون الحركة النسائية المغربية لعبت في دورا حاسما ومؤثراً في بلورة هذا النموذج.
وأضافبأن نشاط المجتمع المدني تغير أيضا، حيث كانت أشكال التضامن تتم داخل الأسرة أو القبيلة في البوادي لكن المجتمع المدني حاليا أنتج أشكالا أخرى من التضامن الاجتماعي تحضر فيه الثقافة الغربية بشكل كبير من حيث البرامج المختارة والتأطير وأهداف عمليات التضامن.

التسعينات، زمن التحولات


وعن الحقبة الزمنية التي برزت فيها هذه التغيرات الاجتماعية، يقول الدكتور عبدالرحيم عنبي:
"بدأت بعد استقلال المغرب سيما في الثمانينات، واستفحلت في التسعينات تحديدا عام 1996 حين تعمقت هذه الاختلافات الاجتماعية في المجتمع المغربي بسبب ارتباط البلاد بسوق الأفكار الدولي ودخول شبكة الانترنت التي كسرت الحدود الثقافية بين المغرب والمجتمعات الغربية".

واستحضر عنبي موجات الهجرة إلى الخارج خاصة في عامي 88 و89 حيث هاجرت أسر مغربية عديدة بأكملها إلى فرنسا واسبانيا وغيرهما، وفي الصيف كانت تعود هذه الأسر بقيم اجتماعية جديدة وغريبة على عادات المغاربة، لكن دائما حين اتخاذ القرارات الكبرى تعود هذه الأسر إلى تلك العادات من قبيل قرار زواج الابن من فتاة مغربية مثلا.


وخلص الباحث المغربي إلى كون المجتمع المغربي يصنف في الوقت الراهن إلى ثلاثة فئات:
ـ  الأولى ما تزال محافظة على العادات والتقاليد الاجتماعية رغم تعرضها لغزو متصاعد لتيارات التغريب والتشريق أيضاً.
ـ والثانية ضربت تلك العادات عرض الحائط وأدارت ظهرها لها وسلكت مناهج الغرب واتبعت أنماط معيشتهم.
ـ والثالثة تراهن على الإقاء على الحبلين معا، فهي تود أن تبتعد عن العادات والتقاليد، لكنها لا تقطع صلتها بها نهائيا وتعود إليها كل مرة حين يستجد أمر هام أو يُتخذ قرار مصيري في العائلة مثل الزواج وغيره.

الانعكاسات النفسية لصور ومشاهد سيول جدة على الأطفال

$
0
0

كما للصورة أكثر من زاوية رؤية فإن للأحداث ردود أفعال مختلفة، ومن بين التفسيرات السلبية والايجابية تظهر الاستنتاجات، ولعل أحداث السيول التي أصابت جدة أثارت الجدل حول أمور عديدة منها الجانب النفسي وانقسام الآراء حول عرض صور ومشاهد السيول التي جرفت البشر والحجر والسيارات. فبين من يرى ضرورة التوقف عن عرض المشاهد الأليمة وحجبها عن الأطفال، ومن يرى فائدة عرضها لتدعيم الشخصية وتأهيلها لتحمل الصعوبات والمتغيرات، توقفت "عربيات" مع رأي علم النفس وتجارب واقعية للأمهات مع أبنائهن.

الإحساس بالآخرين وتقدير النعم

في البداية ترى السيدة منى الشوا (ربة منزل) أنه من المهم مشاركة أطفالها الذين تجاوزوا العاشرة في مشاهدة هذه الصور مع تقديم الشرح الكافي، ومحاولة استغلال الحدث لتوجيه تصرفاتهم بصورة صحيحة، قائلة: "أؤيد حجب المشاهد المؤلمة عن الأطفال دون العاشرة، لكن فيما عدا ذلك من الجيد عرض المشاهد والأحداث على الأطفال لاستخلاص العبر منها. فقبل حادثة سيول جدة اعتدت على مناقشة ابنتي (12 سنة) في الأمور التي تجعلها تشعر بالنعم المحيطة بها وضرورة مراعاة الآخرين وتعزيز قيمة العطاء في نفسها بزيارة الأسر الفقيرة ومد يد العون لهم، الأمرالذي رفع من وعيها بواجبها تجاه المجتمع، أما عندما عايشنا أحداث سيول جدة فوجدتها فرصة لربط القيم بالواقع وبالعمل فحرصت على أن تشاهد تفاصيل الأحداث وتتعرف على ما أصاب الأسر المتضررة وتشعر بمصابهم وفي نفس الوقت تشكر الله على أن هيأ لها ظروف أفضل يجب أن تحسن توظيفها وتجزل العطاء للآخرين حتى لاتزول النعم، ولا أنكر أن التغيير لا يأتي سريعاً ولكن تدريجياً أتوقع أن تتغير متطلباتها أو تتقلص بالشكل المطلوب بعد أن تكونت لديها فكرة عامة عن صعوبات الحياة".


أعزلهم عن الألم لحماية عواطفهم

وتختلف معها أم أحمد (ربة منزل) حيث تعتقد أن المشاهد المأساوية التي انتشرت خصوصاً على الإنترنت عن سيول جدة من الواجب فلترتها وحجبها عن الأطفال حتى لا تترك آثار نفسية سلبية، وتقول: "الحياة كفيلة مستقبلا بما فيها من صعوبات لتصقل الشخصية في الوقت المناسب، فلاداعي لاستعجال تعريض الأطفال لهذه المآسي، وقد يرى البعض أنني بهذا التوجه أعزل أبنائي عن الواقع لكني على قناعة بأن لكل مرحلة عمرية قدرات معينة لايجب تجاوزها، لذلك أنا ضد فكرة تعليم الأطفال بالمشاهد المؤلمة، ومع مشاركتهم في الأعمال التطوعية إذا كانت ظروف السلامة والإشراف الدقيق مهيئة". 

 الاضطرابات النفسية مصدرها البيت، واستخدمت الصور لتعليم أبنائي أهمية اتقان العمل

السيدة رولا دشيشة (مصممة أزياء) تشدد على أهمية عدم عزل الأطفال عن الواقع وتبرر ذلك، قائلة: "غالباً لا يتأثر الطفل بشكل سلبي من القصص والصور المؤلمة ولا تسبب له الخوف والفزع إلا إذا كان في الأساس يعاني من عدم الاستقرار النفسي أو التفكك الأسري أو مشاكل أخرى صاحبت نشأته، فما يحصل عندها أن أي سبب إضافي خارجي مهما كان بسيطاً يجعل الأعراض الكامنة تظهر على الطفل بشكل مرضي، أما الأطفال الذين يشعرون بالاستقرار في حياتهم ليس من السهل أن تضطرب نفسياتهم بمجرد التعرض لمشاهد معاناة الآخرين"، وتضيف: "شاهد أطفالي بعض الصور لجريان السيل لكن الأهم أنني حرصت على عرض صورة عليهم هي صورة النفق الذي يسلكونه للوصول إلى مدرستهم كل يوم وقد غرق تماماً بالسيل وكان الهدف أن أوضح لهم أن هذا النفق قد تضرر بسبب أشخاص لم يتقنوا عملهم فكادوا أن يتسببوا بموت وأذى الآخرين نتيجة تهاونهم في العمل".

مع عرض الصور، وضد تكرارها حتى لاتؤدي إلى التبلد

وللسيدة غادة المشهدي (مصرفية) هدف أخر بالإضافة إلى تعزيز بعض الصفات باستغلال مثل هذه المشاهد فهي ترى أن ما حدث في جدة يعد حدثاً عاماً لا يمكن تجاهل عرضه على الأطفال ولو من قبيل الثقافة العامة، فلقد حرصت على أن يشارك ابنها في الأعمال التطوعية لمساعدة المتضررين، وتقول: "لم أتعرض في حديثي مع ابني تجاه هذه الأحداث عن الخطأ ومن تسبب فيه أو عن الفساد الذي أدى إلى هذه المأساة، فأنا بطبعي لا أحب التركيز على الأمور السلبية، لذلك اتجه تركيزي على الجوانب الإنسانية وكيفية تنمية الحس الإنساني والجانب الخيري وتزويده بمعلومات عن مدينته التي يسكنها، وكنت حريصة كذلك على التوازن فلم أعرض عليه صور الموت واكتفيت ببعض المشاهد دون تكرارها حتى لا تؤدي بمشاعره إلى التبلد".

وتضيف: "يحتاج الأطفال إلى وقت أطول وتبسيط في المناقشة، وأن تكون بصورة توعية بالمخاطر لتشكيل الوعي مبكراً، فعلى سبيل المثال أخبرت ابني أن ما حدث ليس بالضرورة أن يتكرر، كما قمت بتنبيهه على ضرورة أن يسعى الإنسان إلى السكن في مكان آمن حتى لايتعرض لهذا الخطر إذا اختار السكن في مكان منخفض ليتعلم أن الإنسان يجب أن يتحمل مسؤولية اختياره، بالإضافة إلى تزويده ببعض تعليمات الإسعافات الأولية التي تساعده على أن يشعر بالأمان".

عرض الصور لمناقشة ردود الأفعال، والمدرسة شاركت بفعالية

السيدةنجلاء سليمان (ربة منزل) شاركت بتجربتها مع ابنها الذي يبلغ من العمر 10 سنوات ويدرس في مدرسة أجنبية بجدة، قائلة: "عرضت على ابني جميع الصور تقريباً، فعلى سبيل المثال لأنه مولع بحب السيارات عرضت عليه صور السيارات التي جرفها السيل ليشعر بحجم الخسارة، وصور المنازل المتضررة بعد السيل فلمست أنه شعر معها بحزن إيجابي دفعه إلى أن يسألني أين ذهب أهلها وإن كان بإمكانه أن يحصل على مال ليتبرع به لهم". وتضيف: "الجميل بعد ذلك أنه في أول أيام الدراسة طلبت المدرسة من كل طالب أن يكتب موضوع عن الأمطار والسيول التي أصابت جدة يعبر من خلاله عن مشاعره السلبية والإيجابية وعن إمتنانه إلى الله كونه لم يصاب منها بضرر، وواجبه تجاه المتضررين وتجاه المحتاجين من الآن فصاعداً حيث اختار أن يجعل لهم نصيب من ملابسه ومصروفه بشكل دائم، وهذا أمر يحسب للمدرسة فلابد أن ندرك أنه في هذا الزمن لم يعد بالإمكان عزل الأطفال عن مايجري حولهم والمدارس في الخارج تتعامل مع مثل هذه الأمور بواقعية حتى في أحداث الحروب وغيرها حيث تعرف الأطفال بما يجري وتساعدهم على التعبير عن مشاعرهم وتناقشهم فيها تلافياً لأن تترسب بداخلهم المخاوف والأسئلة دون توجيه أو إجابات". 

العزل مستحيل، والمبالغة خطيرة

وللطب النفسي رأي حيث يؤكد استشاري العلاج النفسي بمستشفي الأمل الدكتور أيمن عرقسوسيعلى أن فرص عزل أخبار ومشاهد المشكلات التي تأتي بصفة مفاجأة وبصورة كارثة يعلم عنها الجميع غير ممكنة على الإطلاق،  لذا على المجتمع بمؤسساته الفكرية والتربوية المختلفة تدعيم المعتقد الصحيح في نفس الإنسان منذ الصغر، موضحا: "إذا كان المعتقد السائد بأن سند الإنسان في الحياة هو المال أو الأب أو الأم أو المنزل فحتما سيصبح لدى هذا الإنسان طفلا كان أو بالغاً مشكلة في حال افتقاد أحد هؤلاء وقد يشعر بأن الحياة لم يعد لها معنى إذا فقد عامودها وسندها الحقيقي، لذا علينا أن نركز على أن السند الحقيقي لنا في هذه الحياة هو الله عز وجل الذي وإن فقدنا منازلنا وأبنائنا أو آبائنا سيظل موجوداً لا نفقده مهما تبدلت الظروف. ولبناء شخصية الطفل وتأهيله على تحمل المسؤولية ومواجهة الصدمات لا بد من تعزيز إيمانه بالسند الحقيقي". موضحاً أن المجتمعات الإسلامية تظل أكثر قدرة على تجاوز الكارثة بسبب الأساس الديني والإيمان بأن الله قادر على مساعدتنا لتجاوز الأزمات والكوارث.

ويشير الدكتور عرقسوسي إلى أهمية التوضيح للأبناء بأن الحياة لها ظروف متغيرة، قائلاً: "لا أرى خطأ في مسألة عرض مشاهد وصور السيل وماخلفته على الأطفال مع تقديم شرح وتوضيح وتفسير، لكن دون تعريضهم لصور القتلى والجرحى أو مشاهد العنف، ودون المبالغة بل يمكن الاكتفاء بجرعات بسيطة حتى لا نفقد السيطرة على نفسياتهم وردود أفعالهم إذا ماواجهوا حوادث مشابهة، فالغرض من عرض الصور هو تأهيل الطفل نفسياً للمواجهة لا للخوف".

معلقا على اختلاف تفسير السيدات للأحداث بين ترسيخ مبدأ الحفاظ على النعمة والشعور بالآخرين والإتقان  في العمل، بقوله: "لا بد أن نقف مع المتضررين كما نقف مع أهلنا تماما آيا من كان وراء هذا الخطأ يجب أن نتكاتف أمام الأزمات، فالطفل عندما يدرك أننا نعاني جميعا -باختلاف أجناسنا وألواننا- من ذات الخطر وأننا أخوة جميعا في الإنسانية نتبادل العطاء لنجد الأجر عند الله يشعر بأن الله معه وأنه بمساندته للمتضررين يقوم بواجب إنساني ونتيح له فرصة الحياة في جو نفسي آمن".

وحول وجهة نظر البعض في ضرورة عزل الأبناء عن الأحداث المؤلمة، يقول: "هم اختاروا جزء من سياسة تربوية و نفسية يستند على عليها بعض علماء النفس، فمن حقهم حماية أولادهم لكن عليهم في نفس الوقت تجهيزهم لمواجهة الأزمات، فهذه السياسة التربوية تنصح بأن يكون مع الحماية تجهيز وتحصين للطفل بطرق علمية حتى لا ينهار أثناء حدوث الأزمات المفاجئة".

التحصين النفسي يشبه التطعيم ضد المرض

وفي السياق نفسه يوضح أن التحصين النفسي يمكن تشبيهه بالتطعيم الذي نحقن به الطفل تحصينا له من المرض، وهذا التطعيم ما هو في واقع الأمر إلا فايروس بسيط للحماية، والأمر ينطبق على مشاهدة الطفل لبعض هذه المشاهد الأليمة ليتمكن من استيعابها ويملك وسائل  تعينه على التغلب عليها إذا واجهها.

ونصح الدكتور أيمن عرقسوسي في ختام حديثة بالحرص على بناء المعتقد الصحيح السليم للأطفال ليتكيفوا مع المتغيرات ويؤمنوا بأن السند الثابت هو الله.

تربية الأطفال يجب ان لاترتكز على طرق بدائية

7_839229694.jpg
بينما أبدى الدكتور محمد عبد الله شاووش استشاري الطب النفسي ونائب رئيس الجمعية السعودية للطب النفسي، والرئيس المكلف للفريق النفسي الذي تم تشكيله لمعالجة الانعكاسات النفسية لسيول جدة تحفظه على إعادة بث وسائل الإعلام  للمشاهد والصور المؤلمة عن السيول في مرحلة ما بعد الصدمة معتبراً أن الهدف الرئيسي من النشر قد تحقق بتحريك المسئولين للتعامل مع المشكلة، وقائلاً: "الأشخاص الذين يشاهدون هذه المناظر عبر الوسائل المرئية معرضين للإصابة بقلق ما بعد الصدمة أو ما يسمي بـ(لدونة الدماغ) أو تلف وموت بعض الخلايا العصبية بسبب التعرض إلى المناظر المؤلمة، وجميع سكان جدة انتابتهم مخاوف بشأن الأمطار والسيول مما قد ينتج عنه أعراض نفسية تختلف حدة خطورتها".

كما  استنكر ما تقوم به بعض الأسر بتعريض أبنائها عمداً لهذه المشاهد بقصد التأثير عليهم أو إشعارهم بحجم النعمة التي يعيشونها قياساً بمعاناة غيرهم، قائلا: "نصيحتي للأسر عدم اللجوء إلى تعريض أبنائهم لهذه المشاهد بغيه التأثير عليهم أو تعليمهم كيفيه حمد الله على النعم، فهذه المشاهد يتم تخزينها في العقل الباطن ومن الممكن أن تخرج  في الوقت الراهن أو مستقبلا كسلوك نفسي سلبي، ومن الحصافة والذكاء والحكمة أن يتم التعامل مع الأطفال دون الاستعانة بهذه الطرق البدائية التي قد تؤدي إلى أضرار نفسية".

واستعرض مع "عربيات" بعض الحالات التي تم معالجتها، قائلاً: "لاحظ الفريق النفسي انتشار حالات الكرب الحاد وتوتر نفسي شديد وقلق واضطراب مع شعور بالغضب والاستياء لدى المتضررين، بالإضافة إلى التحفز والشعور بالذنب، وتحفز هذه الأعراض الجهاز العصبي "السمبتاوي" مما ينتج عنه جفاف في الحلق وزيادة معدل ضربات القلب".

ويوضح الشاووش أن الأعراض ستستمر لفترة من الزمن وينحصر التدخل  الطبي على تخفيف حالات التوتر الشديد واضطرابات النوم من خلال المهدئات واستخدام مضادات الاكتئاب منعاً للمضاعفات المستقبلية، مستعرضا أساليب الفريق في العلاج من خلال التدعيم النفسي بأساليبه المختلفة والعلاج النفسي والمعرفي، بالإضافة إلى استخدام جلسات العلاج الجماعي، مؤكداً أن لكل حالة أسلوب علاج يختلف عن غيرها وفقا للعمر وخبرة الشخص وخلفيته.

هذا وقد أكد الدكتور شاووش على أهمية متابعة الحالات بعد شهر من حدوث الكارثة لمواجهة (قلق ما بعد الصدمة)، قائلاً: "هناك مجموعة أعراض لا تظهر إلا بعد مرور شهر من الكارثة حيث قد يعيش البعض الحدث من جديد، ويرى نفس المشاهد المفزعة للكارثة بالإضافة إلى الأحلام المفزعة التي تنتابه، وقد يظهر على البعض الآخر ما يسمى بـ(التجنب) والذي يعني عدم قدرة الفرد الذهاب إلى نفس المكان الذي عاش فيه الحدث، وعدم تحمل مشاهدة البرامج التي لها علاقة بالحدث، إلى جانب أعراض الاكتئاب النفسي الحاد مصحوباً بآلام مزمنة غير مبررة طبياً مع الشعور بالذنب واضطراب بالنوم، ويستخدم في هذه المرحلة أسلوب علاجي من خلال الجلسات النفسية المكثفة والعقاقير ليستعيد المريض توازنه النفسي والانفعالي، ومساعدته على استحضار الجوانب النفسية والتجارب الايجابية".

أشار الدكتور شاووش إلى أن العمل تم بمشاركة 49 متطوعاً ومتطوعة مابين أطباء نفسيين وأخصائيين نفسيين وتم تقسيم المجموعة إلى خمس فرق ميدانية، فريقان للحالات العاجلة يتواجدوا مع الدفاع المدني والمركز الصحي في السامر وحي السليمانية، وفريق يتبع للمراكز الصحية مسئول عن استقبال الحالات التي تصل من قبل المجموعات التطوعية أو وسائل الإعلام المختلفة، وفريق يقوم بزيارة الحالات في شقق الإيواء التي تم نقل المتضررين إليها للوقوف على حالتهم، مؤكدا على أن الحالات التي تم الكشف عنها شملت مختلف الشرائح العمرية لعمومية الحدث، وموضحاً أن عدد الأطفال والسيدات كان أكبر مقارنة بالرجال، ومستعرضا الأشكال السلوكية التي ظهرت على الأطفال وتنوعت بين الخوف الشديد والرهبة من مغادرة المنزل أو ترك الوالدين أو أحدهما، ومخاوف تتعلق برفض الذهاب إلى المدرسة والخوف من الاستحمام والرعد والمطر، وعن علاج الأطفال، يقول: "نقوم بتأهيل الأطفال في الغالب عبر الوسائل الترفيهية والجلسات العلاجية، وفي الحالات الشديدة نلجأ إلى استخدام العقاقير".

الجدير بالذكر أن الدكتور شاووش توقع ازدياد  المشاكل النفسية الناتجة عن الأزمة في المستقبل القريب مع حاجة المسعفين والمتطوعين الذين تعرضوا لمناظر الدمار والخراب إلى تأهيل نفسي.

عربيات تفتح ملف أحوال زواج القاصرات في العالم العربي

$
0
0

يؤطر الزوج - موضوع القضية - زواجه من طفلة بإطار موافقتها، بينما يبرر الأب تزويج ابنته من كهل بدافع الستر، في الوقت الذي ينفي فيه مأذون الأنحكة التهمة عن نفسه بتأكيد عدم وجود قانون يمنع  تزويج الفتاة دون الثامنة عشر.

على الجانب الآخر ترفض الأم غالباً تزويج طفلتها والمقابل المادي لصفقة الزواج مما يجعلها تتجه لساحات القضاء مطالبة بإبطال العقد. هذا السيناريو يتكرر في أغلب حالات زواج الفتيات الصغيرات، أما العروس فتحتفظ وحدها بذكرى أليمة لليلة العمر وصورة لزفاف لم يحضره سوى دُماها فيما الكبار يتصارعون على مصيرها.

بعد أن ساهمت وسائل الإعلام مؤخراً في وضع هذه الحالات التي انتشرت في العالم العربي تحت المجهر، اتجهت "عربيات" إلى البحث عن الرأي والسبب، والحل الذي يبدو أنه لايزال في قائمة الإنتظار وساحات الحسم.

الشرع لايمنح الطفلة حق التصرف بإرثها، فكيف نكلفها بمسؤوليات الزواج؟

في البدء يرى الدكتور سعود كاتب" أستاذ الإعلام في جامعة الملك عبد العزيز" والناشط في مجال حقوق الأطفال أن قضية زواج الصغيرات لن يجدي معها التوعية باختلاف طرقها ووسائلها مؤكداً على أهمية إصدار قانون يحدد السن القانوني لزواج الفتيات، موضحاً: "المشكلة أن البعض في جهات مؤثرة كالمؤسسة الدينية لديهم رفض تام لفكرة تحديد سن الزواج وهم بذلك (حجر عثرة) أمام تنفيذ القرار، لذلك أتمنى أن يصدر قرار من ولي الأمر يمنع  زواج الصغيرات، فالموضوع يمسنا من جميع النواحي وقد ثبت الضرر الناتج عن زواج الصغيرات على الصعيد الصحي والنفسي والاجتماعي، في الوقت الذي لا توجد فائدة من زواج رجل بالغ بطفلة، فكل مؤيدين هذا الزواج يستندوا على زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة رضي الله عنها وهي في التاسعة من عمرها، وهذا الاستناد عليه خلاف ولم يثبت، إلا أنني أتسائل أين نحن منه عليه السلام؟ وألا يحق في حال ثبوته أن نطبق قاعدة درء المفاسد مقدما على جلب المصالح خاصة وأن الأضرار من هذا الزواج لا تعد ولا تحصى".

s_kateb_814159586.jpgوفي رده على تأكيد أب طفلة القصيم والتي تم تزويجها مؤخراً من رجل في السبعين بأن بنيتها بنية امرأة وليس طفله يقول: "هل الزواج يعتمد على بنية الفتاة وجسمها؟، وهل إذا توفى والدها سيحق لها التصرف في ميراثها قبل بلوغها سن محدد لمجرد أن بنيتها كبيرة؟، الإجابة لا فإذن القياس الخاطيء والشرع لا يمنحها حق التصرف في مالها إلا بعد أن تكون أهلا لذلك وفي سن معينة ولم يرتبط  تصرفها في الإرث ببلوغها وشكلها، وهذا يعد من سماحة الدين الاسلامي الذي يجنب الفتاة تحمل مسؤوليات قبل أن تصل إلى سن ونضج يؤهلها إلى ذلك،  فالزواج مؤسسة لا تعتمد فقط على الجسد إنما على الحقوق والواجبات التي على الطرفين القيام بها".
ويؤكد الدكتور كاتب أن السن المناسب للزواج لفتاة هو 17 سنة على أقل تقدير، قائلاً: "بشكل عام حينما تتزوج طفله في العاشرة برجل في السبعين نفترض أنه سيعيش 20 عاماً أخرى، لتصبح زوجته أرملة وهي في الثلاثين أي في أوج شبابها، ويتم الحكم عليها بأن تفقد طفولتها ووشبابها مما قد يجعلها عرضة للعذاب أو الانحراف، فالرجل الذي يسعى إلى مثل هذا النوع من الزواج لاشك أنه مريض نفسي، والأب الذي يزوج ابنته الطفلة يعاني من حالة جشع وطمع".

ويبرر السبب في  زيادة حالات زواج القاصرات بغياب القانون، قائلاً: "لو أن هناك قانون يمنع الزواج من الصغيرات، ويضع عقوبات صارمة لمن يتجاوزه ستنتهي المشكلة".

الجدير بالذكر أن الدكتور سعود كاتب بصدد تأسيس جمعية لحماية الأطفال من العنف والذي يعتبر زواج القصر أحد أنواعه.

السعودية: زواج الصغيرات جائز، ومنعه مباح ترجيحاً للمصلحة

 

almaki_272365408.jpgويعلق الشيخ علي المالكيالمستشار الشرعي والأسري في المملكة العربية السعودية على القضية، بقوله:"لا بد من التوضيح أن حكم زواج الصغيرات في الدين جائز، لكن ترجيحا للمصلحة يتم المنع أو التقنين لهذا الزواج وفقا لقانون ونظام الدولة، وأعتقد أن هناك دراسة تتم في مجلس الشورى قد تخرج قريبا لتقنين هذا الزواج، فالدولة لا تتخذ القرارات بصورة عشوائية أو فردية، خصوصاً ما يرتبط منها بالمواطن حيث يتم عرضها أولاً على هيئة كبار العلماء ومجلس الشورى، وبشكل عام لو اتضح أن الرجل يرغب في الزواج لمصلحة شخصية يترتب عليها ضرر على الفتاة صغيرة السن فيتم منع هذا الزواج من قبل الحاكم الشرعي، والقاضي أو من ينوب عنه يجب أن يرجح المصلحة".

وعن ما إذا كانت قد واجهته حالات مماثلة، يقول: "قد دعيت لعقد نكاح فتاة عمرها 15 عاما على رجل عمره 59 عاما، وقد نصحت الفتاة وطلبت منها أن تفكر بعقل وأن لا تقحم نفسها في مشاكل ومسؤوليات قد لاتحتملها، فاستجابت واستجاب وليها، كما دعيت لعقد نكاح رجل عمره 63 عاما على فتاة عمرها 17 عاما، وامتنعت عن إتمام هذا العقد بعد أن قدمت المشورة للفتاة وشعرت برفضها لهذا الزواج".

ويضيف: "اختلفت آراء العلماء حيال مسألة إجبار الولي، والنظام يتبع الرأي الذي يرى أن الولي لا يمكنه إجبار الفتاة على الزواج من شخص ترفضه، ولو تم ذلك وأبلغت المرأة القاضي فله أن يفسخ عقد النكاح ويعاقب وليها، كما أن هناك تعليمات صادرة من وزارة العدل بشأن عقود النكاح منها أنه لابد وأن يستمع المأذون إلى موافقة الفتاة بعد أن يتم التعريف بهامن قبل محارمها".

المغرب: لا تتزوج القاصر إلا بإذن القاضي

ومن المغرب يؤكد الشيخ العلامة محمد زحلأحد كبار العلماء على عدم جواز إكراه الفتاة على الزواج لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال "لا تنكح الأيم حتى تُستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن. قالوا يا رسول الله: وكيف إذنها؟ قال: أن تسكت" والحديث متفق عليه، وفي رواية أخرى: "البكر تستأذن (أي تستشار) وإذنها صمتها"، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم واستدل زحل أيضا بأن فتاة  جاءت الرسول صلى الله عليه وسلم فتاة، فقالت له: إن أبي زوجني ابن أخيه ليرفع به خسيسته (أي مكانته ومنزلته بصهره)، فجعل الرسول الأمر إليها، فقالت له: قد أمضيت ما صنع أبي، ولكن أردت أن تعلم النساء أن ليس للآباء من الأمر شيء". وهذا دليل على أن الفتاة لا يجب أن يُكرهها أبواها ولا إخوتها على الزواج دون إذنها واستشارتها.

واستدرك العالم المغربي، قائلاً: "يمكن للأب أن يزوج ابنته إذا كان ذلك في مصلحتها، حيث أن الفتاة قد ترفض الزواج بسبب العاطفة والهوى، وبالتالي يمكن للأب تزويجها حينما يرى الخير في ما رفضته دون سبب معقول أو لهوى في نفسها قد يكون وبالا عليها". ويضيف عن زواج القاصرات، قائلاً: "وفقاً للقانون المغربي القاصر لا يجب أن تتزوج إلا بإذن القاضي تاذي بوسعه تقدير المصلحة والمفسدة من زواجها خاصة وأنها لاتملك التمييز بين ما يصلح لها وما لا يصلح في أمر الزواج".

وخلص الشيخ زحل إلى أن الفتاة القاصر تتزوج صغيرة إذا كانت يتيمة وليس هناك من يرعى مصالحها وشؤونها، ويُخشى عليها من الضياع والتشرد أو الانحراف مثلا، حينها يتم قبول تزويجها ولو كانت قاصرا باعتبار حالتها الاجتماعية الخاصة تستدعي قيام رجل (هو الزوج) بشؤونها ورعايتها.

فتاوي تحلل زواج القصر في المغرب

وأثارت فتوى قبل أشهر قليلة لأحد الدعاة المغاربة وهو الشيخ الدكتورعبد الرحمن المغراوي جدلاً كبيراً حين نشر موقعه الالكتروني جواباً له على سؤال بخصوص زواج القاصر أجاز فيه  زواج الفتاة الصغيرة ذات التسع أو العشر سنوات في حالات معينة. وملخص الفتوى كما يلي:
"بالنسبة لقوله تعالى (واللآئي لم يحضن) في سورة الطلاق فهناك حالات لنساء لا يحضن أبدا، ولايوجد ما يربط الزواج بحدوث الحيض، فالمرأة متى تمكنت من تحمل الرجل بكل ما في هذه الكلمة من معنى يمكنها الزواج، والرسول صلى الله عليه وسلم تزوج عائشة رضي الله عنها على سبع ودخل بها وهي على تسع، ولا شك أنها سن صغيرة جدا".

وأضاف المغراوي أنه قد ينقطع الحيض ولا تحيض المرأة لا لحمل إنما لمرض، فقد يأتي الحيض ثم ينقطع، وهناك تفاوت في مسألة الحيض بالنسبة للنساء، وقد تظهر على الفتاة بين 10 إلى 12 سنة علامات نضج العقل والبنية مما يؤهلها للزواج، وهذا أمر مشهود وسمعنا به وحُدثنا به، حيث أن لبنات التسعة سنوات القدرة على النكاح أكثر في بعض الأحيان من فتيات في العقد الثاني من العمر.

يذكر أن إحصائيات زواج القاصرات بالمغرب تشير  إلى ارتفاع عدد طلبات الزواج بقاصرات المُقَدمة إلى المحاكم، حيث أكد وزير العدل المغربي عبد الواحد الراضي  في إحدى جلسات البرلمان أن عدد طلبات الإذن بزواج القاصر لسنة 2007 بلغ 38,710  طلب، تم قبول 33,596 منها، ورفض 4150 طلبا، وأوضح الوزير أن 94% من الطلبات المقبولة كانت تتراوح أعمار الفتيات فيها بين 16و17 سنة.


 فلسطين: القاضي يماطل في إتمام الزواج، والقرار النهائي بيد الولي

hassan_318767137.jpgالشيخ حسن الجوجورئيس محكمة الاستئناف أوضح لـ"عربيات" حكم الشرع في زواج القصر بالإكراه، قائلاً: "عقد الزواج بالإكراه يعد من أنواع الزواج الفاسد ويجب فسخه, فلا بد أن يتم الزواج بالتراضي وهذا هو الأصل الذي يبطل الزواج بغيابه، فعادةً عندما يتم تقديم طلب الزواج في المحكمة يبادر القاضي الشرعي بسؤال الفتاة عن قبولها وإذا استشف عدم موافقتها أو لاحظ وجود فارق كبير بين سنها وسن الخاطب أو وجود عيب ظاهر ينفر من الزواج، فإنه  يطلب من مرافقين الفتاة الخروج قبل أن يسألها إن كانت مكرهة على الزواج أم مخيرة, وفي حال شعر القاضي بإجبار أهلها مع عدم رغبتها في التصريح بذلك يقوم بتأجيل عقد القرآن للمماطلة وعلى أمل أن يعود الأهل لرشدهم في زواج ابنتهم، وفي بعض الحالات قد يتدخل القاضي في الموضوع مباشرة مع الأهل، وأحيانا ينجح في إقناعهم وأحيانا تبوء محاولاته بالفشل إزاء إصرار الأهل على موقفهم، وفي النهاية يكون القرار للأهل وللفتاة صاحبة الشأن".

مصر: لا يصح القياس بالسيدة عائشة، وإكراه الفتاة يبطل عقد الزواج

amna_636209067.jpg
وتقول الدكتورة آمنه نصيرعميد كلية أصول الدين سابقا: "لا يجوز لولي الأمر إكراه الفتاة على الزواج، سواءًا كانت قاصر أو بالغة، فهذا الأمر يرفضه الإسلام خاصة لو تم على شكل صفقة كما يحدث اليوم عندما يتجه رجل مقتدر إلى الريف أو الأسر الفقيرة ليتزوج من بناتها القاصرات مقابل الهدايا والأموال التي يأخذها ولي أمرها كمهر أو ثمن لإتمام الزواج".

وتضيف: "من حق الفتاة أن ترفض، وتتوجه للمسؤولين أو لأحد كبار العائلة لمنع هذا الزواج، لان الزواج يجب أن يتم بالتوافق والتراضي بين من يتقدم للزواج والفتاة التي من حقها القبول أو الرفض".

وتدعو الدكتورة نصير ولي الفتاة بتزويجها بمن يناسبها، وأن لا يبيع الفتاة مقابل مكسب مادي، معتبرة أن السن المناسب لتزويج الفتاة هو الثامنة عشر، كونها لا تستطيع قبل هذه السن تحمل المسؤولية، وتضيف: "لا يجب القياس بالسيدة عائشة رضي الله عنها، لان القياس هنا يكون قياس غير صحيح، فالسيدة عائشة لها خصوصيتها".

ويتفق معها الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية الذي يرى أن الزواج لاينعقد إلا بموافقة الرجل والمرأة، فإذا تم إكراه احدهما يصبح العقد فاسداً، وتكون علاقة الزوج بزوجته بمثابة "الإغتصاب" إلا إذا وافقت الزوجة في مرحلة لاحقة عليه وارتضته زوجاً لها، هنا يعتبر الزواج صحيحاً.


الدخول بفتاة قبل بلوغها يعرضها لخطورة

dr.khaled_768852047.jpg
ويعلق الدكتور محمد خالداستشاري و رئيس قسم الطب النفسي في المستشفى السعودي الألماني، بقوله: "لا بد أن نفرق بين زواج صغار السن قبل البلوغ وبعده، ولا بد أن تتصف الفتاة بنضج كافي قبل الزواج كأن تكون قادرة على التمييز والاختيار، وتزويج الفتاة من قبل ولي الأمر يكون بعد الرؤية الشرعية وموافقتها. فالرؤية الشرعية شرعها الإسلام ليس للرؤية فقط إنما لشعور كلا الطرفين بالقبول تجاه الطرف الآخر، وان تم إجبار الفتاة على زوج لم تشعر نحوه بقبول أو راحة نفسية ستشعر حيال زواجها بالغبن طيلة الحياة وربما يفشل هذا الزواج، فالمرأة وفق الطبيعة التي جبلت عليها لا تقدم عواطفها بالكامل للرجل إلا بعد أن تحبه، والمحبة لا تأتي إلا بعد أن تشعر بالراحة تجاه الخاطب، ولا مشكله في موافقة الفتاه للزواج برجل يكبرها سنا بشكل كبير فربما لديها تصور لحياتها أو احتياج معين تسعى لإشباعه من خلال هذا الرجل، ولكن في حال إجبار الفتاة على الزواج فإن وليها يكون قد ضيع حق من حقوقها في القبول والرفض أو حتى الاختيار، وسترفض هذه الحياة وربما تنشق نفسها لآخر أو ينتهي الزواج بالطلاق".

وعن زواج صغيرات السن يضيف الدكتور محمد خالد: " الكثير من الفتيات اللاتي أرغمن على  الزواج لا يعرفن مفهوم الزواج والعلاقة الخاصة بين الزوجين، فلابد أن يتم تعريف الفتاة بمفهوم الزواج وتهيئتها للعلاقة الخاصة بين الرجل والمرأة بالإضافة إلى واجباتها الزوجية، فالواجبات تعد مهمة صعبة على طفلة في التاسعة على سبيل المثال، ولا يجب مقارنة الفتاة في العصر الحالي بالعصور القديمة بسبب تغيرات عديدة طرأت على المجتمع، وأود أن أوجه إلى خطورة الدخول بفتاة لم تبلغ كونها غير جاهزة عضويا للزواج كامرأة وذلك من جانب صحي ونفسي".

بين العامية والفصحى يتجدد الجدل

$
0
0

يتواصل الجدل الذي اشتعل في الماضي بين كبار الكتاب حول استخدام العامية في كتابة الروايات، وينتقل من كبار الكتاب كالدكتور طه حسين الذي رفض العامية جملة وتفصيلا فيما خالفه الأديب يوسف السباعي الذي رأى ضرورة استخدامها في بعض المواضع، إلى رموز العصر الحديث وشباب الرواية العصرية التي باتت العامية سمة مميزة لها وأحد عناصر ارتفاع مبيعاتها. عربيات قامت برصد هذا الجدل وامتداده الذي طال دور النشر والمتهمة من البعض بالمساهمة في خسارة الفصحى سعياً لتحقيق مكاسب المادية.

طه حسين يكتب مقدمة رواية لإدريس منتقدا إستخدامه العامية

بالعودة إلى أحد أهم العصور التي انتعش فيها سوق الروايات العربية، انتقد عميد الأدب العربيالدكتور طه حسين الأديب الدكتور يوسف إدريسلتداخل الفصحى بالعامية في حوارات القصص التي يكتبها وطالبه بأن يترفق بالفصحى، وتمسك حسين باللغة العربية الفصحى المعتدلة وطالب بتحديثها لتواكب التطور معتبرا أن اتجاه الكتاب الشباب في تلك الفترة لكتابه الحوار بالعامية بغرض تصوير الواقع وطبيعة الشخصيات خطأ، فالفن الرفيع – باعتقاده - يهدف للرقي بالواقع وعدم الاقتصار على الأداء والتصوير معتبراً أن الأديب ليس مجرد ناقلاً لكلام الناس على علاته. وتحيز العميد للفصحى مؤكدا بأن العامية لن تصل لأن تكون لغة أدبية لآخر الدهر.
هذا وقد اتجه عدد  من الأدباء إلى تطعيم رواياتهم بالعامية، فقد استخدمها على سبيل المثال الأديب الكبير توفيق الحكيمفي الحوار بين شخصيات رواياته مبررا ذلك بأنه لا يستطيع أن يجعل "العتال" أو "الفراش" أو "سائق التاكسي "يتحدثون الفصحى كونها ليست اللغة الطبيعية التي يتحدثون بها وبتصويره لهم وهم يتحدثون الفصحى سيخلق جوا مصطنعا.

قدوس استخدم العامية لـيخلق الأجواء

الأديب إحسان عبد القدوس  دمج بين العامية والفصحى في كتابة الحوار حيث استخدم  في القصص القصيرة العامية وفق حاجته لها ووفق شخصية أبطالها، بينما رجح استخدام العامية في الحوار بين شخصيات الرواية الطويلة لخلق "جو" -على حد تعبيره - ولقناعته بأن الرواية الطويلة إن كتبت بالفصحى ستبدو مفتعلة وسقيمة خاصة إن كان إبطالها لا يتكلمون في واقع حياتهم الفصحى، بينما يستخدم الفصحى في حال كان أبطال الرواية لا يتحدثون العربية .

رأي وقصيدة بين السباعي والرفاعي

فارس الرومانسية الأديب يوسف السباعيانتهج ذات النهج في رواياته، ودعا لاستخدام العامية لأن  في الفصحى قيود تحول بين الأديب والتعبير، وقد رد علي رأيه الشاعر هاشم الرفاعيبقصيدة يدافع فيها عن اللغة العربية بعنوان "حول قيود اللغة العربية" قال فيها:

أشـعـلت حربًا لم تضع أوزارها تـركـت بـكـل صـحـيفـة آثـارها

وحملـة حملتك الجريئة فانبـرت أقلام من خاضوا وراءك نـارها

ورميت أخت الضاد منك بطعنة كــادت تــدك قــويــةً أسـوارهـا

مجبًا؟ أتحـيـون الـتراث بقـتـلهـا

وتــرمــون بــهـدمـهــا منهـارها

ورأيت قـومـاً يـرهـقون عيوبهـا

طلبًا وراحوا يطمسون نضارها

محفوظ والعامية للأمثال الشعبية

أما الأديب الكبير نجيب محفوظفاعتمد على الفصحى في كتابته للرواية مستخدما العامية في بعض الحالات كالاستناد إلى مثل شعبي أو الاستشهاد بأغنية أو التعبير عن الممارسات التقليدية التي لا يمكن التعبير عنها إلا من خلال العامية.

 العقاد والرافعي ونقد توجه العميد

الأديب عباس محمود العقاداستنكر استخدام العامية تماما وطبق رؤيته في رواية "سارة"، وانتقد بمشاركة الأديب مصطفى صادق الرافعي استخدام "اللغة البسيطة" أو الفصحى المستحدثة التي دعى إليها طه حسين.

دعوة لتدخل مجمع اللغة العربية

 بالإنتقال من الماضي إلى الحاضر، اتجهنا إلى دور النشر المعنية في المقام الأول بترويج الروايات، إذ أبدى قاسم بركاتمن دار الفارابي رفضه لاستخدام العامية في الروايات، قائلاً: "لابد أن نحافظ على اللغة العربية السليمة ومكانتها وذلك بالابتعاد عن استخدام اللهجات الخاصة بكل بلد، لان هذا الاستخدام يؤثر على سلامة اللغة ويزيد من تفككها، ولا أرى في استخدام العامية أو اللهجة الدارجة أي إضافة أدبية للعمل الإبداعي أو مساهمة الحبكة القصصية بل على العكس فالعامية تحصر انتشار العمل على نطاق البلد الذي تنتمي إليه، فلكل بلد عربي مصطلحات خاصة به لن يستطيع أي قارئ من بلد آخر استيعابها أو فهمها بسهولة، كما أن بعض الكتاب اتجهوا  إلى الاستعانة بعبارات أو مفردات أجنبية خلفها الاستعمار مثل كتاب المغرب العربي الذي يستخدمون بعض المفردات الفرنسية في الكتابة العربية الأمر الذي يساهم في تشويه وتصدع اللغة". واقترح بركات في ختام حديثه أن يتم التعامل بحزم مع هذه الأساليب من قبل مجمع اللغة العربية.

 

العربية الفصحى ستساهم في تأخرنا والعامية تزيد التواصل

و يخالفه في الرأيإبراهيم هرقل من دار اطلاس، بقوله: "أشجع استخدام العامية في كتابة الرواية، ولو حصرنا ما نكتبه على الفصحى سنتأخر كثيراً خاصة وأن 80% من الأفراد في الوطن العربي يتحدثون بالعامية بصفة يومية  والكتابة بها سترفع من نسبة تواصلهم مع الكتاب، كما تزيد اللهجة الدارجة من الحبكة القصصية ولم تعد كما يرى البعض حكرا على المتحدثين بها، فعلى سبيل المثال مسلسل باب الحارة لاقى انتشار واسع بالرغم من أنه باللهجة السورية التي تم استخدامها كذلك في دبلجة  المسلسلات التركية في الآونة الأخيرة، وهذا ينطبق على عدد كبير من اللهجات العربية التي أصبحت منتشرة ومفهومة على نظاق واسع".

 

 

 

 

تحول الثقافة إلى اقتصاد وراء استخدام العامية

بينما يرى الدكتور مجد حيدر من دار ورد للنشر أن هناك ضرورات تحتم استخدام اللهجات العامية موضحا ذلك بقوله: "أنا ضد استخدام اللهجة الدارجة في العمل الأدبي بشكل عام، لكن هناك ضرورات في الأدب تحتم استخدام بعض المصطلحات العامية فحتى في الآداب العالمي هناك كلمات تكتب بالعامية، ولكن ليس في كتابة العمل الأدبي بشكل كامل فهذا التوجه لايخدم الأدب ويدمر الحالة الإبداعية للغة العربية التي تعد طيعة ومجنحة بوسعنا الاشتقاق منها دون اللجوء إلى العامية، ومن متابعتي لهذا الاتجاه الذي بات ينتشر في الآونة الأخيرة أعتقد أنه يعود إلى الجهل بالإضافة إلى أن الثقافة تحولت إلى عمل تجاري، فلم تعد كما كانت مرتبطة بالهم الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي، ونحن بحاجة لغربلة الأعمال الأدبية قبل نشرها واختيار ما يليق بنشره بقسوة كي نحافظ على مستوى الأدب".

 

الفصحى لاتؤثر على الحبكة والدليل "الأيام"

وفي ذات السياق يقولنبيل نوفلمن دار الآداب: "اللغة العربية لغة جميلة وفيها إيقاع غير موجود في العامية، ونحن ضد استخدام اللهجة العامية في الكتابة الأدبية بشكل عام وبشكل خاص في الرواية حتى وإن كان الحوار بين شخصين أحدهما متعلم والآخر غير متعلم، فالواقع أن الكاتب المتمكن من اللغة يستطيع استخدام العبارات المناسبة التي تميز كل شخصية، ولست أرى أن استخدام الفصحى يؤثر على الحبكة القصصية، فرواية "الأيام" بالرغم من أن أحداثها وقعت في القرية إلا أن الدكتور طه حسين كتبها بالفصحى، ولابد أن نراعي أثناء الكتابة والنشر أن الشعوب العربية لا تتحدث ذات اللهجة الدارجة، وأن كل لهجة تحتوي على مصطلحات غير مفهومة". وعن انتشار الروايات العامية اليوم، يقول: "أفسر هذا الاتجاه  في الآونة الأخيرة باستهداف بعض الكتاب للإنتشار المحلي، وهي نظرة ضيقة فمن يملك تطلعات أوسع وأرحب يفضل الانتشار على مستوى أوسع، وهذا ما توفره الفصحى".

 

 

نرفض العامية ونرضخ لها في هذه الحالات

ولدار الساقي تصور إذ يقول عصام أبو حمدان: "دار النشر تعتبر همزة الوصل بين الوطن العربي، وتتجه دور النشر في العادة لاستخدام اللغة العربية الفصحى تسهيلا للمعرفة بين المشرق والمغرب، وفي المعتاد تقوم لجنة متخصصة من قبل الدار بالإطلاع على العمل قبل نشره وقد نقترح على الكاتب بعض التعديلات أو المدلولات، وبالرغم من رفضنا الأعمال التي تكتب بالعامية إلا أننا نرضخ حينما يكون جمهور الكاتب مقتصرا على مدينة أو منطقة معينة تستخدم ذات اللهجة".

 

 

 

 

بعيداً عن الإفراط والتفريط يتكامل النص الأدبي

 ويقول الأستاذ محمد المنقري: "الرواية كما أظن عالم يتوازى مع الحياة بكل تنوعها وأطيافها، وحراكها، وناسها، وأساليب تعبيراتهم، واللهجة الشعبية جزء أساس من اليوميات وعبرها تفيض الدلالات الأكثر ثراءً وعمقاً في نقل الواقع والتعبير عن إيقاعاته ولذا نجد كثيراً من الأعمال العربية تميل إلى استخدام اللهجات الدارجة في ثنايا السرد لتعميق الصوت والصورة بكل أبعادها ليعيش القارئ في عمق الشارع وضمن تفاصيل الصراع وتطوراته، والروائي بذلك ينجز نصاً ممتعاً لكنه محفوف بعلامات استفهام شائكة أحياناً.

وهناك عنصر آخر يساعد على استخدام اللهجات الشعبية وهي عمليات تُكرِّس اللهجات السابقة للعمل الروائي المعاصر وأقصد بها إسهامات الوسائط الإعلامية وخاصة التلفزيون والغناء فقد أسهما في تكريس اللهجة المصرية – مثلاً-  والشامية وحين يجدها القارئ العربي في تفاصيل الرواية فإنه قد لا يجد صعوبة في التعاطي معها بل ستكون ممتعة له وقريبة من نفسه كما فعل أحمد الخميسي في حكايات سائق تاكسي أو ادوار الخراط في كثير من أعماله.

ولعلنا ننظر للموضوع من زاوية من شأنها دعم النص الروائي وخلق قاعدة جماهيرية أوسع لانتشاره وهي تتعلق بعدم الإفراط في استخدام اللهجة الدارجة لأنها ستعيق الانتقال والتواصل الأوسع مع الناس وخاصة حين يستخدم الكاتب لهجات جهوية محدودة لم يتحقق لها التواصل المباشر مع فئات شتى أو لم يكن لها الحضور الإعلامي المسبق، ودعونا نسوق مثلاً بسيطاً يتعلق برواية ( الخبز الحافي) للمغربي محمد شكري، و(عرس بغل) و(الحوات والقصر) للجزائري الطاهر وطار ففي هذه الأعمال أطياف من اللهجات المغربية والجزائرية ولكنها بحدود معقولة ولو أسهب الكاتبان المبدعان في الاتكاء عليها فإن الأعمال ستقع ختماً في دائرة المحلية الضيقة ولن يستطيع قارئ في الخليج أو غيره أن يتواصل مع النص كما يجد ربه.

 وختاماً يبقى النص الروائي العظيم متواصلاً مع الناس وقريباً من نفوسهم حين تتكامل فيه البنية الحقيقية للرواية بكل دهشتها، ونموها، وجرأتها على الاقتراب من العالم الحي، وعدم التهادن مع الترويج الفج أو الإنشائية الاستعراضية فلن تكون اللهجات الدارجة منقذاً لنص ضعيف أو سنداً لكاتب استعراضي والكل يتذكر أن النصوص الروائية المترجمة إلى العربية كتبت بلغة لم تتخللها اللهجات الدارجة، وكذا النصوص الرائدة لعبد الرحمن منيف أو جبرا إبراهيم جبرا أو غيرهم كتبت باللغة العربية الفصيحة واستخدم مبدعوها قاموساً عربياً أصيلاً وثرياً ضمن نسق سردي استطاع صناعة حياته الخاصة وعالمه الأبقى."

مغربيات يرفضن تثبيث صفة "بدون مهنة"على هوياتهن

$
0
0


تعد بطاقة الهوية بالنسبة للسلطات الأمنية آلية من الآليات الرئيسية لضبط الأفراد داخل المجتمع، وعلى ضوءها يتم ربطهم بقاعدة البيانات، وهي بالنسبة للمواطن وثيقة تمكنه من التحرك بسهولة داخل البلاد، فبدونها لا يمكنه دخول غرفة الطوارئ بمستشفى من المستشفيات، أو الحصول على إعانة، أوالتسجيل في الضمان الاجتماعي والتأمين، كما لايمكنه صرف شيك بنكي أو دفعهة في حساب مصرفي إلا إعتمادا ًعلى هذه البطاقة التي تحدد هويته، و تسهل التحري عنه: محل إقامته، سنه، مهنته إن كان يتوفر على مهنة محددة المعالم، وإلا حملت بطاقته في هذا الباب صيغة "بدون"، كإشارة إلى كونه بدون مهنة، صفة قد تعتبرها بعض ربات البيوت تنقيصا من فعاليتهن داخل المجتمع، واحتقارا لأدوارهن داخل البيت، باعتبارهن مربيات وكادحات في المطبخ وهلم جرا، مما يجعلهن يرفضن أن يحملن هذه الصفة التي تحيل على "لاشيء" في بطاقاتهن الوطنية، وهذا النعث لا تنجو منه في المغرب، حتى السيدات الحاملات للشهادات العليا، ويعشن وضع البطالة.

السيدة حادة ،لا تفك حروف الهجاء، تتحدث إلى "عربيات" بوعي ناضج، معتبرة أن إلصاق صفة "بدون" لربات البيوت يعد جرماً في حقهن، وخاصة النساء القرويات، اللواتي يكرسن جزءا كبيراً من مجهوداتهن بالعمل في المزارع والحقول، ويشاركن الرجل في عمليات الحصاد والدرس، وقد يقمن برعي الأغنام وجمع حطب التدفئة، كما هو الشأن في المناطق الجبلية بسلاسل الأطلس، وفوق هذا تكن مطالبات بتلبية حاجيات الزوج والأطفال على مستوى المأكل والمشرب والتنظيف وغيره.
وتتساءل السيدة حادة، كيف لهؤلاء النسوة اللواتي يقضين أكثر من 20 ساعة في مواجهة أعباء الحياة العائلية، أن ننعتهن في بطاقة التعريف الوطنية، "بدون".

صفة ذميمة


السيدة رقيةربة بيت وأم لثلاثة أطفال، بدورها تذهب في نفس السياق، مؤكدة بأن صفة "بدون مهنة" هي تجلي من تجليات عقلية الإقصاء، وبأنها تعد إهانة في حق المرأة، وتنكراً للأدوار الإيجابية التي تقوم بها داخل البيت، و بحسبها فهي وتبعا لهذا المنطق مجرد حيوان مستهلك ليس إلا، ومن وجهة نظرها، كان من الأجدر ومن باب الاحترام أن تسند لها صفة "ربة بيت " أو مسيرة بيت " على الأقل.

 

 


 

ربة البيت وأولوية راتب التقاعد

من جانبه يساند المتقاعد السيد عاشورعن العمل وجهة النظر السالفة، مشيرا إلى أن هذا النعث يعد معيبا، فلا يعقل أن نتعامل مع ربات البيوت بهذه الطريقة، واللواتي لا يرتحن إلا حين يدرن وجوههن للتراب، باعتبار أن وضعيتهن الاجتماعية داخل البيت لا تسمح لهن بالتقاعد من هذه المهمة مع أخذ تعويضات عن ذلك، قائلا بأن ربة البيت التي أفنت عمرها على تربية الأبناء هي الأولى بالحصول على راتب التقاعد، ولو رمزيا من طرف الزوج لتحسيسها بفاعليتها.
موضحاً: " المرأة في عصرنا الراهن أصبحت تقوم بأدوار مزدوجة، فهي مجبرة على العمل داخل البيت وخارجه".

 

 

 

الغرامة والمسائلة القانونية عوضا عن صفة ذميمة  

 


من جانبها تحكي الآنسة فاطمة بن حماديعن معاناتها مع بطاقة التعريف الوطنية، بالقول بأنها بعد تخرجها من كلية الحقوق سعت لإتمام دراستها العليا إلا أن منطق المحسوبية حال دون ذلك، كما أن الظروف لم تساعدها على ولوج الوظيفة العمومية، رغم اجتيازها العديد من المباريات خاصة تلك المتعلقة بسلك القضاء، غير أن سيادة منطق الزبونية وتبعا لها حرمتها من تحقيق هذا الحلم، لتبقى عرضة للبطالة مدة كانت فيها بطاقة تعريفها الوطنية قد انتهت صلاحيتها، ولم تقم بتجديدها لكونها لم تكن لتقبل أن تحمل صفة تعتبرها ذميمة، وكانت مقتنعة بهذا الخيار متحدية احتمالات الاعتقال أو دفع غرامة لكونها تحمل بطاقة منتهية الصلاحية.

 

مطالبات بحملة تضامنية لرفع الظلم


السيدة فاطمة أكلازأستاذة بالتعليم الثانوي وفاعلة في المجال المسرحي والسينمائي، التمست في حديثها لـ "عربيات"، من كل الهيئات والمنابر الإعلامية العمل سويا على تنظيم حملة تضامنية في سبيل رفع الحيف على النساء اللواتي يفرض عليهن قسرا وضع صفة " بدون " كمهنة، هذا مع العلم أن هذه الصفة تحقيرية في حق النساء اللواتي يشتغلن ويؤدين وظائف إما كربات بيوت أو كخادمات أو ما شابه ذلك، موضحة: "مبدأ الإنصاف والكرامة يقتضي مراجعة تصنيف المهن عندما يتعلق الأمر بالنساء، و يستوجب الاعتراف بالأدوار التي يؤدينها في المجتمع كيفما كانت طبيعتها"

 

 

 

المجتمع المدني والاجماع على صفة "بدون" لا تليق بمرأة او رجل 

 

من جهتها ترى النائبة البرلمانية بسيمة الحقاويأن الأمر أصبح متجاوزا الآن في بطاقة التعريف البيوميترية الحالية، مذكرة بالنضالات التي خاضتها كل التنظيمات النسائية بمختلف تياراتها للدفاع عن المرأة بإزالة عبارة "بدون" في توصيف مهنة المرأة، لكونها إنسان يعمل 24 ساعة على 24 ساعة وأسبوعا على أسبوع وسنة بعد سنة دون الاستفادة من العطل.
وشددت بأن هناك إجماع للمجتمع المدني، بكون هذه الصفة لاتليق بالمرأة ولا بالرجل، داعية إلى النضال من أجل حماية هذه الفئة من الإهانة لأن صفة "بدون" في نظرها، تكرس الإهانة و التقزيم كما تعبر عن بلادة الجهات الرسمية.
وتساءلت النائبة كيف يمكن وصف الأطر العليا والكفاءات الشابة بأنها بدون مهنة، مع أن الذنب والمسؤولية يقع على عاتق السياسات الحكومية واستراتيجيات الدولة التي رمت بهم إلى شارع العطالة والبطالة .

 


الباحث حسن قرنفل: هذا احتقار مابعده احتقار


واعتبر الباحث في علم الاجتماع حسن قرنفل، إثبات صفة "بدون" بالنسبة لربات البيوت في الوثائق الإدارية وبطاقة التعريف الوطنية من الإجراءات الإدارية المشينة والمهينة لوضعية المرأة ومساهمتها في المجتمع، ويرى أن على السلطات المعنية وضع "ربة بيت" كصيغة ومقترح جيد عوض "بدون" التي تخلف اشمئزازا في نفوس النساء وكأن لا دور لهن.
وأشار قرنفل، أن مديرية الإحصاء بالمغرب، ومن خلال بعض بحوثها في العالم القروي المنجزة مؤخرا، كانت تقف في استنادها على بيانات النساء القرويات على صفة " بدون عمل" لكن فرق البحث وبناءا على اللقاءات المباشرة والميدانية ستكتشف أن هؤلاء النساء القرويات الحاملات لصفة "بدون"، يندرجن ضمن الفئة النشيطة في المجتمع ويمارسن أنشطة مدرة للدخل وفي بعض الأحيان يعملن أكثر من الرجال .
وفيما يخص ربات البيوت اللواتي يقمن بالأعمال المنزلية وتربية الأبناء، أكد قرنفل على أنهن يعانين من الإقصاء والتهميش، و نعتهن بهذه الصفة يحمل ازدراءا، في حين أن العمل الذي يقمن به، لو قامت به امرأة ثانية باعتبارها خادمة أو مساعدة أو مربية لتقاضت عنه أجرا، وهذا يعني أن ما يقمن به نشاط مدر للدخل لكنه على مستوى الأسرة والعلاقة الزوجية يندرج ضمن واجبات وحقوق العشرة الزوجية حسب الموروث الثقافي.
وأعرب الباحث عن أسفه من كون السلطات تلصق أيضا بالكفاءات النسائية من ذوي الشهادات العليا المعطلات عن العمل صفة "بدون"، معتبرا ذلك تنقيصا من قدراتهن وقيمتهن العلمية والاجتماعية، وبالتالي وبحسبه فهذا احتقار ما بعده احتقار، قد يدفع ببعضهن إلى التحايل على القانون قصد التهرب من ويلات " بدون" في الوثائق الإدارية، مشيرا على أحتى وإن كانت البطاقة الوطنية الجديدة البيوميترية لاتشير إلى المهنة في بياناتها لكنها ضمنيا تتضمن وثائق إدارية تشير إلى المهنة.
 


البطالة والإسكان والتعليم على رأس قائمة الأولويات، والإطار الزمني والخطط المصاحبة ضمان للتنفيذ

$
0
0

مع عودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى أرض الوطن حلت بشائر الخير بمجموعة من القرارات والأوامر الملكية التي صافحت المواطنين مستجيبة لتطلعات كافة فئات المجتمع في توفير حياة كريمة. ومع عدد من الخبراء والمحللين تقرأ "عربيات" أبرز ما جاء في الأوامر الملكية من توجيهات للتعرف على انعكاساتها.
 

حسين شبكشي: القرارات واجهت أهم التحديات بحلول قصيرة وبعيدة المدى

في قراءة للأوامر الملكية يقول رجل الأعمال والإعلامي حسين شبكشي: "من الواضح وجود توجه لإيجاد حلول لعدد من المشاكل ومن بينها مشكلة البطالة التي صدرت بشأنها عدة توجيهات من بينها رفع رأس مال البنك السعودي للتسليف حتى يتمكن من تمويل ورعاية عدد أكبر من المنشآت الصغيرة والناشئة وبالتالي يتحول العاطل من باحث عن عمل إلى صاحب عمل خاص، وكذلك تخصيص جزء من موارد صندوق تنمية الموارد البشرية لتقديم إعانات مالية مؤقتة للشباب الباحث عن عمل كحل عاجل وسريع يعالج انعكاسات أزمة البطالة إلى أن يتم تطبيق الحلول الجذرية. كما تضمنت الأوامر الملكية توجيهات ستسهم في توسيع قاعدة صندوق التنمية العقارية وإيجاد حلول لمشكلة المساكن، واللافت كذلك الإهتمام بدعم التعليم من خلال إلحاق المزيد من المبتعثين ببرنامج الإبتعاث الخارجي في تخصصات تنموية هامة".
  

الإطار الزمني والخطط المصاحبة تؤكد على جدية التوجيهات، والتجربة أهم برهان

واعتبر شبكشي أن مشاكل البطالة والإسكان والتعليم تعد من أهم التحديات التي واجهتها الأوامر الملكية بحلول حكيمة، قائلاً: "الملاحظ أن التوجيهات استجابت إلى الاحتياجات الفعلية، وتضمنت حلول سريعة بالإضافة إلى التوجيه بدراسة الحلول بعيدة المدى ووضع إطار زمني لتقديم الدراسات والحلول الجذرية المقترحة، وبذلك أعتقد أننا الآن نقف على أرضية مهيئة للبناء في الإتجاه الصحيح ولاستقبال المزيد من القرارات بناءًا على معطيات الدراسات التي تم التوجيه بالإسراع في تقديمها".
 

وعن إنعكاسات ذلك على المواطن، يقول: "هذه رسالة من خادم الحرمين الشريفين تؤكد للمواطن أن القيادة تحمل الهموم التي يحملها وتشعر بصعوبة البحث عن عمل والحصول على قرض سكني، والتجربة أهم برهان، حيث نتمنى أن لاتعطل البيروقراطية هذه النوايا العظيمة والتوجيهات الحكيمة بل تتحول الآمال إلى واقع في القريب العاجل ينعكس إيجاباً على الإقتصاد بشكل عام، فعلى سبيل المثال تيسير الحصول على القروض السكنية سيساعد القطاع الإنشائي والمقاولات على التوسع، ومن المتوقع أن يخلق ذلك فرص وظيفية لتغطية كافة متطلبات البناء والأثاث وغيرها، فالإستفادة كبيرة ومن الواضح أن القرارات كانت مدروسة وليست مجرد مسكنات كما يعتقد البعض".
 

الدكتور خالد الحارثي: القرارات عكست الدراية بالإحتياجات والأولويات

أما الدكتور خالد الحارثيرئيس مركز "آرك" للاستشارات فعلق قائلاً: "إن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله أبى إلا أن يعود إلى أرض الوطن ببشارات تسعد شعبه، أبرزها من وجهة نظري قرار تثبيت بدل غلاء المعيشة بمقدار 15% ضمن الراتب الأساسي في مدة أقصاها ثلاثة أشهر وإقرار إعانة مالية مؤقتة للشباب الباحث عن العمل حرصاً على توفير الحد الأدنى لتصريف الأمور المعيشية، وهو مايتم اللجوء إليه في دول عديدة اليوم في ظل محدودية فرص العمل، وأعتقد أن الدور المناط بصندوق تنمية الموارد البشرية سيكون كبيراً لضمان وضع الآليات والإجراءات الدقيقة والسليمة لتطبيق هذا القرار بالإضافة إلى المساهمة في تنمية قدرات ومهارات الشباب بما يتناسب مع سوق العمل".
 

وخالف الحارثي الآراء المطالبة برفع الحد الأدنى للأجور، قائلا: "التدخل في الحد الأدنى للأجور يتنافى مع حرية السوق ومع الاتفاقيات الدولية التي تلتزم بها المملكة العربية السعودية، كما أن وزارة العمل أشارت في وقت سابق إلى عدم وجود توجه لمثل هذا الإجراء الآن، أما الخطوة التي بادر بها خادم الحرمين الشريفين فهي الخطوة المناسبة في الوقت المناسب الذي يشهد ارتفاع معدلات البطالة بسبب ازدياد التعداد السكاني وعدد الخريجين والأزمة المالية العالمية وماخلفته من تباطؤ اقتصادي انعكس سلباً على ظاهرة البطالة، فكانت هناك حاجة كبيرة إلى مثل هذه القرارات ليتمكن الباحثين عن عمل من تغطية تكاليف المعيشة".


ضرورة تلافي إفراز التعليم لظاهرة (البطالة الإحتكاكية)

ويضيف الحارثي عن انعكاسات الأوامر الملكية على قطاع الشباب تحديداً، بقوله: "الأوامر المتعلقة بتوسيع نطاق برنامج الإبتعاث ليشمل عدد أكبر من المبتعثين في تخصصات معينة توضح أن الدولة على دراية باحتياجاتها الفعلية، أما بقية التخصصات فهي إما متوفرة في الجامعات السعودية أو هناك فائض من خريجيها لا يمكن لسوق العمل استيعابه، لذا أتمنى أن يتم إغلاق بعض التخصصات لفترة معينة حتى يتم امتصاص هذا الفائض أو على الأقل الحد من عملية القبول والتسجيل فيها لتلافي ما يسمى بـ(البطالة الإحتكاكية) التي تنشأ عن عدم التوافق والتوازن بين مخرجات التعليم و متطلبات سوق العمل"... ويضيف: "القطاع الخاص اليوم أكثر دايناميكية واحتياج لمهارات في اللغة وفي استخدام التقنيات والأساليب الإدارية الحديثة، ومتى ماتوفر ذلك في الشاب السعودي سنتمكن من مواجهة اجتياح العمالة الوافدة لبعض المجالات المهنية والفنية، لذا نأمل أن تتمكن المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني من تأهيل الشباب بالشكل المطلوب حتى لا يواجه القطاع الخاص مشكلة الحاجة إلى إعادة تدريب وتأهيل الخريج قبل توظيفه".


بعض القرارات عالجت قصور وجمود الأنظمة واللوائح

ويستطرد الحارثي قراءته للأوامر الملكية، قائلاً: "الملاحظ أن بعضها قد جاء مصاغاً لمعالجة بعض الأنظمة واللوائح التي لم يتم تحديثها منذ زمن بعيد ومنها على سبيل المثال القرارات المتعلقة بالتنمية العقارية، وأعتقد أنها خطوة نحو تطوير وتحديث الأنظمة لتدعم وتتوافق مع الخطط التنموية. كما أن أغلب القرارات كانت مرفقة بخطط وتوجيهات وإطار زمني للتنفيذ ولإطلاع ولي الأمر على النتائج والتنفيذ، مما يكشف عن أن التوجيهات واضحة وصريحة، ومؤكدة على أننا نعيش مرحلة تطوير وإصلاح حقيقي سنجني ثمارها بإذن الله".
 

ريم أسعد: ضرورة أن تشمل الإعانة الذكور والإناث

ريم اسعدالمحلل الاستثماري وأستاذة التمويل والاستثمار في كلية دار الحكمة، ثمنت العطاء وتخوفت من التنفيذ، بقولها: "نهنيء أنفسنا أولاً على عودة خادم الحرمين الشريفين الى أرض الوطن سالما، وللأمانة أشعر بسعادة يداخلها الفخر لأنه مليكنا الذي يملك دائماً الرؤية الحكيمة في إصدار القرارات والتشريعات المناسبة لشعبه، أما ما أخشاه فهو أن لايرتقي التنفيذ إلى هذه الرؤية والتطلعات الصادقة".


وعن قرار تقديم الإعانة المالية المؤقتة للعاطلين عن العمل، تقول: "في أغلب الدول المتطورة اقتصادياً يطبق هذا الأمر، فالإعانة تكون لفترة محددة يصاحبها في بعض الأحيان بطاقات لشراء المواد الغذائية والحصول على العلاج في المستشفيات، أما وقد صدر قرار الإعانة المالية فأتمنى أن تشمل الذكور والإناث، وأخص الإناث اللاتي ليس لهن عائل أو يبحثن عن وظيفة لإعالة أسرهن".
 

مساواة المواطن بالوافد في الحد الأدنى للأجور

وأشارت أسعد إلى ضرورة تحديث بعض التشريعات التي بوسعها أن تدعم الخطوات الرامية إلى الحد من البطالة، بقولها: "وفقاً للتقارير والإحصائيات العامة تبلغ نسبة البطالة بين النساء 29% وبين الشباب 10% إلى 12% من إجمالي قوة العمل، وبالتالي لابد من تحديث الأنظمة والتشريعات المتعلقة بالتوظيف في القطاع الخاص للتحفيز على الإلتحاق به خاصة وأن القطاع العام لايستوعب بهيكلته الحالية الأعداد المتزايدة من العاطلين عن العمل، ومن بين هذه التشريعات مايتعلق بالحد الأدنى للأجور شريطة تطبيقه على المواطن والمقيم حتى لا يتم إحلال المواطن بالوافد  بذريعة أنه يتقاضى أجر أقل".

 
الدكتور عبدالمحسن القحطاني: دعم الأندية الأدبية ينعكس على الحراك الثقافي ويوسع نطاق انتشار المعرفة 

وفي تعليق على دعم الأندية الأدبية يقول رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبد المحسن القحطاني: "الأندية الأدبية حاضنة للكلمة التي انطلقت في عهد خادم الحرمين الشريفين وباتت حرة وبناءة، تتسم بالعقلانية والواقعية والصدق. ولعل تقدير خادم الحرمين الشريفين للكلمة المعبرة والمؤثرة التي تحتضنها الأندية الأدبية هو ما دفعه إلى الحرص على دعمها لتخدم كافة أطياف المجتمع"... ويضيف: "لكي تمارس الأندية الأدبية الدور المطلوب وتسهم في الحراك الثقافي والأدبي والمعرفي، فهي بحاجة إلى البنية التحتية أو المقرات التي تمارس من خلالها أنشطتها والموارد البشرية والمالية، ولو تمكنا من دعم دور الأندية الأدبية وإمكانياتها في كل منطقة ستكتمل المنظومة وتشع الكلمة النيرة البناءة والحوار الذي قام خادم الحرمين الشريفين بتأسيسه وترسيخه، فمن خلال الأندية الأدبية بوسعنا نشر ثقافة الحوار وإقامة الندوات التفاعلية المختلفة على مدار العام".

 


مواكبة تقنيات النشر الإلكتروني أحد أهدافنا لنشر الثقافة والمعرفة

وبسؤاله عن ما إذا كانت الأندية الأدبية قد أدت دورها، أجاب: "نعم، لكن المجتمع يتطلع إلى المزيد، وما أتمناه من كل شخص ينتقد أداء الأندية الأدبية أن يقوم بزيارتها أولاً ليتمكن من تقييم ماتقدمه وفقاً للإمكانيات المتاحة لها"... أما عن إسهامات نادي جدة الأدبي الأخيرة، فيقول: "قام النادي بإصدار أكثر من 22 عدد لخمس دوريات، وقد واكبنا التقنيات الحديثة بتوفيرها على الإنترنت بالإضافة إلى النسخ المطبوعة، كما سيتم مناقشة إصدار الكتب الإلكترونية بهدف نشر الثقافة والمعرفة لمختلف فئات المجتمع".
 

الحظ..صدفة جميلة أم تخطيط محكم؟

$
0
0

الحظ كلمة تتكرر كثيرا في حياتنا اليومية وإن كان في صيغ تعبيرية مختلفة مثل: الزهر، النصيب، المكتوب، القضاء والقدر، والفارق بين جميع هذه الكلمات يتباين من شخص إلى آخر حسب السن والجنس والمستوى الثقافي والتحصيل العلمي، إذ يراها البعض شيئا واحدا لا يتجزأ بينما يعتبر الآخرون ذلك خلطا في المفاهيم ناجم عن غياب الوعي وقصر في النظر. أما مسألة الإيمان بـ" الحظ " بمدلوله الشامل والسائد لدى كافة الشرائح الاجتماعية بمن فيها المتعلمين طبعاً فهذا ما اجتهدت عربياتفي طرحه بكل حيادية على أكبر عدد ممكن ممن التقينا هم من كلا الجنسين، وحاولت بالتالي سبر آرائهم حول قضية مطروحة دائما كسؤال يبحث عن إجابة شافية فكان هذا الاستطلاع.

 


هل تؤمن بالحظ ؟

 


في البداية توجهنا بهذا السؤال إلى الشاب عزيز قربوعة 42 سنة بائع كتب ومثقف فرد قائلا :" إن الحظ في ظني هو صيرورة أحداث قد تتوافق مع نظرة وطريقة عمل البعض من الناس، فيعيشون في سعادة وانسجام مع محيطهم بحيث يدركون ما يريدون في يسر وسهولة بينما يحدث العكس مع الآخرين، فيتعسون ويخيبون إلى درجة تصيبهم باليأس والإحباط ، الشيء الذي يزيدهم فشلا وانهيارا في سلم الحياة وأذكر في هذا الإطار "كاتب ياسين"- الروائي الجزائري المعروف والتي كانت رواية" نجمة" خير عليه، حيث فتحت عليه باب السعد طوال حياته، وأنقذته بإيرادات طبعها مرارا من شر الفاقة والبؤس ولم يكن يتوقع ذلك مطلقاً، سيما وقد كانت هذه الرواية سببا في ذيوع شهرته الواسعة في مناطق عدة من العالم، فهل هي ضربة حظ أم خلاصة جهد إبداعي كان حتما سيعود على صاحبه بالإيجاب بطريقة أو بأخرى .

 

ابتسام الحظ مكتوب، وعلى الإنسان العمل لتغيير حظه


و من جهته يجيب الشاب لونيسي 43 سنة (تاجر مواد الغذائية ) عن سؤالنا قائلا :" أنا لا أومن بالحظ لكنني أؤمن بالقضاء والقدر، غير أنني مع ذلك أظل في حيرة من بعض الأشخاص الذين أحتك بهم يوميا، إذ أجد أحدهم " محظوظاً" جدا بحيث لو خدش الجدار يطلع له كنز، بينما لو ذهبت أنا إلى المناجم الراقدة في بطن "الأهقار"(منطقة في صحراء الجزائر شهيرة بمعادنها) وحفرتها بأظافري وأسناني شبراً شبراً فلن أنال من جهدي سوى الحجر والغبار!!، إنه في رأيي أمر عجيب ولا أجد ما أفسره به اللهم إلا كما تقول العامة ...مكتوب !" .
الآنسة صوفيا (طالبة جامعية سنة تحضيرية 21 سنة) كان لها رأي في هذا الموضوع فقالت :" أنا أؤمن كلية بوجود الحظ إذ هناك الكثير من الناس يكدون ويجتهدون في الدراسة والعمل ويأملون في الوصول إلى نتيجة إيجابية لكنها لسبب من الأسباب تأتي سلبية وتخيب ظنهم فكيف نفسر كل هذا؟، أليس هو الحظ ؟، أم تراه قضاء وقدرا من عند الله سبحانه وتعالى ؟، أتمنى على العموم أن يبتسم لنا هذا الحظ في المستقبل ولو ب10 في المائة فقط".
وتجيب الشابة صبرينة  (24 سنة المستوى الدراسي نهائي وهي عاطلة عن العمل ) عن السؤال قائلة:" الحظ عندي هو القضاء والقدر و بالتالي فإن الله هو الذي يحدد نصيبنا في الحياة بلا أدنى ريب، كما أؤمن بأن الحركة والعمل مطلوبان لتحقيق ما نصبوا إليه، فتوفير الأسباب ضرورة وحسن تدبير".


الحظ صدفة تؤثر عليها عوامل عدة

السيد ناصر سميرة - رجل أعمال، 44 عاماً-  له تصنيف مختلف للحظ حيث يرى أنه الصدفة موضحاً :" الحظ في تعريفي الشخصي هو الصدفة ، لماذا ؟ الإجابة تظل في رأيي غامضة فهناك من يبذل مجهودا ويحصل على ما يريد بينما يفعل آخرون ذلك فيمنون بالفشل الذريع ؟ لكن يمكننا أن نفسر نجاح هذا الشخص أو ذاك على ضوء جملة من العوامل الداخلية والخارجية فهناك التجربة والذكاء والجرأة والظروف المواتية ، العلاقات العامة ، المستوى الاقتصادي ، توفر الفرص الخ، غير أنني أظل في عجب من فشل بعض الناس الأكفاء والموهوبين ونجاح الكسالى والمتخاذلين وإن كان ليس كقاعدة دائمة الثبات، وقد يرى بعض الناس في هذا " مكتوبا " لكنهم يجهلون بأن الله لا يظلم أحد ولا يفضل هذا على ذلك إلا بالعمل الصالح وعليه فالمكتوب في الحقيقة هو ما سبق في علم الله عن الأعمال التي نختار فعلها وبإرادتنا وأي مفهوم خارج هذا الإطار التعريفي أتصور أنه خاطئ وغير منطقي".
الشابة فيروز - ليسانس علم الاجتماع وطالبة في اللغة الفرنسية جامعة قسنطينة،23 عاماً-  فكان ردها كما يلي :" الحظ عندي بالمختصر المفيد هو شيء من عند الله عز وجل والباقي من إرادة الإنسان وهناك مثل شعبي ذائع هو (أنت عليك يا عبدي بالحركة وأنا علي بالبركة) هذا في اعتقادي هو الحظ وأنا أؤمن به مائة بالمائة".

 

الحظ لا يبتسم إلا للمجتهدين، والأمم المتقدمة خير شاهد


 وردا عن نفس السؤال أكد لنا السيد نور الدين مزهود  - فنان كاريكاتوري بصحيفة الخبر الرياضي المعروف باسم ميميش، 44عاماً -  على أن الحظ اجتهاد بنسبة 70 في المائة و20 في المائة صدفة، حيث أن الأشخاص المجتهدين هم الأكثر حصولا على فرص النجاح والعمل والبروز والتألق فيما غيرهم يظلون الأدنى حظا على عدة أصعدة وهذا هو قانون الوجود الأزلي وفي المقدور التأكد في يسر من صحة هذا الحكم العقلاني الساطع الوضوح، إذا جاز لي التعبير وذلك بالنظر إلى الأمم المتحضرة والمتقدمة التي تعمل بهذا المبدأ في حين تبقى الدول المتخلفة حبيسة أفكارها القاصرة و البائدة والبعيدة عن روح الواقع وقوانينه الكونية الثابتة.

 

 


لا مكان للحظ في الحروب، وهذا الدليل على أن لا تفسير غيبي للحظ


وبالنسبة للسيد عبد الكريم - 39 عاماً،  أستاذ علم المناجم بالمركز الجامعي بمدينة تبسة شرق الجزائر-  فإن الحظ في تصوره هو: "حساب احتمالات إذ أثبت العلم عن طريق المعادلات الرياضية الدقيقة أن ما نسميه بالحظ ما هو سوى تحقيق لاحتمالات تقع لهذا أو ذاك ولا وجود لتفسير غيبي خارج هذا النسق المعرفي، وأعتقد أن شؤون الحياة جميعها مرتبطة أولا وأخيرا بإرادة التخطيط وحسن التنفيذ، وبالتالي فالنجاح والفشل مسألة نسبية تخضع لهذين المعادلتين، ثم إذا أردنا التدقيق أكثر فإننا لا نجد مثلا مكانا للحظ في الحروب إذ أن أي تفكير بهذه الطريقة يفضي إلى انهزام أكيد، ولعبة الشطرنج أجمل مثال على هذا الكلام".


الشابة عايدة -21 عاماً،  طالبة في الصيدلة معهد العلوم الطبية جامعة قسنطينة - لا تؤمن بالحظ موضحة:" أنا لا أؤمن بشيء اسمه الحظ أو (الزهر) لاعتقادي ببديله إن صح التعبير وهو القدر فوقوع الأحداث السارة أو عكسها قدر، والحديث عن الحظ مجرد مجاراة وانسياق مع الأقوال اليومية السائدة، ثم أن البعض يهرب كثيرا من مسؤوليته ليتعلل بهذه العبارة (ليس لي حظ)، في حين كان الموقف يحتاج منهم إلى جدية وتأكيد أكثر للذات باتخاذ الأسباب الكونية".
وتختلف معها الشابة صبرينة -24 سنة متخصصة في الإعلام الآلي - حيث تقول: " الحظ في قناعتي يساوي الصدفة فعلى سبيل المثال نحفظ ونستعد لخوض الامتحان بكل عزم وثقة وفي الأخير نجد الأسئلة ليست كما توقعناها وهو بالتالي حظنا التعيس والعاثر، بينما البعض الآخر قد يكتفي بمراجعة جزء من الدروس فتأتيه الأسئلة مثلما يود ويشتهي أليس هذا هو الحظ أو الصدفة الجميلة –سميها كما شئت – وعلى كل حال هذا رأي الشخصي."


الحظ إرادة، وابتسام الحياة للبعض امتحان من الله


وبنفس السؤال توجهنا به إلى السيد أحمد شعباني - حرفي في صناعة الجلود 45 عاماً -  فقال :" الحظ في تعريفي هو إرادة، فالذي يوفر الشروط اللازمة لتحقيق هدفه ينجح ويفوز ومن هنا لا يوجد في اعتقادي ما يسمى عند الكثيرين بالحظ أما بالنسبة لأولئك الذين ابتسمت لهم الظروف عن طريق الميراث أو اليانصيب الخ فهذا ربما يفسر بكونه " هبة " من الله يخص أو يمتحن الله بها البعض من عباده لحكمة يعلمها."


الحظ: الفرصة المناسبة في الوقت المناسب

وسألنا السيد الزبير - صحافي، 28 عاماً-  عن مفهوم الحظ في نظره حيث رد بالقول:"الحظ كلمة كثيرا ما تتردد على أفواه الناس فمنهم من يعتبرها خرافة ومنهم من يعتبرها واقعا معاشا، وتستعمل هذه الكلمة سواء من الذين رضوا عن مسيرتهم في هذه الحياة أو عن الناقمين عنها، حيث أضحت هذه الكلمة مشجبا لكل من يريد تعليق فشله وعدم تحمل مسؤولية إخفاقاته فيزعم أنه الحظ وراء ذلك.
كما أن هناك من الناس من ينسب نجاحات الآخرين إلى الحظ بالنظر إلى الفرص التي أتيحت لهم، ولهذا ربما يكون الحظ في المعنى العام هو الحصول على الفرصة المناسبة في المكان المناسب والوقت المناسب وهي بالتالي كلمة مرتبطة بنسبة النجاح في أي مجال من مجالات الحياة.
أما في المجال الديني فإن الحظ عند المؤمن هو الفوز بالجنة وذلك مصداقا لقوله عّز وجل " وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم"


الحظ: احد قوانين عالم الغيب، وحقائق اليوم هي أحلام الأمس


وقد توجهنا بالسؤال إلى الدكتور أبو بكر جيملي - الأستاذ المحاضر بجامعة سطيف بالجزائر والمختص في علم الاجتماع - فكان رده مقتضبا وموحيا، حيث قال:"العالم الذي نحيا فيه له قسمان، قسم فيزيقي يحكمه المنطق والعقل والحسّ، وقسم ميتافيزيقي تحكمه قوانين لا ندركها ولا نفهمها، ولو كانت الحياة خاضعة فقط لقوانين الحياة الفيزيقية، لكانت ربّما حياة استاتيكية تطبعها الرتابة والملل، ولكنّ قوانين الحياة الميتافيزيقية هي التي تعطي للحياة معاني الديناميكية والتغير، وما نطلق عليه نحن الحظّ، ما هو إلاّ أحد قوانين عالم الغيب، التي اقتحمت عالم الشهادة لتعطيها نكهة العيش، والحلم والتطوّر والتقدّم، لأنّنا في كثير من الأحيان نبالغ في التفكير بالمنطق الفيزيقي، فنلغي فرصا قد تكون بانتظارنا، بل إنّه من دون حظ، وقد نمنع أنفسنا من مجرّد الحلم، رغم أنّ حقائق اليوم هي أحلام الأمس، وبالتالي فإنّ دورات التغيير والحضارة ستصبح خطوطا مستقيمة، ليظلّ المتقدّم متقدّما، والمتخلّف متخلّفا."

كانت هذه بعض الرؤى التي حصلت عليها عربيات، ونسعد بمشاركتنا والقراء تجاربكم ورؤيتكم عن الحظ أو الصدفة أو "الفال" باختلاف مسمياته.

الانهيارات الصخرية في جبل كرا تخلف اصابات وضحايا

$
0
0

رائد بن جعفر الغامدي شاب من الطائف عمره 29 سنة، أراد أن يذهب لأداء مناسك العمرة في شهر رمضان وعند مروره بطريق جبل كرا حدثت انهيارات صخرية فتوقف بسيارته ليبعد بعض الأحجار عن الطريق لكن صخرة سقطت عليه من قمة الجبل فمات.
قضية الانهيارات الصخرية بجبل كرا ليست حديثة العهد، بل أن إهمالها جعل منه بداية لم تنتهي وقد تصبح مشكلة أزلية.
فالإدارة العامة للطرق بمحافظة الطائف لا تتحرك لعمل الصيانة اللازمة وحماية المسافرين، حيث تركز على جمع مخلفات الانهيارات الصخرية من صخور وأتربة من الجهة اليمنى لتصبها على الأودية المطلة على بقية طريق عقبة جبل كرا من الجهة اليسرى.

 عربياتفتحت ملف القضية مع الدفاع المدني بالطائف، ومع الإدارة العامة للطرق بمحافظة الطائف، ومع أستاذ الهندسة الجيولوجية الأستاذ الدكتور بهاء الدين صدقة.
 
في البداية يوضح الناطق الإعلامي لإدارة الدفاع المدني بالطائف المقدم خالد القحطانيلـ عربيات قائلاً: "تم تشكيل عدد من اللجان تتعلق بهذا الشأن، وكان من أهمها اللجنة التي تم تشكيلها برئاسة معالي محافظ الطائف/ فهد بن عبد العزيز بن معمر، وعضوية أصحاب السعادة ومدراء الإدارات المعنية (الدفاع المدني، والمرور، والطرق، والمواصلات)، بالإضافة إلى مندوب مفوّض من الشركة المنفذة للمشروع الأخير، ومن خلال الاجتماع أوصت اللجنة بضرورة إيجاد حل جذري للقضاء على ظاهرة الانهيارات وتساقط الصخور".

وأكد القحطاني على أن الدفاع المدني لديه عدة دراسات علمية من جهات حكومية معتمدة حول مشكلة تساقط الصخور بطريق جبل كرا نظراً لأهمية المشكلة والتي دفعت بإدارة الدفاع المدني إلى استحداث مركز للدفاع المدني في منتصف طريق جبل كرا بكامل تجهيزاته وفرقه، على اعتبار أن الحوادث الناجمة عن تساقط الصخور تخلف الكثير من الخسائر في الممتلكات، وتشكل خطراً بالغاً على سلامة الأرواح.

وذكر القحطاني أن الدفاع المدني شكل عدة لجان فرعية ورئيسية لوضع اشتراطات السلامة التي يجب أن تتوافر في طريق جبل كرا، وطالب بتحديث الدراسات الجيولوجية لمعرفة التغيرات التي طرأت على جبل كرا بعد توسعته، خاصة وأن الشركة المنفذة للمشروع كانت تستخدم مواد لتفجير وتفتيت الصخور مما قد يؤثر على طبيعة وصلابة الصخور.

جمع الصخور ورميها في الأودية مخالف  لشروط السلامة

وفي سؤال عن سلامة جمع المخلفات والصخور والأتربة المتساقطة ووضعها في الأودية المنحدرة من جبل كرا أجاب القحطاني: "هذا الأمر مخالف لاشتراطات السلامة، وتسبب بمخاطر بالغاً على السياحة والبيئة الجبلية، كما يشكل خطورة على المسافرين، أو حتى على رجال الدفاع المدني الذين كثيراً ما يباشرون حوادث إنقاذ لسيارات تسقط في تلك المنحدرات، مما يجعل العمل على أرض متحركة غير صلبة وقابلة للانزلاق". ونبّه القحطاني إلى ضرورة متابعة الأنشطة والبرامج التوعوية التي تقيمها إدارة الدفاع المدني من خلال معارضها التوعوية ومن خلال رسائلها الإعلامية في الصحف المطبوعة والإلكترونية، وفي الإذاعات، والفضائيات للمحافظة على أساليب السلامة.

السيل الركامي الناتج عن رمي المخلفات أضراره كبيرة 

أستاذ الهندسة الجيولوجية بجامعة الملك عبد العزيز الأستاذ الدكتور بهاء الدين صدقةوالذي يقوم بإجراء دراسة علمية بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لدراسة مشاكل التساقطات الصخرية بعقبة الهدا، ووضع حلول لها. يقول: "ستنتهي الدراسة التفصيلية على طول طريق العقبة بامتداد 22 كيلومتر صاعد و 22 كيلومتر هابط في غضون أشهر قليلة، ومن المتوقع أن تكون الحلول العلمية والهندسية الموصى بها لكل موقع به تساقط صخري بإذن الله  قيد التنفيذ لتلك التساقطات المتعددة، وتتلخص الحلول في عمل شبكات وأسوار خرسانية وإعادة تصميم منحدرات ورش خرساني".

ويعلق صدقة حول الآليات التي تقوم بتفريغ مخلفات الانهيارات إلى جبال تطل على منعطفات بطريق جبل كرا قائلاً: "الجزء العلوي من طريق عقبة الهدا متعدد الالتواء حسب طبيعته الجغرافية، لذلك هناك أجزاء من الطريق تعلو بعضها ومن الطبيعي فإنه بعد تفريغ مخلفات المقاطع الصخرية في أعالي الأودية سواء أثناء التشييد أو بعد تنفيذ الطريق فإنها ستسقط متدحرجة لأسفل بامتداد الوادي حتى تتقاطع مع ذلك الجزء من الطريق الذي يتقاطع مع الوادي، خاصة وأن زاوية ميل أعالي الأودية تكون عالية أكثر من 45 درجة مما يسهل انزلاق الركام الصخري". ويضيف صدقة: "ومن ضمن الخواص الهندسية لهذه المخلفات الصخرية أنها غير متماسكة ومتراكمة فوق بعضها بشرط تراكمها بزاوية ميل قليلة، فإذا زادت كمية الركام الصخري المفرغ فوقها فذلك يمكنها من أن تتحرك لأسفل بسرعة، حيث تفقد تماسكها مع بعضها تحت تأثير الوزن، خاصة عند هطول الأمطار، وتسبب ما يعرف باسم سيل ركام صخري وهو ما يكثر مشاهدته على امتداد طريق أي عقبة بعد وأثناء حدوث الأمطار، وهذا السيل الركامي يتسبب في ضرر لذلك الجزء السفلي من الطريق".

عربيات حاولت التواصل قبل النشر مع المهندس عمر الحسيني مدير إدارة الطرق بالطائف، والذي استلم محاور القضية مع صور المادة، بينما لم يبدي تجاوب لمدة تجاوزت ثلاثة أسابيع.

يُذكر أن إدارة الدفاع المدني بمحافظة الطائف حصرت وقوع (13) حادث سقوط وانهيار خلفّت حالة وفاة واحدة وعدد من الإصابات بطريق جبل كرا خلال (14) شهراً وحتى نهاية شهر 4/1432هـ.

التحرش الجنسي بالأطفال.. جريمة وانعكاسات نفسية علاجها يستوجب معاقبة الجناة

$
0
0

التحرش الجنسي بالأطفال ظاهرة خطيرة بدأت تجتاح عالمنا العربي بلا خجل أو استحياء. تقتل البراءة في الصغار وتغتال بلا رحمة ابتسامات الطفولة الجميلة. لتصبح دموع الصغار في مواجهة مأساوية صعبة مع أنياب الذئاب البشرية.
الأسباب تعددت هنا وهناك في الأماكن العامة والخاصة وحتى أماكن العمل التي قد يتواجد فيها الأطفال.. والأخطر أن معدلات التحرش بالصغار ترتفع بين الأقارب فلا عجب في أن يكون المتحرش هو الأب أو الأخ الأكبر أو الخال أو العم أو زوج الأم.. إلى آخر العلاقات الممنوعة التي تدخل في إطار ما يُعرف بـ"زنا المحارم". وبين الحين والآخر تطالعنا الصحف اليومية بجريمة دنيئة من هذا النوع ويسقط على أثرها عشرات الضحايا من الأطفال تنتهي حياتهم بالكبت النفسي والخوف بالبوح وربما يكون المصير الأخير في العيادات ومستشفيات الأمراض النفسية، بينما يظل المجرم حراً طليقاً ينتقل من فريسة إلى أخرى دون عقاب ولا رادع، وفي المقابل يقف الأهل مكتوفي الأيدي لا حول لهم ولا قوة، إذ كيف يلجأون إلى الشرطة لرد حقوق أبنائهم الصغار، فالصمت أحياناً يكون هو الحل الأمثل خوفاً من الفضيحة والعار، إلا أن علماء النفس والاجتماع وخبراء القانون يرون ضرورة فتح هذا الملف المسكوت عنه في عالمنا العربي، انطلاقاً من مبدأ "خير وسيلة للدفاع هي الهجوم وكشف المستور". هذا الملف محاولة لإعلاء الصوت المكتوم، وصرخة مدوية في وجه كل منظمات حقوق الإنسان ورعاية الطفولة التي لم تحقق حتى الآن نجاحات تذكر في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة والقضاء عليها تماماً.

أعراض ومؤشرات

يتم الكشف عادة عن هذه جرائم الإعتداء أو التحرش عندما يخبر عنها الطفل، أو بوجود مؤشرات فيزيائية مثل عدم قدرته على السير أو الجلوس بشكل طبيعي، أو وجود آثار دماء على الملابس الداخلية، أو إصابات في الأعضاء التناسلية. أما من الأعراض التي تصيب الطفل فهي اضطرابات النوم والشهية للطعام، التبول اللاإرادي، إفراط في البكاء والحزن، العزلة عن الأهل والأصدقاء.


 مطالبة بقانون صارم لردع الجرائم الأخلاقية


الدكتور محمد الدحيم مستشار قانوني وقاضي سابق يعلق على هذه الظاهرة بقوله: "يخضع الحكم الشرعي الذي يصدره القضاء لنتائج التحقيق واعترافات المتهم، لأن الاعتراف هو سيد الأدلة، وفي حالات الاعتداء على الأطفال من الممكن أن يتعرض المتهم لعقوبتين مشتركة (عقوبة حد، وعقوبة تعزيرية) أما العقوبة الحدية فهي واضحة في الشرع بنص صريح، وأما العقوبة التعزيرية فترجع لاجتهادات القضاء وملابسات القضية، وإن كان المتهم متزوج واغتصب فمن الممكن أن يكون العقاب عقاب الزاني أو عقاب الحرابة وفق ملابسات القضية".  وأضاف: "أتطلع أن يتم تشريع قانون للأخلاق، وأن يكون هذا القانون صارم لهذه القضايا ولما دونها، كي يحمي الناس، فيتقدم على أثره كل من يتعرض لسوء فيما يتعلق بمجال الآداب وبموجب هذا القانون ببلاغ للقضاء والجهات المعنية لمجازاة الجاني".

حرمان الشباب من الممارسات السياسية والاجتماعية يدفعهم إلى الانحرافات


ويؤكد جورج إسحق (نائب المنسق العام لحركة "كفاية" المعارضة بمصر) أن التحرشات الجنسية التي بدأت تزداد في الآونة الأخيرة مقترنة بالفوضى في الشارعين المصري والعربي, كما ترتبط بضعف الأداء الأمني لرجال الشرطة فالساحة خالية لمن يريد أن يتحرش أو أن يسرق، كما تعود الظاهرة للخطاب الديني "المهووس" -على حد قوله- بالأمور الجنسية. مشيراً إلى أن الشباب لابد أن يفرغ طاقاته في الأشياء التي منع من ممارستها كالعمل السياسي داخل الجامعة أو العمل الاجتماعي والتطوعي، معتبراً أن نتيجة افتقاد الممارسات المشروعة لتفريغ طاقات الشباب في العديد من الدول العربية لا يجد الشاب أمامه سوى النزول إلى الشارع وممارسة الأفعال المشينة كالتحرش بمختلف أشكاله, ومؤكداً على أن الشباب فقد النموذج والقدوة التي يحتذي بها.


ضعف الوازع الديني وراء الجرائم الأخلاقية


من جانبه ربط الدكتور عبدالجبار الجاي أستاذ السنة وعلومها بجامعة الرباط وعضو المجلس العلمي لنفس المدينة في حديث خص به"عربيات" تنامي الظاهرة بضعف القوانين، مطالبا بالاستناد إلى الشريعة الإسلامية في صياغتها, وأضاف إلى هذا العامل ضعف الوازع الديني وتقليص دور الزوايا التي كانت تسهم بشكل كبير في التربية الإسلامية الصحيحة، مستدلا بالحديث الشريف " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ".

قراءة لنفسية الجاني


الشخص الذي يمارس فعل التحرش بالآخرين غالباً يكون من أولئك الذين سبق وتعرضوا هم أيضاً لأنواع مختلفة من التحرش في صغرهم، الأمر الذي يدفعهم لإرتكاب نفس الفعل، هذا ما تؤكده الدكتورة ماجدة عامر - خبيرة العلاقات الأسرية وشؤون الأطفال- حيث تقول: "يجب البحث في المشكلة من جذورها الأولى للوصول إلى أسبابها الواضحة التراكمية، فالشخص الذي يتعرض للتحرش في الصغر يكره المجتمع ويحاول الانتقام في المستقبل بتكرار الفعل نفسه مع أطفال صغار وهكذا تصبح لدينا دائرة غير منتهية من الأمراض النفسية والاجتماعية التي تتوغل في المجتمع وتصيبه بالعوار، وتواجد الطفل وحدة بعيداً عن رقابة الأهل أو في مكان منفرداً يشجع المتحرش على النيل من فريسته لتهيؤ الظروف لهذا الفعل وقد يحدث ذلك بالتهديد أو بإتباع أسلوب الإغواء حتى تسقط الفريسة في شراك المتحرش بسهولة، لذا على الأسرة أن تتفاعل مع الطفل وتفتح أبواب التصارح والتفاهم معه حتى لا يقع في هذه المشكلات، وفي حالة إذا حدث ذلك يجب أن تلاحظ الأم أي تغير في سلوك طفلها أو طفلتها وتحاول أن تعرف السبب وتلح في ذلك وتمنح الطفل الأمان لتخلصه من خوفه وقلقه ومن هنا يبدأ القرار الصحيح بالتوجه إلى قسم الشرطة وتحرير محضر بالواقعة حتى ينال المتحرش عقابه الذي يجب أن يكون رادعاً لاجتثاث هذه الجراثيم من المجتمع ويجب أيضاً أن يكون العقاب علنياً بحيث ينشر اسم المتحرش في الصحف ووسائل الإعلام حتى يكون عبرة لمن يعتبر.
وبوجه عام فإن الطفل الذي يحين الفرص التي يغيب فيها أبوه وأمه ليفعل أو يفعل به مثل هذه الأمور هو طفل لا يتمتع بعلاقة قوية مع والديه، لذا أؤكد على أن خلق حالة من الصداقة بين الطفل ووالديه تساعد في شعوره بالأمان والطمأنينة بما يحميه ويجنبه الوقوع في مشكلات من هذا النوع وبالتالي لا تكون هناك أسرار بين الطفل وأبويه من أي نوع، فالثقة المتبادلة هي التي تحكم العلاقة بين الطرفين".
وتضيف عامر: "ثمة ضرورة لربط أطفالنا بالأنشطة الرياضية والهوايات المختلفة التي تبني قدراتهم العقلية والثقافية وتمنعهم من الاندماج في جماعات وشلل وصداقات سيئة السمعة، فالقراءة مثلاً تساعد الطفل على توسيع مداركه ومعارفه وتجعله أكثر جرأة في مواجهة المواقف الصعبة كالتي قد يتعرض عليها في حالات التحرش الجنسي".

 

قراءة لنفسية الأطفال


ويعلق استشاري العلاج النفسي الدكتور محمد أيمن عرقسوسي، وعضو فريق الحماية بوزارة الصحة عن تأهيل الأطفال الذين تعرضوا للاغتصاب والتحرش الجنسي بقوله: "في العادة حينما يتعرض شخص ما لاغتصاب أو عنف يصاب بعُصَاب ما بعد الصدمة، ويتأثر علاجه بعدة عوامل، كالسن وطبيعة علاقة المعتدى عليه بالشخص المعتدِي، والدعم الأسري الذي يجده الشخص من أسرته بعد العنف الذي حدث له، وفي حال الأطفال سيؤثر العنف على  بناء شخصيتهم ونموهم وأسلوب تعاملهم مع الآخرين وتعاملاتهم المستقبلية، وبناء على ذلك لا بد أن يتعرض الطفل الذي تعرض للإعتداء  إلى تقييم شامل لمعرفة مدى تأثره، وبعد التقييم ودراسة الحالة نضع خطة علاجية شاملة وتأهيلية له ولأسرته، وبشكل عام يحتاج الطفل لدعم أسرته، ويتطلب ذلك أن يتعلم الطفل  عدد من المهارات التي من خلالها يستطيع التعامل مع الصدمة، كما يستطيع الدفاع عن نفسه كي يشعر بالأمان، فالإنسان بشكل عام إن لم يشعر بالأمن والأمان سيصاب باالقلق والتوتر والعُصَاب".


التحرش يدفع الطفل إلى عالم  الخوف وفقدان الثقة بالآخرين


وعن المقصود بالتحرش الجنسي يقولالدكتور محمد خطاب -أستاذ علم النفس في جامعة عين شمس- : "التحرش الجنسي بالأطفال مشكلة كبرى تواجه عالمنا العربي وقد استفحلت خلال السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، ويقصد بالتحرش الجنسي كل إثارة جنسية يتعرض لها الطفل من آخرين سواء بالفعل أو القول كالتلامس الجسدي معه، أو تعريضه لمشاهد (صور أو أفلام ) جنسية،  أو دفعه إلى ملامسة أعضاء المتحرش الجنسية،  أو حتى ممارسة الجنس بشكله الكامل معه سواء في صورته الطبيعية المعروفة أو الشاذة، وعموماً هذه  مسببات تدفع الطفل إلى عالم من الخوف والرعب وتؤثر على حالته النفسية سلباً وتفقده الثقة بالكبار المحيطين به، وأحياناً يخشى الطفل أن يصرح بما تعرض له لأهله أو والديه خوفاً من العقاب فيصبح تائهاً متوتراً شارد الذهن دائماً،  ويصاب بالفزع لأبسط الأسباب،  ويتجنب تجمعات أقرانه من الصغار، وقد تنتابه كوابيس مفزعة أثناء النوم، وربما ينتهي به الحال في إحدى غرف المستشفيات النفسية".

 

العلاج يبدأ بتحقيق العدالة ومعاقبة الجاني

ويوضح خطاب: "قد يتعرض الطفل أو الطفلة للتحرش في أي سن، وقد يحدث ذلك معه في سن مبكرة جداً ربما أقل من عام، خصوصاً إذا سنحت الفرصة وتواجد المتحرش مع الطفل في مكان وحدهما دون وجود رقابة من الوالدين، وقد يكون المتحرش هو السائق أو الخادمة أو حارس العقار أو أي شخص قد لا نشك في سلوكياته مطلقاً، وتلك حقيقة تؤكدها الحالات التي تعرضت للتحرش الجنسي من واقع ملفات العيادات النفسية، ومن هنا يجب ألا تغيب عين الأهل عن الطفل، فالملاحظة عن قرب مطلوبة وضرورية، كما من المهم توجيه نصائح للطفل في هذا السياق، كأن نقول له مثلاً: (لا تذهب مع أي شخص في أي مكان دون أن تعلمنا بذلك)، أو: (لا تصادق الغرباء)، ونصحه دائماً: (إذا شعرت بخطر ما،  أو حاول أحدهم مضايقتك عليك أن تصرخ وتطلب العون والمساعدة من المارة في الشارع أو الركاب في المواصلات العامة).
ومن المهم أيضاً أن يعتاد أبنائنا على المصارحة بفتح مجالات الحوار معهم، وبأن نعاملهم كأصدقاء لنا فإذا وقع أحدهم في مشكلة صعبة من هذا النوع تصبح لديه الجرأة على كشفها ليسهل الوصول إلى الجاني والقصاص منه قضائياً، فأول خطوة في العلاج النفسي للطفل المتحرش به تكمن في رؤيته للمجرم وقد وقعت عليه العقوبة الرادعة، علاوة على وجود أساليب أخرى مهمة لإعادة تأهيل الطفل الذي وقع في براثن التحرش،  وإعادة دمجه مرة أخرى في المحيط الاجتماعي واستعادة ثقته بنفسه، وقد يفيد في ذلك العلاج بالسيكودراما والعلاج الفردي والجماعي".


غرفة الألعاب لتقييم الضرر النفسي الواقع على الطفل

وعن التقييم الشامل للطفل يقول الدكتور محمد عرقسوسي:"يعتمد ذلك على الطفل وعمره وبشكل عام إذا كانت هناك صعوبة في دراسة الحالة من خلال الطفل خاصة مع الأطفال المتحفظين مع الغرباء يتم الاستعانة بغرفة العلاج عن طريق الألعاب أو التشخيص عن طريق اللعب كي يتخلص الطفل من تحفظه، بحيث يدخل غرفة بها ألعاب تشخيصية وبعد أن يهدأ ويتجاوب معها يقوم المعالج بالتشخيص وذلك عن طريق الملاحظة وسؤاله عن أشياء محددة ومن خلال ردة فعله يتم دراسة الحالة، وعن طريق الملاحظة الإكلينيكية والاختبارات النفسية الموجودة يتم وضع الخطة العلاجية، ومنها نستطيع تحديد عمق الجرح النفسي الذي وقع على الطفل وطبيعته، للوصول إلى أسرع طرق العلاج، ولا أخفي بالطبع أن أثار هذا الأمر ستظل باقية في نفس الطفل وبالعلاج يتم تأهيله لمواجهة الحياة في المستقبل، ويتعلم كيف يدافع عن نفسه وعن غيره أيضاً، وهذه الآثار المتبقية لو تم علاجها بالشكل الصحيح لن يلاحظها مستقبلاً  إلا المتخصص".


الخطة العلاجية ودور الأسرة


ويضيف عرقسوسي حول الخطة العلاجية: "الخطة العلاجية لطفل تعرض للاغتصاب تختلف من طفل لطفل وحسب الحالة وتأثر الطفل وعمره، وتختلف أيضا باختلاف الدعم الذي يجده من أفراد أسرته، وقوة الصدمة التي تعرض لها، فالطفل الذي تعرض لعنف من أحد أفراد أسرته سيحتاج لخطة علاجية أطول كون المُهدد قريب من الطفل، أما في حال كان المُعنِف من خارج إطار الأسرة وبعيد تكون استجابة الطفل أكبر والتغلب على المشكلة أسرع".
وعن حاجة الطفل الذي تعرض لاعتداء إلى تناول العقاقير في مرحلة العلاج يوضح: "في مرحلة الطفولة لا نحبذ استخدام العقاقير في العلاج إلا في الحالات المتأخرة، وفي الغالب يتم عمل جلسات علاج نفسي للطفل، ومهما كانت هذه الجلسات طويلة إلا إنها مفيدة إذا كانت تحت إشراف متخصص، وتتدخل أحيانا الأسرة في بعض الجلسات، وفي بعض الأحيان يحتاج لعلاج أسري كامل لتهيئة الجو المناسب للطفل كي تتحسن صحته النفسية".

توفير العلاج المجاني للمُعنَفِين


من جانبه دعاالدكتورمحسن بن يشو طبيب نفسي وأخصائي الاضطرابات الجنسية إلى حماية الأطفال على المستوى الاجتماعي والنفسي، وذلك بتوفير المتابعة والعلاج لضحايا الاعتداء الجنسي على نفقة الدولة خاصة للأطفال المنحدرين من عائلات فقيرة، مضيفاً: "لا بد أن يتم التعاطي مع الظاهرة بشجاعة ودون تكتم، وبجميع أشكالها التي تتمثل غالباً في ثلاث مراحل، أولها عرض صور إباحية على الأطفال، وثانيها لمس الأعضاء الحساسة، وأخرها وأعنفها الاغتصاب".

علموا أولادكم إثبات الذات


وحول دور الأسرة يقولالدكتور محمد عرقسوسي: "أتمنى أن تبتعد الأسرة عن تعنيف الضحية لأنها بذلك لا تعالجه بقدر ما تزيد من جراحه، وأتطلع أن يُعلِم الآباء والأمهات أبنائهم إثبات الذات الذي يعني أن يتحدث بحرية وصوت عالي عن كل شيء يحدث معه، وأن تقترب الأسرة من أبنائها بمعنى أن يكونوا أصدقائهم، و آن يشعروهم بالأمان النفسي وأن يكون المنزل هو مصدر السعادة النفسية للإبن كي يتم كشف أي مشكلة من بدايتها، ومن المهم أن يتم تعليم الأطفال الثقافة التربوية والتي أشار لها الإسلام، من حيث  ستر العورة، وكيفية الاهتمام بالنظافة الشخصية، وأن يعرف الطفل كيف يمنع الآخرين من الاقتراب من جسده، وأن يعلم أن هذه الأشياء مرتبطة بكرامته وشخصيته ومستقبله وعليه الدفاع عن نفسه فيها، كما أدعو الأسر إلى أهمية  تبليغ الجهات الرسمية في حال تعرض أحد الأبناء لعنف كون المجرم طليق وكما قام بتهديد سلامة طفل من الممكن أن يكرر ذلك مع أطفال آخرين، فالمجرم مريض ولابد من علاجه ويختلف علاجه وفق القضاء سواء بالسجن أو القتل.. الخ، وهذا لا يتعارض مع خصوصية الطفل التي لا بد أن يحترمها كل من الإعلام والأسرة بحيث لا يتم إعلان اسمه أو صورته".


غياب الثقافة الجنسية بالمناهج الدراسية العربية


هذا ما يؤكده أيضاً الدكتور محمد حسين أبو حديد -استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية- فالثقافة الجنسية جزء مهم من ثقافة الطفل التي يجب أن يتعلمها سواء من جانب والديه أو من خلال المراحل الدراسية المختلفة وبدرجات متفاوتة حسب عمر الطفل، ويضيف: "انتشار ظاهرة التحرش الجنسي بين الأطفال وبعضهم البعض أو من جانب الكبار ضد الأطفال يرجع سببها إلى غياب الثقافة الجنسية في عالمنا العربي الذي ينظر إلى موضوع الجنس من منظور "العيب والحرام" رغم عدم صحة ذلك في الواقع، لأن الطفل حينما يدرك هذه الأمور – بطريقة تناسب تفكيره وعقله – يكون قادراً على التعامل في المواقف الصعبة من هذا النوع مقارنة بغيره من الأطفال الذين يجهلون كل شيء عن عالم الجنس".

 

يجب أن نعلم أبناءنا الفرق بين اللمسة العادية والغير الصحية


وفي هذا الصدد يشير أبو حديد إلى الوسائل التي يمكن  أن يعتمد الأب والأم عليها لتعريف الطفل حقيقة الجنس والأعضاء التناسلية ودورها في الحياة بما لا يصدمهم ولكن بطريقة صحيحة تعينهم على إدراك الأمور فيجب أن نُعلم الطفل الفرق بين اللمسة العادية واللمسة الغير صحية، وأن يعرف جيداً أن لأعضاء جسمه ومن بينها أعضائه التناسلية خصوصية فلا يجب أن يسمح لأحد بالتدخل بأي شكل في خصوصياته، ونوضح له أن بعض الأجزاء من الجسم ليس من اللائق إظهارها أمام الغير وأنه أصبح  الآن كبيراً وليس طفلاً صغيراً حتى يتعرى أو يكشف جزء من جسمه أمام الغير.

تسييد الثقافة الجنسية ورفع العقوبات الزجرية


من جانبها تقترح نجية أديب - رئيسة جمعية (لا تلمس أولادي) بالمغرب - مجموعة من الحلول لمواجهة تنامي الظاهرة، بالتأكيد على رفع العقوبات الزجرية ضد المعتدين وفضحهم ليكونوا عبرة للآخرين، وباعتماد التربية الجنسية في المقررات المدرسية وتسييد الثقافة الجنسية داخل الأسر وفق مقاربات دينية وتربوية وثقافية يساهم الإعلام في إشاعتها والتوعية بها.

ليكون الشارع آمناً للجميع


"فيلم مهم جداً" هو عنوان الفيلم الكارتوني الذي أعده المركز المصري لحقوق المرأة مع انتشار ظاهرة التحرش بالأطفال في مصر والعالم العربي قبل سنوات ويعد هذا الفيلم الأول من نوعه بتقنية الأبعاد الثلاثية ( الـ3D )، وقد لاقى قبولاً واسعاً واستحساناً لفكرته التي تروج إلى تنبيه  الصغار من التحرش الجنسي،  ويعلمهم كيفية التصرف فور تعرضهم لمحاولات شاذة من هذا النوع. وقالت السيدة نهاد أبو القمصان مديرة المركز: "قمنا بإعداد هذا الفيلم قبل عدة سنوات في إطار حملة تبناها المركز المصري لحقوق المرأة لتجريم التحرش الجنسي سواء بالمرأة أو الأطفال الذكور والإناث وكانت هذه الحملة بعنوان (شارع آمن للجميع). قبلها بدأنا خطة عمل مكثفة لاختيار أفضل الأفكار المناسبة للفيلم من خلال شكل الصورة الكارتونية التي تجذب الطفل،  والسيناريو المناسب الذي يصل إلى الصغار دون تعقيد،  وفي الوقت ذاته بطريقة محترمه لا تخدش الحياء وبأسلوب توعوي ذكي يمكن الطفل/ الطفلة من التصرف في مثل هذه المواقف الصعبة، بحيث يستطيع إدراك الفرق بين اللمسة العادية واللمسة الخبيثة التي تعني (التحرش)" .
وتؤكد أبو القمصان أهمية عرض هذا الفيلم على الأطفال في المدارس ضمن المناهج الدراسية لتوعيتهم بالمشكلة ومساعدتهم على التصرف الإيجابي في مثل هذه الحالات بما لا يجعلهم يخافون أو يرهبون من المتحرش بل بما يزيد من ثقتهم بأنفسهم، حيث يتعرفوا على الطريقة التي يمكن من خلالها  أخذ حقهم من المتحرش الجبان، خصوصاً أن الفيلم استغرق فترة دراسة وإعداد نحو عام كامل وقامت لجنة متخصصة من الأطباء وخبراء علم النفس والتربية باختيار السيناريو الأنسب للفيلم من بين عدد كبير من السيناريوهات التي تلقاها المركز ضمن مسابقة تم الإعلان عنها قبل بدء تنفيذ الفيلم بفترة كافية، كما تم التركيز على بعض الأمور والعبارات بعينها من واقع حكايات لأطفال تعرضوا للتحرش وتم رصدها على مدار سنوات في المركز، وقد تم اختيار الكلمات المناسبة والعبارات الإيحائية المعبرة عن المشكلة من خلال 10 دقائق هي مده عرض الفيلم الذي يجسد تجربة أب وابنته "سلمى" عمرها 7 سنوات وينشأ حديث بينهما يقدم فيه الأب النصيحة بشكل صحيح وعلمي لابنته لتعرف الفرق بين أن يلمس جسدها شخص بطريقة حانية وآخر يتعامل بشكل غير صحي أو صحيح في الأماكن المختلفة التي يمكن أن يتواجد فيها أطفالنا مثل الشارع أو المتجر.
وبوجه عام فإن ظاهرة التحرش الجنسي تشكو منها المرأة والأطفال على حد سواء في جميع الدول العربية تقريباً،  سواء في أماكن العمل أو في الشوارع والميادين العامة أو وسائل المواصلات المختلفة، وينادي المتخصصون في حقوق الإنسان بضرورة تطوير القوانين الخاصة بمواجهة التحرش في الدول العربية، حتى تكون مناسبة بدرجة أكبر للظاهرة التي بدأت تستفحل بشكل ملحوظ في عالمنا العربي، فالملاحظ أنه لايوجد تشريع محدد وواضح فيما يتعلق بمسألة التحرش الجنسي بالنساء أو الأطفال، إذ غالباً تكون التشريعات المتاحة في هذا السياق تدور حول انتهاك الآداب والإخلال العلني بالحياء أو هتك العرض أو الاغتصاب بينما التحرش الجنسي يغيب من النصوص التشريعية الواضحة.

إتيكيت خاص لمنع التحرش الجنسي

 خبراء الإتيكيت والبروتوكول دخلوا على خط الأزمة التي تعاني منها الدول العربية كافة في السنوات الأخيرة، مما يؤكد ضرورة تكاتف كل الجهات والمستويات لمواجهة هذه المشكلة الأخلاقية الكبرى والقضاء عليها سريعاً قبل تفشيها في أرجاء مجتمعاتنا العربية أكثر من ذلك.
من هذا المنطلق التقت "عربيات" الدكتور سيد حسن السيد -الخبير الدولي للإتيكيت وآداب السلوك الإسلامي- الذي وضع خطوطاً وإرشادات عريضة لإتيكيت يفيد في منع التحرش الجنسي. فظاهرة التحرش الجنسي بمختلف أشكاله سواء كان لفظياً أو جسدياً نتيجة طبيعية لحدوث الانفلات السلوكي الذي يُعد من الظواهر الخطيرة التي تهدد المجتمعات، ولمعرفة أسباب تفشي تلك الظاهرة وكيفية التصدي لها وسبل الوقاية تحدث يقول سيد: "السبب الرئيس هو الانفلات السلوكي نتيجة تدهور الأخلاق حيث إن تدهور الأخلاق يؤدي إلى تراجع السلوك الإنساني المتحضر ومن أهم العوامل التي تؤدي لتدهور الأخلاق العامل الثقافي ثم العامل الاجتماعي".


اتيكيت لحماية الأطفال من التحرش الجنسي

ولحماية الأطفال من التحرش الجنسي يقدم الخبير الدولي للإتيكيت الدكتور سيد حسن السيد بعض النصائح السلوكية للآباء والأمهات على النحو التالي:
- ضرورة التأكد من عدم مخالطة أبنائهم لأشخاص منحرفين سلوكياً.
- يجب توعية الأطفال بعدم السماح للغرباء بتقبيلهم أو لمسهم أو اصطحابهم لأي مكان.
- يجب التنبيه على الأطفال في حالة تعرضهم لأي تهديد من أحد الأشخاص أن تتم الاستغاثة بصوت مرتفع مع طلب النجدة من الغير لإنقاذهم.
- يلزم متابعة الأطفال أثناء تواجدهم خارج المنزل مع ضرورة تحذيرهم من السير بمفردهم في الأماكن الخالية من السكان أو في الشوارع المظلمة.
- يجب أن يعتاد الأطفال على مصارحة الوالدين بكل ما يحدث لهم أثناء تعاملهم مع الغير، وكذلك ما يصدر منهم كردود أفعال لتصرفات الآخرين معهم.
- من آداب السلوك الإسلامي ضرورة التفريق بين الأبناء في المضاجع وأثناء الاستحمام، كما يجب تعويدهم على مراعاة غض البصر عن العورات من الصغر.

اتيكيت لوقاية الكبار من مخاطر المراهقة المتأخرة

وفي المقابل يشير خبير الإتيكيت الدولي إلى ضرورة تعلم قواعد الإتيكيت اللازمة لحماية الكبار من مخاطر المراهقة المتأخرة، حيث يقول: "الرغبة في التحرش الجنسي غالباً تظهر خلال مرحلة المراهقة لأنها تتسم بالاندفاع وعدم اكتمال النضج العقلي والاجتماعي والانفعالي، ولكن بعض الأشخاص ممن لا يشبعون مرحلة المراهقة ويتقدم بهم العمر لاسيما بعد سن (55) قد تظهر عليهم أعراض تلك المرحلة التي يطلق عليها مرحلة المراهقة المتأخرة ونتيجة لذلك قد تصدر منهم بعض السلوكيات الخاطئة عندما يتوهمون بأنهم مازالوا شباباً في العشرين من عمرهم، ومن ثم تكون لديهم الرغبة في التحرش الجنسي سواء لفظياً أو جسدياً بالأطفال والفتيات خاصة اللواتي يلازمونهم في مجال العمل عندما تكون الفرصة مهيئة لذلك.
ولوقاية الكبار من مخاطر المراهقة المتأخرة النصائح التالية:-
- في حالة الشعور بالرغبة في التحرش بالفتيات يجب ضبط النفس والتحكم في السلوك حتي يتم إعادة التوازن لتجنب الوقوع في الخطأ الذي يؤدي إلى فقدان احترام وثقة الآخرين.
- من آداب السلوك الأخلاقي مراعاة السن المتقدمة التي يجب أن تتسم بالحكمة ورزانة العقل، فعند الإحساس بالميل للتحرش على سبيل التجريب يلزم ذلك التفكير في النتائج التي تترتب علي ذلك ومنها إساءة السمعة،  وإهدار الكرامة،  فضلاً عن تصدع الكيان الأسري للمتحرشين بالأطفال أو المتحرشين عموماً.
- الانقياد للهوى بإطلاق العنان للشهوات بالتحرش الجنسي له عواقب وخيمة لأنه أحد مظاهر الانحدار السلوكي والتدهور الأخلاقي،  فهو من الآثام والمعاصي لكونه من الأفعال القبيحة والمنكرات التي يحرمها الشرع، وأيضاً  من السلوكيات الخاطئة غير السوية التي يحرمها القانون لأنها منافية للآداب العامة.


ويؤكد الخبير الدولي أن التصدي لمواجهة ظاهرة التحرش الجنسي يتطلب تفعيل القوانين الرادعة للتحرش سواء كان لفظياً أو جسدياً مع ضرورة قيام من يتم التحرش به بالإبلاغ دون حرج حتى يتم توقيع العقوبة على المتحرشين.
 

عبارات السيارات إفصاح عن ذوات أصحابها

$
0
0

انتشرت خلال السنوات الأخيرة في البحرين وفي عدد من الدول الكتابة عبارات على النافذة الخلفية للسيارات، ومن خلال الملاحظة الميدانية، فأن العبارات الدينية تشكل أكثرية هذه العبارات، بين "اللهم صل على محمد وال محمد"، "ما شاء الله"، "السلام عليك يا أبا عبد الله"، كتعويذات لحماية السيارة وراكبها، وإبراز للأيدلوجيا الدينية لصاحب السيارة.
المواطن سيد هاشم عبد الهادياختار كتابة عبارة "خد نظره وصل على النبي" لكونها بركة على السيارة من وجهة نظره، و يؤكد: "مافي أحسن منها"، بينما اختار شقيقه نصيحة ساخرة على سيارته وهي: "صير نذل يعرفونك عدل".

حافلات التوصيل كان لها نصيب أيضا من هذه العبارات والتي تقوم بدور ترويجي، لكن هذا الترويج قد يكون بالشكل الاعتيادي المتعارف عليه "النوراء للتوصيل"، وقد يخرج عن المعروف كـ "حتى جهنم نودي"، في إشارة من صاحب الحافلة إلى استعداده إلى التوصيل في كافة المناطق وبصورة فكاهية.
فيما تبرز عبارات البعض الآخر اهتمامات و"كاريزما" الشخص، إذ يضع احدهم على حافلة التوصيل الخاصة به "كل يوم ملل"، فيما تصف عبارة أخرى "يوميات رجل مهزوم"، وتمجد ثالثة فريق رياضي "أهلاوي"، كما تبرز بعض العبارات التي تشير إلى مباهاة الشخص لمنطقته، وتتصدر منطقتي "المحرق"، و "الرفاع"، وفق الملاحظة الميدانية أيضا في البحرين.

ولأن السيارة تتنقل في الميدان العام المشترك، فأن مرور سيارة تحمل عبارات تتيح للجميع رؤيتها له تصنيفات مختلفة، حيث يراها البعض شكل من أشكال فرض ثقافة ما على الآخرين خاصة كبار السن كونهم بصورة عامة أكثر فئات المجتمع تحفظاً على مستجدات العصر، ولا يرون في العبارات الدينية أمراً مزعجاً لهم أو على الأقل ليست ضمن أطار ما يثير إستياءهم، ويقول أبو خالد الخمسيني: "ما أشوف فيها شي"، ويكمل لـ عربيات مبتسماً: "بس ساعات تشوف أشياء تضحك أو ما لها معنى". ويوضح أبو خالد أحد الشباب كتب على سيارته عبارة "النخجة"، والأخيرة أحد أنواع البقوليات.
بدورها تجد أم نور محمد _52 عاماً_ الكتابة على السيارات حرية شخصية، طالما لم تسبب في تجريح أي فئة من الناس أو تخدش الحياء أو تتعارض مع أعراف المجتمع. وتشير نور -الجامعية والأم لأربعة أبناء- بأنها تضع على سيارتها عبارة تؤكد على "إن الله يمهل ولا يهمل"، أما أم محمد الستينيةفلم تنبه يوماً للعبارات المكتوبة على السيارات لكونها أمية.

كريمي: رمز للتواصل والتخاطب وكشف الهوية


وتذكر الأستاذ المساعد بالانثروبولوجيا الاجتماعية في جامعة البحرين سوسن كريميبأن العبارات على السيارات تعكس مواقف وتعاطي الإنسان تجاه الحياة و انتماءه الديني، وصورة من صور الهوية، وتعطي مؤشر يريد صاحب السيارة إيصاله إلى الناس، كما يمكن تحليل شخصية صاحب السيارة من خلال العبارة التي يستعرضها. وتضيف كريمي لـعربيات: "يمكن اعتبار هذه العبارات  كرمز من رموز التخاطب والتواصل بين البشر".

وبطبيعية الحال فأن كل هذه العبارات تسير في الميدان العام المشترك، تقول كريمي: "حينما لا تتجاوز العبارات حقوق الآخرين وهوياتهم، ولا تقلل من شأن أي أيدلوجية أخرى، و لا تحمل ضرراً فليس فيها فرض لثقافة الأنا على الآخر، ولا يخفى أن بعض العبارات تحمل ألغام للآخر".

وحذرت كريمي من ما أطلقت عليه "التبعية الفكرية" دون الوعي في العبارات على السيارات، وأشارت كريمي إلى ضرورة توخي السلامة بعدم وضع الكثير من العبارات على النافذة الخلفية للسيارة، حتى لا تحجب الرؤية.

حمزة: الجلد الثالث يتكلم


أما المختص في ثقافة الصورة والاقتصاد المعرفي جعفر حمزةفيؤكد على أن الإنسان يميل بطبيعته للتعبير عن ذاته وأفكاره بطرق شتى، حيث تتنوع وتتسع دائرة التعبير بحسب المحيط والثقافة العامة، فضلاً عن الأدوات المستحدثة التي تُساهم بطريقة أو بأخرى في إظهار ذلك النمط من التفكير في التعبير للآخر.

ويوضح حمزة لـ عربيات: "هناك التعبير بالمظهر الخارجي للإنسان من خلال مظهره وسلوكه، بل حتى جلده في بعض المجتمعات كرسم التاتو على الجسم مثلاً، وتمتد مساحة التعبير من الجلد الأول وهو مساحة جسم الإنسان إلى الجلد الثاني له وهو اللباس وتوابعه من قلائد وخواتم وساعات وغيرها، لتصل مرحلة التعبير إلى كل شيء -ملتصق- بالإنسان، ومنها دابته وهي السيارة، وهي جلد الإنسان الثالث، حيث تمثل لباساً جديداً له تظهر شخصيته ومكانته المادية والاجتماعية، لتتحول في كثير من الأحيان إلى رسالة متحركة تعكس سلوك وفكر السائق، سواء من ناحية اجتماعية، سياسية، دينية وغيرها".
ويضيف حمزة: "تحولّت وسيلة النقل تلك إلى أداة من وسائل التعبير عن الذات وشخصية السائق ومزاجه، حيث لا يكتفي البعض بوشم سيارته بعبارة أو برمز أو ملصق ذو توجه معين، حتى يضيف له رمزاً آخر من توجه آخر قد يبدو نقيضاً للأول، أو على الأقل بعيداً عن نفس لغة الشعار أو الرمز الأول، حيث يكون الأول دينياً بحتاً والآخر لا يمت بصلة بثقافة المجتمع أصلاً، وهكذا تتحول مساحة الزجاج أو قطعة الحديد على السيارة إلى تلاوين ثقافية ورسائل متنوعة تعبر عن الهوية لصاحب السيارة."
ويفصح حمزة: "يُلاحظ ظهور هذه الحركة في المجتمعات العربية والشرقية بصورة عامة، بل حتى في بعض دول أمريكا اللاتينية، وقد يعزو الأمر في ذلك إلى ما تميل إليه هذه الشعوب من التعبير -المسموع- لأفكارها وتوجهاتها، حي تسبح تلك الآراء في مختلف الصور المتاحة للتعبير من ملبوس ومركوب ومأكول ومشروب حتى، ونتذكر أن المصريين قد أطلقوا على بعض الأحذية التي قاموا بتصنيعها اسم شارون إبّان هجوم هذا الوحش على الفلسطينين وإعمال المجازر فيهم".
ويوضح: "ما نراه من تعبير بصري مكتوب أو مرسوم هي حالة متوقعة لرفع صوت الهوية بطريقة مسموعة، وتشير كل ذلك إلى صورة من صور الواقع الاجتماعي أو السياسي والديني من خلال تلك الصور المكتوبة التي تنتقل وتعلن على الملأ حضورها بطريقة متحركة أينما توجهت، وتستحق التوقف والقراءة بعمق في مداليلها ومؤشراتها المختلفة".


في شارع البديع العبارات الدينية الأكثر طلبا و"الرياضية" في الرفاع


ويشير صاحب محل سولان لزينة السيارات في الرفاع لـ عربياتإلى أن أكثر العبارات المطلوبة في محله، هي لأسماء المناطق مثل الرفاع والمحرق، ولأسماء النوادي الرياضية في البحرين، وأحيانا العبارات الدينية مثل "الحمد له "، "وتبارك الرحمن".

بينما يؤكد عبد الهادي مهدي -صاحب محل -"TOP GEAR" - على أن العبارات الدينية هي الأكثر طلبا. ويوضح لـ عربيات: " تختلف الأسعار حسب العبارات لكنها بصورة عامة تترواح من الدينار إلى الخمس دنانير، حسب عدد الأحرف، وحجمها، فالكلمات الصغيرة الحجم أغلى ثمناً من الأحرف الكبيرة الحجم، كونها تحتاج للدقة والتركيز الكبير".

الحريات العامة والمدنية في مصر بين الخوف والرجاء

$
0
0

لأكثر من ستين عاماً ظل المواطن المصري يعاني من تراجع الحريات المدنية في الدولة المصرية تراجعاً لم يسبق له مثيل منذ الحكم الإقطاعي والملكي قبل ثورة يوليو 1952. واليوم وبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، يتطلع المصريون إلى المزيد من الحريات الشخصية والمدنية تحت مظلة الدولة المدنية ودولة العدل والقانون. ولكن يبدو أن هذا التطلع قد لا يترجم واقعاً حياً إلا بعد حين من حكم الرئيس الجديد "محمد مرسي" ذي الميول الإخوانية ، فالعديد من دوائر ومؤسسات الثقافة والسياسة في مصر، تشكك في إمكانية تحقيق آمال الحرية المدنية التي يتطلع لها الشعب المصري في ظل سيطرة حزب الإخوان، مقابل آخرين يؤكدون أن مصر في طريقها لتحقيق أكبر نموذج عربي ودولي للحريات المدنية والقانونية في تاريخها، معتبرين أن ما تمر به الدولة ما هو إلا المخاض الذي يسبق مولد الحريات. "عربيات" استطلعت آراء مثقفين مصريين حول الواقع والمأمول على صعيد الحريات.

 

مؤشرات سلطوية تواجه مدنية إجبارية

صرحتالكاتبة والصحفية سلوى بكرلـ "عربيات"  بأن مناخ الحريات المدنية في مصر يشي بمؤشرين؛ أحدهما إيجابي والآخر سلبي، موضحة أن المؤشر الإيجابي يتمثل في تنامي الوعي السياسي والاجتماعي لدى المصريين الشعبيين وكذلك لدى القوى السياسية ممن شارك في ثورة 25 يناير؛ حيث أصبح الجميع في مصر حريصاً على انتزاع الحريات المدنية الإيجابية بشكل إجباري من القائمين على السلطة الحاكمة سواء كانت هذه الحريات تخص حرية التظاهر أو حرية التعبير عن الرأى إلى غير ذلك من الحقوق التي تفرضها القوة المحتجة. وأما المؤشر السلبي ـ كما تعبر عنه بكرـ فإنه يتمثل في قيام حزب الإخوان بمحاولات للتضييق على الحريات العامة في مصر، وهو ما يتضح في تدخل مجلس الشورى المصري في اختيار رؤساء الصحف القومية، وكذلك الزج ببعض الصحفيين أمثال عادل حمودة في صحيفة الفجر وغيره إلى السجن بدعوى إهانة الرئيس مرسي وكذلك ما حدث مع الصحفية عبلة الرويني في جريدة أخبار الأدب، حيث تسيطر مؤشرات سلطوية لتكميم الأفواه.  

وعن حالة الخلط بين حرية الرأى وإساءته أكدت سلوى بكر أنه أمر صحي من المتوقع حدوثه بعد كل ثورة مماثلة لثورة المصريين. 

 

الخلط بين حرية التعبير والتطاول

ومن جهته صرح الأستاذ الدكتور الطاهر مكيـ أستاذ الأدب المقارن بكلية دار العلوم بالقاهرة ـ لـ "عربيات"  بأن حرية الرأى والتعبير وما يتعلق بها من الحريات المدنية، تعاني من خلط كبير في الأذهان والعقول، خاصة أذهان وعقول أنصاف وأشباه المثقفين الذين لا يجيدون مقارعة الحجة بالحجة بل يجيدون فقط الثرثرة والطعن البذيء في مَن يختلفون معه بالرأى. 

ومن ثم يؤكد مكي أن المصريين بحاجة ماسة لزيادة الوعي الشعبي ثقافياً وذوقياً، وأنهم في ذات الوقت يحتاجون لإعلاء شأن القانون وجعله هو الفيصل في الحكم بينهم، شريطة أن يلتزم الجميع باحترام الآخر إذا ما اختلف معه؛ إذ تعاني البيئة الثقافية المصرية من أناس لا يجيدون سوى السباب والشتائم في كتاباتهم معتبرين ذلك حرية رأى وتعبير وهو ما لايتفق أبداً ومباديء الرأى المستنير القائم على البرهان العقلي والفكري. 

وتوقع الطاهر مكي المزيد من التطور في الحريات العامة في مصر مع استقرار حال الدولة وظهور معطيات الرخاء الاقتصادي والبحث العلمي. 

 

الإبداع لا يمكن مقارعته بلغة الرصاص

أما الشاعرة والروائية المصرية الدكتورة سهير المصادفةفإنها تتعجب من حالة التضييق المتعمدة التي يحاول السلفيون والإخوان فرضها على المبدعين والكتاب بالقوة، معربة عن خشيتها من أن تنقطع حالة الحوار بين جميع الأطراف في مصر بفعل المصادرة والتلاسن الكلامي المتبادل، وموضحة أن ما يحدث في مصر الآن من تضييق على حرية الإبداع وعلى الحريات المدنية والعامة، لم يكن يحدث في عصور الازدهار الإسلامي والديني قديماً؛ حيث كانت العقول تستوعب الآراء والقراءات الخارجة عن نطاق المألوف اللفظي أو الأخلاقي، وهو ما حدث مع كتب مثل "طوق الحمامة" لابن حزم، و "ألف ليلة وليلة" وغيرها من الكتب، في حين أن بعض المتدينين في الوقت الحالي يعجزون عن استيعاب ما هو أقل وطأة من هذا؛ فيصفون كتابات نجيب محفوظ بأنها تشجع على الابتذال، ويعتبرون فنون النحت والتشكيل رجساً من عمل الشيطان، ومن ثم فهم يضيقون على المبدعين، ناهيك عن دعاوى أخرى من شأنها إشاعة حالة من الخوف والفزع في الشارع المصري كما هي الحال مع دعاوى إنشاء جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى غير ذلك من دعوات التضييق على الحريات العامة. وتؤكد المصادفة كلام أن لغة الرصاص لا ولن تصلح أبداً لمواجهة لغة الكتابة والإبداع. 

 

التفاؤل بالجيل الصاعد

وحول وضع الحريات المدنية والعقلية الفكرية في مصر، صرحت الدكتورة نوال السعداويلـ "عربيات" بأن العقل المنفتح هو أساس الإبداع والرقي وتقدم الدول وازدهارها، وأن أكبر معوق لتقدم البشر هو ما تنتهجه بعض التيارات الدينية في مصر من فكر يقيني يقنع بالقريب السهل من الأمور ويستسلم لمعطيات الأفق الضيق. 

وتبدي السعداوي تفاؤلها بشأن مستقبل الجيل الصاعد من الشباب المصري الحريص على انتزاع حقه في الحياة وحقه في التعبير عن رأيه واحتلال مكانه اللائق به في المجتمع، معتبرة أن الأيديولوجية الدينية لدى التيارات الحاكمة في مصر لن تستطيع ممارسة ما كان يمارسه النظام السابق من كبت الحريات وتهميش المثقفين بعيداً عن الجماهير، كما تؤكد على أهمية أن يحرص المصريون على حقوقهم القانونية وتحقيق حياة حرة كريمة لهم ولأبنائهم تقوم على العدل والمساواة بين الجميع حتى بين أفراد الأسرة الواحدة وبين الرجل والمرأة كذلك، وهو ما تتوقع حدوثه خلال المرحلة القادمة رغم الجدل القائم حالياً حول تحجيم الحريات المدنية وحريات الرأى والتعبير . 

أنت حر ما لم تضر 

ومن جانبه أبدى عضو اتحاد المؤرخين العرب وأستاذ كرسي الحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف بالقاهرةالدكتور مجاهد توفيق الجنديلـ "عربيات" تعجبه من شريحة أشباه المثقفين في مصر ممن يريدون الحصول على حريات مطلقة عن القيد والشرط في كل شيء في الحياة، وهو ما لا يتفق في رأيه مع الفطرة السليمة والمجتمعات الشرقية المحافظة، معتبراً أن كل إنسان حر فيما يكتب ويبدع ويفعل، لكن حريته يجب أن تكون مشروطة بألا يضر بالآخرين كتابة وأبداعاً وفعلاً، وإلا لتحول التعبير عن الرأى من مساره السلمي إلى مساره العنيف المدمر تحت مسمى "حرية التعبير" ومسمى "الحريات المدنية".

ويستشهد الجندي بالمثل القائل "أنت حر ما لم تضر" مشيراً إلى أن الجدل القائم بين أوساط المثقفين في مصر حول الحريات العامة وحريات التعبير هو جدل مبالغ فيه، مستدلاً بأن دور السينما تقوم بعملها والقنوات الفضائية تبث برامجها بحرية كاملة، وأن حتى من يقوم بالتطاول على الرئيس فيها يتم إمهاله فرصة واثنين وثلاثة، بالإضافة إلى أن شهر رمضان الماضي شهد بث العديد من المسلسلات الدينية التي جسدت شخصيات الصحابة دون أن يصادر منها مسلسل واحد، وكل هذا يدل على حالة انفتاح على الحريات العامة لا على مصادرتها أو التضييق عليها. 

العنوسة على أعتاب جامع البنات في مصر.. بين خرافات حل عقدة الزواج، وفتنة الاستغلال

$
0
0

زيارة واحدة لجامع البنات يوم الخميس أو الجمعة بحى بورسعيد بمصر تخلص الفتيات من شبح العنوسة وتعجل بتزويجهن! هذا ما تتداوله بعض الفتيات فى مصرعلى خلفية تاريخ إنشاء المسجد الذى بناه الأمير عبد الغنى الفخري، وأطلق عليه هذا الاسم نسبة لبناته السبعة اللاتى توفين وهن عذراوات حزناً عليهن، وهناك اعتقاد خاطىء للفتيات بأن المسجد بداخله مقابر لبنات الأمير يسمعن ندائهن وأدعيتهن و يلبين طلباتهن بالزواج، ولديهن طقوس خاصة كإشعال البخور والشموع والتجمع فى وسط المسجد والإمساك بايديهن والمشاركة فى الأدعية من أجل سرعة الزواج... لذا قررنا في عربيات القيام بجولة داخل مسجد البنات لمقابلة  الفتيات واستطلاع آرائهن بالإضافة إلى رأى إمام المسجد للكشف عن أسرار هذا المسجد وما يشهده من ممارسات.

 

طقوس الزيارة
فى البداية تقول مديحة سالم 28 عاما: "سمعت كثيراً عن بركة مسجد البنات فى فك العنوسة من إحدى صديقاتى اللاتى تزوجت بالفعل فور زيارتها له مرتين فقط على التوالي، وفكرت فى خوض التجربة ولكننى تخوفت من الذهاب بمفردى فاصطحبت والدتى معى للمسجد ووجدت العديد من الفتيات داخل المكان يبكين واقفات حول بئر فى وسط المسجد فارغ لا يوجد به مياه، ويرددن بصوت عالي آيات قرانية وأدعية، فوقفت بجانبهن أقلدهن وأفعل ما يفعلن، وأشعلت معهن البخور والشموع ونحن نلف حول البئر أكثر من مرة فى شكل دائري ونرفع أيدينا للسماء وندعو الله بفك كربنا وفك أزمتنا والتعجيل بزواجنا، ولازلت أتردد على المسجد حتى الآن يوم الجمعة من كل أسبوع أملاً فى تحقيق أمنيتى بالزواج، وأشعر براحة لا مثيل لها تجاه المكان وأثناء صلاتى فيه". 

 

فك "النحس" والسحر
وتضيف منى ماهر 33 سنة قائلة: "في البداية لم أكن مقتنعة بما يقال عن مسجد البنات و(سره الباتع) فى جلب العريس للفتاة على وجه السرعة، ولكننى على يقين بأن الدعاء وتكراره بصفة مستمرة قد يغير القدر و يسرع النصيب، فمبالك فى مكان مريح ومبارك كمسجد البنات! خاصة أن به مقابر بنات الأمير الذى بناه واللاتى عانين نفس مشكلتنا (تأخر الزواج) وأعتقد هذا هو سر بركته، وقد جئت لزيارته بناءاً على ماسمعته من بنات خالتى اللاتى كن يأتين هنا للصلاة والدعاء لحل عقدتهن حيث كانت تبلغ أعمارهن 40 عاماً و 39 عاماً والحمد لله تزوجن. فقد تطول الفترة أو تقصر تبعاً للنصيب وإرادة الله سبحانه وتعالى، ولكننا نعتبر المسجد من المقدسات مثله مثل جوامع أخرى كجامع السيدة نفسية والسيدة زينب، فكل هذه الأماكن لها بركة وتبعث على الراحة النفسية وتفك النحس والسحر، وهذه حقيقة من واقع حكايات كثيرات من الفتيات". 

 

مصادفات تعزز القناعات
وتقول هيام محسن 23 سنة: "أنا بطبعي لا أؤمن بالخرافات ولا أتبعها حتى لا أصاب بالإحباط والإكتئاب مثل كثير من الفتيات، خاصة أنها بلا جدوى، ولكننى كنت ذاهبة للسوق بجانب المسجد فى إحدى المرات مع ابنة خالتى ودخلنا المسجد لنصلى المغرب وبالصدفة التقينا ببعض الفتيات يروين لنا هذه القصص ويؤكدن لنا أن فتيات كثيرات انحلت عقدتهن فى هذا المسجد، وفي ذلك الوقت وقفنا مثلهن حول البئر وأكثرنا من الدعاء، وحتى الآن لم نرزق بالزوج الصالح، وهو مما يدل على أن الزواج بيد الله، وأن ما يقال خرافات وليس له أى أساس من الصحة، فربما لعبت المصادفة دورها مع البعض وكان حظهن أفضل من غيرهن ليس إلا". 

 

إمام المسجد: خرافات وخزعبلات وخدعة من أجل الحصول على المال
ويعلق الشيخ فراج حسن إمام مسجد البنات على هذه الظاهرة قائلاً: "هذه الأقاويل مجرد خرافات وخزعبلات فى أذهان الفتيات وليس لها أى أساس من الصحة على الإطلاق، فأنا إمام وخطيب لهذا المسجد منذ سنوات عديدة ولم أشاهد أو أسمع عن ذلك في حياتي، وكل ما فى الأمر أنها شائعة تداولت بين فتيات ضعاف النفوس ذوات ثقافات محدودة تناقلنها فيما بينهن وانتشرت بشكل كبير، حتى أصبحت موروث لديهن بزيارة المسجد وأداء الطقوس اللاتى ابتدعوها فى الجامع، بالإضافة إلى أنه لا توجد مقابر أو مقام للصلاة، وإنما يوجد مصلى للسيدات ملحق بالمسجد كأي مسجد آخر به مكان مخصص لصلاة السيدات. وكل يوم أقابل سيدات وفتيات يأتين من مسافات بعيدة ومن دول عربية من أجل ذلك، ومنهن سيدة لديها ابنتين عازبات لم تتزوجا ومعها زجاجة وتسالنى عن مياة البئر بالمسجد لحل أزمة ابنتيها  وفك السحر عنهن، واكتشفت وقتها أن خدام المكان الذين يعملون بالمسجد خدعوها بذلك من أجل الحصول على المال، خاصة أن البئر فارغ منذ سنوات، وحتى لو وجد به مياه فهى غير صالحة للشرب على الإطلاق وانما كانت تستخدم لوضوء المصلين وبالتالى كانوا يتخذوا ذلك وسيلة للنصب والاحتيال، وواجبى توعية هؤلاء الفتيات بالحكم الشرعى لهذه الخرافات وأنها تعتبر فتنة، وضرورة الالتزام بالعبادات والصلاة وطاعة الله سبحانه وتعالى وقراءة الرقية الشرعية دوماً، واليقين بأن الزواج قسمة ونصيب من الله سبحانه وتعالى". 


انتهاء التصفيات النهائية للجامعات بملتقى الشباب وإعلان النتائج في الحفل الختامي

$
0
0
رصد مواهب في مسابقات الابتكار العلمي والشعر والثقافة

انتهاء التصفيات النهائية للجامعات بملتقى الشباب وإعلان النتائج في الحفل الختامي

رسم ملتقى الشباب بمنطقة مكة المكرمة في نسخته الثالثة التي يشارك فيها لأول مرة طلاب وطالبات الجامعات والمؤسسات التعليمية بالمنطقة، خارطة تنافس جديدة أبرزت مواهباً ومبدعين، فضلاً عن مساهمته في نشر وبث أهداف الملتقى والمتمثلة في ثقافة الشعور بالمسؤولية واحترام النظام وحب العمل.

وكشفت اللجنة المنظمة لملتقى الشباب عن قرار بتأجيل الإعلان عن الفائزين بالمراكز الأولى للطلاب والطالبات في التصفيات النهائية لمسابقات القرآن الكريم، الشعر، الابتكار، الرسم، التصوير، الحرف الفنية، والأفلام الوثائقية إلى يوم الحفل الختامي الذي يرعاه ويحضره صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة. 

وأوضح رئيس اللجنة المنظمة الدكتور خالد فهد الحارثي أن مشاركة 200 ألف طالب وطالبة من الجامعات ومؤسسات التعليم العالي على مستوى المنطقة في المسابقات خلال الفترة من 18 إلى 21 جمادى الجاري (30 مارس إلى 2 أبريل 2013)، نجحت في صياغة مفهوم جديد للمنافسة في 18 مسابقة و70 فعالية، كما أسهمت في بث روح التنافس والتحدي والتفاعل وصولاً إلى تنمية القدرات المهارية والثقافية والعلمية، وتشجيعهم على إجادة العمل وإتقانه، مشيراً إلى أن مشاركة الطلاب والطالبات من جميع المحافظات حققت قاعدة للتعارف والانسجام، وإحداث توازن فكري أسهم في إزالة الفوارق بين بعضهم البعض.

وأكد الحارثي أن الفعاليات المصاحبة للتصفيات النهائية التي شارك فيها طلاب وطالبات الجامعات مثل الدورات التدربية وحلقات النقاش والأعمال التطوعية الميدانية، حققت نقلة نوعية بالتوسع في الأهداف والرسائل التي يسعى إلى تحقيقها وهي الشعور بالمسؤولية واحترام النظام، مشيراً إلى أنه وعملاً بتوجيهات سمو أمير منطقة مكة المكرمة، تجاوز الملتقى دروه من الجانب التنافسي، إلى تعزيز السلوكيات الإيجابية، ودفع الشباب إلى التفاؤل بالمستقبل وتقديم دفعة قوية لبناءهم فكرياً.

وخلص الحارثي إلى أن الفعاليات المصاحبة ركزت على جانب التوعية عبر تنمية القيم والمبادئ في نفوس الشباب، مشيراً إلى أنها تشمل احترام قدسية البيت الحرام والارتقاء بالتعامل مع ضيوف الرحمن، واحترام حقوق الغير والحق العام، وتطبيق القانون على الذات قبل الآخرين، والمبادرة إلى التعلّم والتدرب والإتقان والإبداع، وخدمة الناس وقضاء حوائجهم وتيسير أمورهم.

 

إنطلاقة التصفيات

حرصت اللجنة المنظمة بالتعاون مع جامعة الملك عبدالعزيز التي استضافت التصفيات النهائية، على أن يكون إنطلاقة التصفيات ممثلاً في الفعاليات المصاحبة وتحديداً السوق الشعبي، حيث دشنه وكيل الجامعة الدكتور عبدالله بن مصطفى مهرجي بالساحة الثقافية يوم 18/5/1434هـ.

ويهدف تنظيم السوق الشعبي الى تقديم صورة عن حياة أهالي المنطقة من خلال عرضه للنشاط التجاري والحرفي في القوالب القديمة ومحاكاته أمام الطلاب، وضمت محتوياته عرضاً للوحات شعبية ومعارض تراثية ومقتنيات ومأكولات شعبية متنوعة، ومقتنيات قديمة، من حلي وملابس قديمة وصناعات حرفية، كما شهد عروضاً شعبية فلكلورية قدمها نادي التراث الشعبي، ما أسهم أخيراً في جذب 5000 زائر من الطلاب.

كما شهدت الفعاليات المصاحبة معرضاً للوحات الفنية والأعمال التشكيلية، فضلاً عن عرض مسرحية"وهم"من تأليف عماد المي وإخراج أحمد الصمان، تمثيل محمد الشريف، عبدالعزيز القدير، وعبدالله الغامدي، وعلي الخميس، وعبدالرحيم برناوي، ومساعد المخرج فاضل مصطفى، وتصميم الديكور نادر الجمال.

 

مسابقة القرآن

شهدت مسابقة القرآن الكريم تنافساً جمع 12 طالباً من 5 جامعات في ثلاث مستويات، ففي المستوى الأول (حفظ وتجويد القرآن كاملاً)، شارك فيها كل من: أحمد محمد ميمون من جامعة الملك عبد العزيز ومعاذ بن أحمد الحاج من جامعة أم القرى وإبراهيم علي أحمد من كلية الاتصالات، وفي المستوى الثاني (حفظ وتجويد عشرين جزءً) شارك كل من: عبدالملك محمد إدريس من جامعة الملك عبد العزيز وأسامة عبدالمنعم مقبول من جامعة أم القرى وإمعان ابراهيم ابو سليمان من جامعة الطائف وأحمد محمد حجري من كلية الاتصالات، وفي المستوى الثالث (حفظ وتجويد عشرة أجزاء) شارك كل من: حسين خالد باوجية من جامعة الملك عبد العزيز وإبراهيم صالح عواد الغامدي من جامعة أم القرى وريان محمد الغزالي من كلية الاتصالات ومحمد راضي زين العابدين من كلية ابن سينا وريان خليل خياط من كلية الغد.

وقدم الطلاب المشاركون شكرهم وتقديرهم لسمو أمير منطقة مكة المكرمة صاحب مبادرة ملتقى الشباب وذلك للدعم اللامحدود لجميع الطلاب المشاركين، وبين إبراهيم علي سيف من كلية الاتصالات والمشارك في مسابقة حفظ (القرأن الكريم كاملاً) أن الملتقى مثل له فرصة سانحة ولجميع الشباب في الجامعات والكليات وحتى المدارس ليقدموا كل ما لديهم من اختراعات وابتكارات ومواهب بامكانهم صقلها وتطويرها.

واعتبر إمعان ابراهيم ابو سليمان من جامعة الطائف والمشارك في مسابقة القرآن الكريم (عشرين جزء) أن الملتقى أوجد أرضية صلبة يمكن للطالب الانطلاق من خلالها بحيث بامكانة تنمية مهاراته وتقديم ابتكاراته واختراعاته ليجد الدعم ويواصل دراساته على تطوير كل أدواته، مشيراً إلى أن الطلاب والطالبات قدموا اختراعات وأفكار لمشاريع جديدة وهامة يمكن تطبيقها متى ما وجدت الدعم، وأتفق معه عبدالملك إدريس من جامعة الملك عبد العزيز المشارك في مسابقة القرآن الكريم (عشرين جزء)، مشيراً إلى أن الملتقى أسهم في شغل اوقات الفراغ بالنسبة للشباب واحداث حراك علمي وثقافي، مؤكداً أن جميع الطلاب والطالبات المشاركين استثمروا الملتقى في تطوير مشاركاتهم سواء فيما يتعلق باختراعاتهم او فيما يخص المسابقات والفعاليات.

 

سباق المعرفة

وفي المسابقة الثقافية"سباق المعرفة"تمكن طلاب جامعة الملك عبدالعزيز من تحقيق المركز الأولى محققين فوزاً ثقافياً وهم: عبدالله عبدالرحمن باجابر، وعمر يحيى خواجي، ويوسف مبارك باعوم وعمر محمود مناحي بعد تنافس قوي جمعهم مع نظرائهم في سبعة جامعات، حيث تغلبوا  في المرحلة النهائية على طلاب جامعة أم القرى وهم: حمزة محمد زولي، ومحمد يحيى العطاس، وعبدالله وحيد فتحي، وسليم محمد غالب. 

وإضافة إلى طلاب جامعتي المؤسس وأم القرى شارك في مسابقة "سباق المعرفة"كل من: نواف الحربي ومحمد الجعفري وخالد المصباح ومحمد بهوش من كلية التقنية، وعمرو الجارح ومحمد القيلاني وأسامة الديري وحسام عطرجي من كلية أبن سينا، وعبدالرحمن معتوق يماني وإبراهيم العامري وريان خليل خياط ومحمد الغامدي من كلية الغد، وفهد العمري وإدريس محمد أدم وخالد المالكي وعمرو العمري من كلية الإتصالات، وعبدالله الثقافي وأحمد العنزي وعبدالخالق القرني وفوزان المقاطي من جامعة الطائف. 

وفي المقابل، شهدت مسابقة الشعر تنافساً كبيراً بين ثلاثة طلاب من ثلاث جامعات، وهم: عبدالكريم عبدالرحمن الوايلي من جامعة الملك عبدالعزيز، وعبدالرحمن ظافر العمري من جامعة أم القرى، وعبدالله فيصل الرابغي من كلية التقنية.

 

الابتكار العلمي

وفي مسابقة الابتكارات العلمية، التي ستعلن نتائجها في الحفل الختامي، شارك طلاب جامعة الملك عبدالعزيز في ابتكارين هما "الشاحن الكهربائي"وابتكار "التقطير"، فيما شاركت كلية التقنية بابتكارين هما "دائرة تحكم عن بعد بمحرك الخطوة"و"عربة النقل الديناميكية"، وتمثلت مشاركة كلية الاتصالات والالكترونيات في ابتكاري "الوسادة الآمنة"و"الحاضن"، وشاركت جامعة أم القرى بابتكاري "مساجد بلا أحذية"و"نظام منع التدافع في الحج"، في حين شارك طلاب جامعة الطائف بابتكاري "المسبح الآمن"و"المقلمية".

وأوضح الطلاب المشاركين أنهم حصلوا على فرصة مثالية لتقديم إبتكاراتهم مواهبهم، كما أنه ـ أي الملتقى ـ وفر لهم فرصة الاحتكاك مع زملائهم في المحافظات، فضلاً عن الاستماع إلى آراء وتعليقات لجان التحكيم للاستفادة منها في الأعوام المقبلة.

وعبر الطلاب المشاركين في الملتقى عن شكرهم وتقديرهم لسمو أمير منطقة مكة الذي أسس الملتقى ما أسهم في احتضان مواهب وابتكارات الشباب وتسخير لهم الامكانيات ليقدموا انفسهم في مشاريعهم التي كانت الى وقت قريب مجرد أفكار وليست واقع.

 

الأفلام الوثائقية

وفي مسابقة الأفلام الوثائقية، التي تأجل إعلان نتائجها في الحفل الختامي أيضاً، شارك كل من الطالبين إسحاق عزوني وفيصل العربي من جامعة الملك عبدالعزيز بفيلم بعنوان "عبدالله"، كما يشارك الطالب فيصل الحربي من قسم الاعلام بجامعة الملك عبدالعزيز في المسابقة بفلم حمل أسم "صورة"ومدته ستة دقائق بسلط الضوء على مشاعر الكراهية لدى بعض الاشخاص والتي تتحول الى مرض نفسي ينتج عنه إيذاء للاخرين، والتشهير بهم وإطلاق الشائعات عنهم، فيما سلط الطالب أحمد علي ذا النون من جامعة الملك عبدالعزيز كلية العلوم الطبية التطبيقية قسم العلاج الطبيعي الضوء في فيلمه القصير على ذوي الإحتياجات الخاصة إيماناً منه باحتياجات تلك الفئة من تهئية الاماكن العامة لهم والرعاية وتوفير كافة إحتياجاتهم

وقدم الطالبان حامد عطية المالكي وسعد نور ولي من جامعة أم القرى مشاركة أخرى، والطالب محمد مليشو من كلية الأعمال والتكنولوجيا بفلم بعنوان"المشاريع الصغيرة"، كما شاركت الطالبة نوف العمودي من كلية أبن سينا بفيلم"التغيير للأفضل".

وتركز مسابقة الأفلام القصيرة الوثائقية على الطرح الموضوعي سواءاً إجتماعياً او فكرياً في قالب إبداعي، وحرص المنظمون على إبراز قدرات الطلاب التمثيلية والقصصية والإخراجية حيث وضعت قائمة من الشروط من بينها أن تكون المشاركة من إنتاج الطالب والطالبة، كما أتاحت اللجنة مشاركة أكثر من طالب أو طالبة في الفيلم الواحد..

 

المعرض الفني

حظي المعرض الفني بمنافسة كبيرة بين طلاب الجامعات والكليات والذي تم فيه عرض الهوايات الفنية "الرسم، والخط والتصوير، والأشغال اليدوية، وسجلت جامعة أم القرى أعلى مساهمة بثمان أعمال من الطلاب والطالبات، وهم: محمد يحيى عبد الحفيظ وعلي عايض علي في الخط العربي وسامي إسماعيل النعامي ومحمد بالقاسم الخيري في التصوير الفوتوغرافي، وحسن أحمد باعنتر وتاله سعيد في الرسم التشكيلي، وصالحه الزبيدي وفاطمة حسن الفقيه في الأشغال اليدوية، فيما تمثلت مساهمة كلية التقنية بأربعة مساهمات، وهم: حسن عبدالله مدني في التصوير الفوتوغرافي، وموسى الحارثي في الخط العربي والرسم التشكيلي، وآدم عمر عيسى في الخط العربي، وساهمت جامعة الملك عبدالعزيز بأعمال في التصوير الفوتوغرافي للطالبين حسام داغستاني ومحمد عبدالفتاح مشاط، وسجلت كلية الاتصالات مشاركتين في المعرض الفني وهي الخط العربي للطالب عبدالوهاب الجرب، والتصوير الفوتوغرافي للطالب علي الغامدي.

 

المسابقات الرياضية

حصد طلاب جامعة الملك عبدالعزيز المركز الأول في بطولة خماسيات كرة القدم، بعد فوزها على جامعة ام القرى بنتيجة 4/2 في المباراة النهائية للبطولة، كما ظفرت كلية الاتصالات بالمركز الثالث على البطولة أثر فوزها على جامعة الطائف بنتيجة 4/1 في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع في البطولة.

كما حقق طلاب جامعة الملك عبدالعزيز للاحتياجات الخاصة المركز الأول في السباحة بعد فوزهم على طلاب جامعة أم القرى، كما حصد طلاب جامعة الملك عبدالعزيز المركز الأول في بطولة ذوي الاحتياجات الخاصة لكرة الهدف للمكفوفين وضعاف البصر بعد فوزهم على طلاب جامعة أم القرى 21 مقابل 18.

وفي مسابقات أخرى سيتم الإعلان عنها في الحفل الختامي مثل نصب الخيام، شاركت جامعة الطائف بكل من الطلاب: عبدالرحمن الجعيد ورامي المالكي ويوسف الثمالي ويزيد الحارثي ووليد الثقفي، فيما ضمت جامعة أم القرى كل من: أنس الشنقيطي والحسن الطاهر وأحمد الزهراني ومحمد العقيل وزهير هوساوي وماجد الغامدي، ومن جامعة الملك عبدالعزيز كل من: عبدالعزيز العتيبي وخالد باغانم واحمد قيس ومحمد باغانم ومحمد الشيهي وعبده هوساوي، فيما تمثلت مشاركة كلية التقنية بكل من الطلاب: سمير عثمان وحذيفة العولقي وعبدالرؤوف باعثمان وآدم عمر وموسى الحارثي وعبدالخالق الراشد.

وفي مسابق البلياردو، شارك الطالبان مازن بلدي وحسن الزهراني من جامعة الملك عبدالعزيز، فيما جاء عبدالله الجليد ورامي المالكي من جامعة الطائف، وأسهمت كلية الاتصالات بالطالبين محمد القرني وعبدالرحمن الجعفري، وتمثلت مشاركة كلية ابن سينا بالطالبين محمود مولاوي وخالد نور.

 

مشاركة الطالبات

ولم تكن الطالبات بعيدات عن جو التنافس خلال الأربعة الأيام من التصفيات النهائية، إذ شهد شطر الطالبات بجامعة الملك عبدالعزيز تنافساُ بين طالبات 7 جامعات ومؤسسات تعليم عالي حيث احتضنت الخيمة الرياضية بطولة السلة والتي تم تطبيق فيها القانون الدولي للعبة وقسمت الفرق المشاركة إلى مجموعتين، فيما تنافست الطالبات في المسابقات الثقافية والشعر والإلقاء والخطابة والقرآن الكريم، فضلاً الأعمال التطوعية.

وشاركت في الملتقى طالبات جامعة الملك عبد العزيز بفروعها، وجامعة أم القرى، وجامعة عفت، وكلية البترجي للعلوم الطبية والتكنولوجيا، وجامعة الأعمال والتكنولوجيا CBA الأهلية، وجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية، وكلية ابن سينا الأهلية للعلوم الطبية، وفي المسابقات التالية القرآن الكريم ثلاثة مستويات ، والمسابقة الثقافية العامة "سباق المعرفة"، ومسابقة الشعر والإلقاء والخطابة، وبرنامج "آنسة فكرة"، والهوايات الفنية (خط، تصوير، اشغال يدوية، رسم)، والأعمال التطوعية، فيما شملت البرامج الرياضية بطولة كرة السلة، بطولة كرة الطائرة، بطولة تنس الريشة، وبطولة السباحة الحرة (50 م)، وبطولة الرول سكيت، وبطولة الجري (50م)، بطولة الدراجات (50م)، وبطولة ذوات الاحتياجات الخاصة، والعروض الرياضية (الآيروبيك).  كما صاحب فعاليات الملتقى معرضاً فنياً لأعمال الطالبات، وورشة عمل بعنوان (أي مشروع ابدأ به)، ودورة أخرى بعنوان (فراغ من ذهب)، ومحاضرة بعنوان (كيف تتحدين ميولك؟). 

فيما يعد أكبر حرب إلكترونية، القراصنة يهددون بمسح إسرائيل من خارطة الفضاء الإلكتروني

$
0
0
إذاعة إسرائيل تبث القرآن الكريم

فيما يعد أكبر حرب إلكترونية، القراصنة يهددون بمسح إسرائيل من خارطة الفضاء الإلكتروني

أكدت صحيفة "هارتس"الإسرائيلية اختراق 19,000 حساب اسرائيلي على الفيسبوك في الهجوم الموجة من منظمة قراصنة "أنونيموس"الشهيرة في ما اعتبرته أكبر حرب إلكترونية في التاريخ، وقامت "أنونيموس"يوم السبت 6 إبريل بحملة من الاختراقات لعدد من المواقع من المتوقع أن تتواصل في السابع من شهر إبريل لتتزامن مع ذكرى محرقة اليهود "الهولوكوست". ووفقاً للتلفزيون الاسرائيلي الهجوم استهدف موقع الاستخبارات وعدد من المواقع الاسرائيلية الحكومية. 

ووجه المخترقون رسالتهم للحكومة الإسرائيلية بقولهم: "لم تتوقفوا عن انتهاكات حقوق الإنسان، لم تتوقفوا عن بناء المستوطنات غير الشرعية، لم تحترموا مواثيق وقف إطلاق النار، وأظهرتم عدم احترام القانون الدولي. وهذا هو سبب اجتماعنا من مختلف أنحاء العالم لنتوحد في التضامن مع الشعب الفلسطيني ونمحو اسرائيل من خارطة الفضاء الإلكتروني، ونجعل يوم السابع من ابريل يوم المقاومة العالمية".

أما إذاعة الجيش الإسرائيلي فأفادت بأن معظم الهجمات الإلكترونية جاءت من كوسوفو وألبانيا والسعودية والمغرب وتركيا، فيما أكدت صحيفة "جوريسالم بوست"أن اسرائيل بدأت تستخدم قراصنة للرد حيث تم اختراق موقع السلطة الفلسطينية للخدمات الطبية، بالإضافة لأحد المواقع المصرية التجارية، وزعمت مجموعة من القراصنة الإسرائيلية تدعى "جيش النخبة الإسرائيلي"اسقاط عدد من المواقع الباكستانية. واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أن القراصنة المدافعين عن اسرائيل لم يقوموا بالرد بكراهية ولكن بمنطقية حيث ابتعدوا عن مخاطبة الناس بالعاطفة والصور الدموية. وقللت الصحيفة من أهمية حملة الاختراقات مؤكدة أن أغلب المواقع التي تم الإعلان عن اختراقها تعمل أو تعطلت لفترة قصيرة فقط.

يذكر أن الحملة لم يمض على إنطلاقها أكثر من 12 ساعة حققت أصداء واسعة بين الحقائق والشائعات، غير أن نصائح الخبراء انتشرت بالتحذير من تتبع الروابط التي يتم نشرها تلافياً لزيارة مواقع ملغمة قد تسبب في اختراق الأجهزة الشخصية للمستخدمين.

اللجنة الوطنية للتدريب: قرار الملك بتمديد المهلة للعمالة يصب في مصلحة السوق

$
0
0
دعت إلى إدخال منهج دراسي لاحترام أخلاقيات العمل أسوة باليابان

اللجنة الوطنية للتدريب: قرار الملك بتمديد المهلة للعمالة يصب في مصلحة السوق

وصفت اللجنة الوطنية للتدريب توجيه خادم الحرمين الشريفين لوزارة لعمل والداخلية بإعطاء فرصة للعاملين المخالفين لنظام العمل والإقامة في السعودية لتصحيح أوضاعهم، في مدة أقصاها ثلاثة أشهر من تاريخه، بالقرار الإيجابي والحكيم الذي سيصب في مصلحة الاقتصاد الوطني وفي مصلحة العمالة الوافدة، حيث أنه سيؤدي إلى حفظ حقوقهم.

وقال المهندس عبد العزيز العواد نائب رئيس اللجنة الوطنية للتدريب: "قرار منح مخالفي الإقامة والعمل الفرصة لتسوية أوضاعهم وتصحيحها بالقرار الأبوي، أمر إيجابي وجيد، وأن تمديد مهلة التصحيح لثلاثة شهور ملائم ومناسب لأنه سيعطي الفرصة للعامل المخالف لتصحيح وضعه وكذلك لأصحاب الشركات، خاصة وانه جاء بعد حملة تفتيش قامت بها الجهات المختصة لتصحيح الوضع في السوق، إلا أنها أثرت على العديد من القطاعات من حيث التشغيل والتي كانت تعتمد على العمالة المخالفة"، مشيراً أن التصحيح التدريجي سيخدم الجميع ويحق الاستقرار في السوق.

وأكد العواد أن قرار وزارة العمل بقصر عمل العامل الذي تم استقدامه على صاحب العمل الذي أجرى توقيع العقد معه وأستقدمه، هو قرار صحيح ويصب في صالح السوق السعودي ويسهم في ضبط آلية العمل فيه، كما أنه أداة هامة جداً للقضاء على مشكلة التستر التجاري التي باتت واضحة المعالم في العديد من الأنشطة، مبيناً أن المنشئات الصغيرة والمتوسطة هي الأكثر تضرراً من القرار مقارنة بالمنشئات الكبيرة التي تأثرت هي أيضاً ولكن بنسب متفاوتة.

وأشار نائب رئيس اللجنة الوطنية للتدريب، إلى أن الكثير من المدارس الحديثة والتي هي في طور التقديم لتأشيرات العاملين أو في انتظار وصولهم، هي من القطاعات التي تعتمد في تشغيلها على عاملين ليسوا على كفالاتها، خاصة من أقارب الوافدين العاملين في السعودية والمؤهلين للقيام بتلك المهام، مردفاً: "لا بد أن نشير إلى الجانب الحكومي الذي يتحمل هو الآخر جزء من مسئولية ما حدث في السوق، وعلى سبيل المثال : التعميد للحصول على أساتذة للسنوات التحضيرية في الجامعات بأعداد لا يمكن أن يتم توفيرها في المهلة المحددة، التأخر في الفصل في القضايا المعروضة على لجان التقاضي في وزارة العمل الابتدائية لفترات طويلة تصل إلى ثلاث سنوات، وهو الأمر الذي يمنح العامل الحصانة من الترحيل ويجعل منه يبحث عن وظيفة أخرى بطريقة غير نظامية في ظل أن صاحب العمل الأساسي الذي يعمل لديه لا يرغب بتشغيله".

ويرى العواد أن قطاع المقاولات يعد من أكثر القطاعات استحواذا على العمالة الوافدة المخالفة من حيث عدم العمل لدى الكفيل، إذ أنه القطاع الذي يعمل فيه أكثر من 50 في المائة من العمالة بشكل غير نظامي، مبيناً أن قطاع المقاولات في ظل النهضة التنموية التي تعيشها المملكة ومواجهته لبرنامج نطاقات الذي قلص الفرص أمامه للحصول على مزيد من الاستقدام في العمالة، قام بتقديم عروض وظيفية للعمالة الموجودة لدى كفلائها، ومنحهم رواتب تتجاوز رواتبهم لدى صاحب العمل الأساسي لهم بنحو 80 في المائة، وهي شاملة لجميع البدلات والمزايا، إلا أنها رواتب على شكل يوميات ودون التزام طويل الأمد.

ولفت العواد، إلى أن المعالجة التي تقوم بها الحكومة السعودية في الوقت الحالي جاءت بعد تراكم المخالفات وانتشارها في السوق، والتي بات من الضروري تصحيحها بشكل جذري، مبيناً أن التراكمات موجودة في سوق العمل منذ زمن، وليس من الإنصاف أن يسأل عنها وزارة العمل فقط، بل هي مسؤولية مشتركة بين التجارة لغضها النظر عن المخالفات والتستر عليها، والداخلية بسبب عدم تعاملها مع مخالفي أنظمة الإقامة ومتخلف الحج والعمرة منذ البداية، وأخيراً العمل فيما يتعلق بعدم معالجتها مخالفات أنظمة العمل في السوق السعودية، وغض البصر عن مافيا التأشيرات التي استفحلت في الفترة الأخيرة، وأغرقت السوق بعمالة لا يحتاج إليها الوطن، وأخيراً المواطن نفسه الذي استقدم عمالة وتركها في السوق دون عمل أو تستر عليها.

وأبان العواد، أن ما يثير الاستغراب هو عدم تحرك وزارة العمل بشكل عاجل مع بلاغات أصحاب العمل، خاصة وأن بعض العمالة تقوم بعد اكتسابها للخبرة بنقلها إلى أصحاب عمل آخرين ودون وجه حق، وهو ما يثير هنا أمر هذا التصرف من قبل بعض ملاك المنشئات الذي لا يرعون حق صاحب العمل الأساسي أو أفكاره في إدارة وتطوير منشأته، داعياً إلى الاستفادة من نحو أكثر من مليوني مرافق قدموا مع العمالة الوافدة التي تعمل في السعودية والتي يقدر عددها بأكثر من سبعة ملايين عامل، وذلك عوضاً عن إرهاق سوق العمل بعمالة أخرى عن طريق الاستقدام.

وأضاف العواد: "جميع المبادرات التي تطلقها وزارة العمل تكون باتجاه القطاع الخاص، وأنه لا يوجد هناك أي مبادرة تجاه الشاب السعودي، فنحن طالبنا كثيراً بضرورة أن يكون هناك نظام يمنع تسرب السعودي من الوظيفة دون سابق إنذار أو إجراءات يتم تسويتها وفقاً لعقد موحد يحمي مصالح الطرفين"، وشدد العواد على أهمية أن يتم إدخال مادة عن مفهوم أخلاقيات العمل على غرار التجربة اليابانية في المرحلة الابتدائية، موضحاً أن مثل هذه المادة من شأنها أن تعزز مفهوم استيعاب الأخلاقيات ذات الصلة بالعمل وكيفية الإخلاص فيه والتي من خلالها أيضاً يتم تأصيل مفهوم التشريعات والآليات التي يجب التقيد بها في سوق العمل.

الأمير خالد الفيصل: يجب تطوير استراحات الطرق السريعة

$
0
0
في اجتماع للجهات الحكومية

الأمير خالد الفيصل: يجب تطوير استراحات الطرق السريعة

فاجأ صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، الحضور في اجتماع تحسين وتطوير استراحات ومحطات الطرق، والذي عقد في مقر الإمارة بجدة برئاسة وكيل إمارة المنطقة الدكتور عبدالعزيز الخضيري بحضور عدد من المشغلين والملاك، حيث شارك سموه في الاجتماع وحرص على تقديم كلمة تبين أهمية المشروع الذي أقره مجلس الوزراء أخيراً.

ووصف الأمير خالد الفيصل حضوره للاجتماع بغير الرسمي وقال: "أنا سعيد بوجودكم في إمارتكم والتي تعمل لخدمتكم وهو ديدنها الذي تحرص دائما عليه"، مبينا أنه حرص على الحضور لأهمية هذا الجانب الخدمي.

وقال أمير المنطقة  أن المملكة تمر بمرحلة تنموية كبيرة ونحن هنا نرغب من الجميع العمل علىأن تكون منطقة مكة أنموذجاً إسلامياً وعربياً، وتعلمون أن هذه البقعة تستقطب الملايين ويرى الزائرون للمملكة وإنسانها من خلالها".

وتطرق الأمير خالد الفيصل إلى واقع محطات الطرق قائلا: "ما نراه في محطات واستراحات الطرق غير لائق وحاله مزرٍ علما بأنها النافذة التي نقدم من خلالها أنفسنا في المنطقة لاسيما وأن المسلمين يمرون بها عند توجههم لأداء الحج والعمرة".

وأضاف: "من أجل بناء المكان أصبحت المدن اليوم ورشة عمل لا تهدأ وستكون النتائج جلية بعد ثلاثة أعوام ومن هذا المنطلق لابد أن تواكب استراحات الطرق التنمية الشاملة وأن تكون موازية للنمو الذي تشهده المدن ولا بد من أن يتغير الحال وتصبح ذات خدمات وأشكال مستحدثة وجديدة".

وأشاد أمير منطقة مكة المكرمة بوجود الملاك في الاجتماع واستجابتهم للدعوة دليل على الاهتمام والرغبة في التطوير وعقب قائلا: "هذا ما أتمناه وآمله وأتوقعه منكم جميعا ومن أراد أن يساعد نفسه سنعمل جميعا على مساعدته لنجعل مدننا بشكل أجمل".

من جهته أوضح وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الدكتور عبدالعزيز الخضيري أن الهدف من اللقاء والاجتماع الوصول باستراحات الطرق إلى أرقى المستويات، وأضاف: "في هذا الشأن سيتم وضع برنامج مشترك بين الإمارة والبلديات وهيئة السياحة بالإضافة إلى إدارة النقل والطرق والمستثمرين للعمل سويا في طريق موحد هدفه الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة".

وتحدث وكيل الإمارة المساعد لشؤون التنمية الدكتور هشام الفالح: "بدأنا العمل بعد صدور قرار مجلس الوزراء في هذا الشأن وقطعنا شوطاً كبيراً في هذا المضمار وجاء قرار مجلس الوزراء تأكيد على أهمية المضي في هذا الاتجاه وسنعمل سوياً لتعزيز العمل الجماعي للوصول لنتائج ترضي الجميع وتحقق المأمول في جانب الخدمات المقدمة في المحطات والاستراحات الواقعة على الطرق السريعة".

وناقش المجتمعون آليات لتفعيل قرار مجلس الوزراء وإعداد تصور خلال ستة أشهر وتقدم في موعد أقصاه نهاية ذي القعدة من العام الحالي، كما طالب المجتمعون بالبدء فعليا في تشديد الرقابة واستدعاء الملاك ومشغلي محطات واستراحات الطرق في محيط منطقة مكة المكرمة في حال تم ضبط تقصير أو تهاون في تقديم الخدمة.

وأيد المجتمعون أن تبدأ أمانات المنطقة في توفير مواقع للمستثمرين الجدد والشركات السعودية وغير السعودية وأن يعقد اجتماع دوري برئاسة وكيل الإمارة المساعد لشؤون التنمية وعضوية أمانة جدة والعاصمة المقدسة والطائف، وفرع وزارة النقل وفرع هيئة السياحة والغرف التجارية لمناقشة ما تم على أرض الواقع وقياس مدى تحسن الخدمات.

حضر اللقاء وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة المساعد لشؤون التنمية الدكتور هشام الفالح، و أمين محافظة الطائف المهندس محمد المخرج والمدير التنفيذي لهيئة السياحة في منطقة مكة المكرمة محمد العمري وممثلين عن الجهات ذات العلاقة وعدد من المستثمرين والملاك.

جامعة أم القرى تنظم ملتقى الإبداع وريادة الأعمال 2013م

$
0
0
مستهدفة الشركات الناشئة لرواد الأعمال

جامعة أم القرى تنظم ملتقى الإبداع وريادة الأعمال 2013م

تحت رعاية معالي الدكتور خالد بن محمد العنقري وزير التعليم العالي تنظم جامعة أم القرى ملتقى الابداع وريادة الاعمال 2013م خلال الفترة من 4-6 رجب 1434هـ الموافق 14-16 مايو 2013م وذلك بقاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بالمدينة الجامعية بالعابدية.

وقال د.نبيل كوشك وكيل الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي أن الملتقى سيناقش هذا العام عدة محاور وهي: الجامعات الريادية، المسرعات وحاضنات الأعمال، التحول التجاري للابتكار، سياسات إدارة الملكية الفكرية، رأس المال الجريء، الفرص والتحديات للمبتكرين ورواد الأعمال. وأضاف د. كوشك بأن الملتقى سيستضيف في يوميه الأول والثاني نخبة من المسؤولين وصناع القرار والخبراء والمهتمين بالإبداع وريادة الأعمال على الصعيدين المحلي والدولي بهدف دعم خطط التنمية الوطنية والتي تركز على تنمية الاقتصاد المعرفي للمملكة العربية السعودية مؤكداً في الوقت ذاته على أن جامعة أم القرى تسعى لتحقيق هذا الهدف من خلال عدد من المبادرات التي تشرف عليها وكالة الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي. ووجه دعوته للجميع بالتسجيل والحضور والاستفادة من الخبرات التي سوف تحضر الملتقى على الرابط: www.IEyouth.org

كما ذكر بأن اليوم الثالث للملتقى سيكون من شباب الإبداع وريادة الأعمال وإليهم، حيث يتشاركون في إثراء بعضهم البعض عبر أفكار وتجارب إبداعية وريادية متنوعة. كما أضاف بأن الملتقى لهذا العام يصاحبه وعلى مدار الثلاثة أيام معرض للشركات الناشئة لرواد الأعمال والشركات التي تقدم خدمات داعمة للرواد ومساحات خاصة بالجامعات السعودية لتستعرض ابتكارات واختراعات طلابها وطالباتها.

وعبر مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس عن شكره وتقديره لكافة القائمين على الملتقى على جهودهم في الإعداد لإقامته مؤكداً أن المملكة العربية أدركت أهمية الابتكار والإبداع وريادة الأعمال كعوامل أساسية في سياستها لتطوير الميزة التنافسية والتحول نحو الاقتصاد المبني على المعرفة حيث ساهمت الجامعات الكبرى والقطاع الخاص والشركات القيادية والمنظمات غير الحكومية المتخصصة في إطلاق العديد من المبادرات في كافة مناطق المملكة لتعزيز ودعم الإبداع والابتكار وريادة الأعمال، وبين أن وجود جامعة أُم القرى في قلب مكة المكرمة أضاف لها مسؤولية خدمة العاصمة المقدسة وضيوف الرحمن الذين يفدون إليها من كافة أرجاء المعمورة حيث تقوم الجامعة بدور فاعل في النمو الاستراتيجي للمدينة وللمملكة لنقلها إلى اقتصاد المعرفة القادر على المحافظة على النمو الاقتصادي المستدام وتقديم أفضل مستوى من الخدمات لزوار منطقة مكة المكرمة خلال موسم الحج والعمرة، لافتاً النظر إلى أهمية تأسيس شركة وادي مكة للتقنية والتي أنشئت مؤخراً في الوقت المناسب لتساهم بشكل كبير في إيجاد العديد من الحلول الإبداعية لتلبية احتياجات زوار المشاعر المقدسة والمواطنين سائلا الله العلي القدير أن يوفق جميع القائمين على الملتقى لتحقيق الأهداف المرجوة.

وصرّح عميد معهد الإبداع وريادة الأعمال بالجامعة د. خالد المطرفي بأن هذا الملتقى يُنظم للمرة الثانية بعد أن ساهم الملتقى الأول في نشر الوعي حول مفهوم الإبداع وريادة الأعمال على مدار عام كامل ونتج عن ذلك حراك كبير تمثل في طلب تسجيل 270 براءة اختراع عبر مكتب حقوق الملكية الفكرية بالجامعة من قبل أعضاء هيئة التدريس والطلاب والطالبات. وأضاف بأن معهد الإبداع وريادة الأعمال يدشن حالياً برنامج "مسرع الأعمال"والذي من خلاله ستتم تهيئة الشباب وتأهيلهم فكرياً ليصبحوا روّاد أعمال يمتلكون الفكر الريادي السليم الذي يؤهلهم إلى تأسيس الشركات الناجحة www.AccelerateMakkah.com.

الجدير بالذكر أن جامعة أم القرى حققت مؤخراً من خلال مشاركتها في معرض جنيف الدولي للاختراعات 13 ميدالية (5 ذهبية، 4 فضية، 4 برونزية) حصدها أعضاء هيئة التدريس والطلاب والطالبات الذي شاركوا في هذا المعرض الدولي الهام.

ومن جهة أخرى تنظم جامعة أم القرى ولأول مرة ولمدة أسبوعين "البرنامج الصيفي للإبداع وريادة الأعمال"وذلك للطلاب والطالبات الحاصلين على براءات اختراع أو جوائز محلية ودولية في مجالي الإبداع والريادة في الفترة 1-14 شعبان 1434هـ بالعاصمة البريطانية لندن www.IESPUQU.org.

Viewing all 57 articles
Browse latest View live




Latest Images